أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة














المزيد.....

القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت إمارة شرق الأردن، سنة 1921، مأزومة ماليًّا. فمصدر التمويل كان بريطانيا، يُضاف إليه الضرائب والرسوم الداخلية. بعد قرن وأربع سنوات على نشأة الدولة، وما رافق ذلك من تحولات عميقة شملت كل ما يتعلق بها وبالإقليم والعالم، لم يحدث أي تطور فارق على صعيد واردات خزينتها. فقد أخفقت عشرات الحكومات الأردنية المتعاقبة في بناء اقتصاد انتاجي، من شأنه تأمين الاعتماد على الذات أو الاستغناء ولو جزئيًّا عن المساعدات الخارجية. وما يزال الأردن يعتمد على هذا النوع من "المعونات" المالية، وكل ما في الأمر أن الولايات المتحدة الأميركية حلَّت مكان بريطانيا في تقديمها، بالإضافة إلى جيب المواطن.
على صعيد المساعدات الخارجية، فإن الدول المانحة مهما كانت مُكنتها الاقتصاديَّة فإن "ما تجود" به للآخرين يرتبط بخدمة مصالحها، أولًا. ومقيد بأولوياتها الداخلية وظروفها، ثانيًا. وبذلك فإن مساعداتها عُرضة للتذبذب والتقليص، وربما الإعتذار عن تقديمها في حال مواجهة تحديات وتحولات في غير صالحها. أما المواطن الأردني، فمن شبه المؤكد أن ما تبقى في جيبه يجعله في هذه الأيام يتردد قبل أن يصف أوضاعه المعيشية بالمستورة.
الحصيلة، أزمة اقتصادية صعبة بدأت تتدحرج مثل كرة الثلج منذ 1988، أخطر تداعياتها جيوب فقر تتسع وبطالة تتزايد نسبها سنويًّا. والأخطر من الأزمة الاقتصادية عدم ظهور بوادر للحل، حيث يئس المواطن الأردني من الوعود المزخرفة من نوع "القادم أفضل".
السبب الثاني للقلق الرسمي الأردني، تضافر ثالوث التاريخ والجغرافيا ولؤم الإنجليز لفرضه على الدولة الأردنية.
الأردن أكثر دولة عربية كتب عليها القَدَر السايكسبيكوي الشقاء بتطورات القضية الفلسطينية والقلق من تداعياتها، بل ونكاد نقول أن الأمر هنا يتعلق بالمصير وحتى الوجود ذاته.
بعد زرع الكيان اللقيط في فلسطين سنة 1948، بدأ الأردن بالذات يستقبل الموجات الأكبر من المُهَجَّرين الفلسطينيين من وطنهم ظُلمًا. وتكرر الشيء ذاته، بعد هزيمة 1967. لا ذنب للفلسطينيين بتهجيرهم من أرض آبائهم وأجدادهم بالقوة. وهم ليسوا مسؤولين عن أن الأردن الدولة العربية الوحيدة، التي منحتهم جنسيتها بقرار يعود في ظاهره إلى إحدى حكومات توفيق أبي الهدى في أربعينيات القرن الفارط. وليس من حق أحد أيًّا كان أن يطالب الفلسطينيين بالتخلي عن كونهم فلسطينيين، يقيم وطنهم السليب داخل كل منهم أينما حل وارتحل. لكن في المقابل، وعلى أرضية هذا الوضع الشاذ الناجم عن زرع كيان لقيط شاذ في فلسطين، بدأت تتبلور في الأردن بمرور الأيام ما تُعرف بازدواجية الهوية أو أزمة الهوية. وقد دأب السيستم الرسمي وإعلامه على تغطيتها بقناع الوحدة الوطنية، وأخذت الفذلكة بعض الرسميين إلى نحت تعبير "الهوية الجامعة".
أما أخطر تحدٍّ يواجه الأردن بكل مكوناته من شتى الأصول والمنابت، فمصدره الكيان الشاذ اللقيط ذاته. ففي العقل السياسي الصهيوني، وبشكل خاص الفاشية الدينية الصهيونية، الأردن جزء من وعد بلفور.
بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، اشتط العدو الصهيوني في ممارساته الجنونية من دون ضوابط، وبلا قيود مدفوعًا بعوامل ثلاثة. قلق وجودي آخذ في التصاعد تستغله حكومة الفاشية الدينية الصهيونية، يزيده الهاجس الديمغرافي التهابًا. ودعم أميركي غرب أطلسي مالي وسياسي وعسكري مفتوح. وثالثة الأثافي، نزوع الكيان المتزايد نحو التطرف المشحون بخرافات وأساطير توراتية منها ما يخص الأردن بالإسم.
مقصود القول، يمكن إجمال أسباب القلق الرسمي الأردني تحت عنوانين: الأول، اقتصادي مالي. والثاني، تطورات القضية الفلسطينية والتحدي الوجودي الصهيوني.
ما الحل؟
ليس من شأن هذا المقال اقتراح حلول لما نحن بصدده، بل الإضاءة على واقع حال. لكن هذا لا يمنع من القول بناء على ظروف الأردن الصعبة ومجريات الأمور على صعيد القضية الفلسطينية، أننا لا نرى أفقًا لتجاوز أسباب القلق الرسمي الأردني في ظل حالة اللايقين المفتوحة على احتمالات شتى في المنطقة وعلى المستوى العالمي.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (2) لقاءٌ مع الأمير فيصل ...
- مذكرات تشرشل
- العلم والدين *
- ماذا وراء الأكَمَة؟!
- دولة المزرعة العربية !
- أين تجار الوطنية؟!
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (1) الأحوال العامة في من ...
- الزرادشتية
- نظام التفاهة (5) والأخيرة تتفيه الإنسان والثقافة والصحافة وا ...
- ترامب بلا أخلاق ومجرد من القيم
- قمة وهم الحركة في شرم الشيخ
- تعاون عسكري عربي صهيوني !
- هكذا قيَّدوا العقل العربي وكبَّلوه !
- مبارك للدكتور ياغي، ولكن...!
- نحو مراجعة عقلانية لموروثنا
- نظام التفاهة (4) النقود غاية الغايات !
- العرب و-اسرائيل- في خندق واحد !
- لا بد من وعي جديد مختلف
- خطة ترامب لنحر السلام !
- نظام التفاهة (3) الملاذات الآمنة


المزيد.....




- تصريح جديد لترامب حيال جدل ترشحه لولاية رئاسية ثالثة.. ماذا ...
- فيديو إسرائيلي مزعوم يُظهر حماس وهي -تُفبرك- عملية العثور عل ...
- مباشر: مقتل 50 فلسطينيا على الأقل بينهم 22 طفلا في غارات إس ...
- ترامب: التعديل الدستوري لا يسمح لي الترشح لولاية رئاسية ثالث ...
- باكستان تعلن فشل محادثات السلام مع أفغانستان
- 63 شهيدا بينهم 24 طفلا في قصف إسرائيلي على منازل وخيام بغزة ...
- عبد الله حمود.. أول عمدة مسلم لمدينة ديربورن بولاية ميشيغان ...
- طوفان أرهورمان الرئيس السادس لقبرص التركية
- كاثرين كونولي.. رئيسة أيرلندا المدافعة عن فلسطين
- 63 قتيلا منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة