أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - تعاون عسكري عربي صهيوني !














المزيد.....

تعاون عسكري عربي صهيوني !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نقول يا للفضيحة، لأن الفضيحة تنسحب على فعل مشين غير متوقع من الفاعل. ولا نستغرب انزلاق أنظمة عربية في هوة التعاون العسكري والاستخباري مع العدو التاريخي لأمة يُفترض أن هذه الأنظمة جزء منها، لأسباب سنضيء عليها لاحقًا.
الأمر هنا، يتعلق بتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية واسعة الانتشار والتأثير داخل بلاد اليانكي وخارجها.
الصحيفة قالت في تقريرها بالحرف:"على الرغم من الإدانة العلنية الشديدة لاسرائيل من قِبل الحكومات العربية، خلال حرب غزة، فإن العديد من تلك البلدان نفسها حافظت سِرًّا على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق مع اسرائيل".
ولنا أن نتخيل صورة العرب حكامًا ومحكومين في ذهن كل من يقرأ هذا الكلام في صحيفة بمستوى الواشنطن بوست، في حين تنتفض شعوب العالم والكثير من حكوماته ضد توحش الكيان اللقيط وجرائم حرب الإبادة في غزة.
وتضيف الصحيفة ذاتها، بحسب وثائق أميركية مُسرَّبة حصلت عليها ومعها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، أن ست دول عربية على الأقل شاركت في إطار دفاعي إقليمي سري يُعرف بإسم "البناء الأمني الإقليمي"، وأُدرجت دولتان كشركاء محتملين في المستقبل. وبيَّنت الصحيفة أن هذه الآلية أُنشئت بالتعاون مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، عملت كشبكة سرية لتبادل المعلومات والتدريبات المشتركة والتنسيق العملياتي بهدف مواجهة النفوذ الإيراني، وتعزيز العلاقات المشتركة مع اسرائيل. أما الاجتماعات، فقد صُنفت على أنها "مدعومة وسرية"، مع أوامر صارمة تمنع التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام.
ويلفت النظر مستوى الورع والتقوى الدينيين عند المشاركين في هذه الاجتماعات، على صعيد الإلتزام بتقديم الطعام اليهودي الحلال المعروف بإسم "الكوشير" بالنسبة لممثلي اللقيط طبعًا. أما ممثلو الدول العربية، فهناك قيود غذائية مشددة تمنع تناول لحم الخنزير والمحار خلال الاجتماعات.
ولفتت الصحيفة إلى ما تضمنته إحدى الوثائق المسربة بخصوص تدريبات مفصلة تتعلق بكشف الأنفاق وتدميرها، تحاكي تلك المستخدمة في غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف المُعلن للآلية، إرساء تنسيق آني في مجالات الاستخبارات، وربط الرادارات، والاتصالات السيبرانية، وأنظمة الدفاع الصاروخي.
ولم يفُت الصحيفة التذكير بأن تطبيق التعاون بدأ منذ 2022، حيث دمجت الدول المشاركة بيانات راداراتها وأجهزة استشعاراتها مع الشبكة الأميركية، لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيَّرة الإيرانية، وهو ما حصل بالفعل. على كل، من يرغب بالإستزادة في قراءة التفاصيل بإمكانه البحث عن التقرير الصحفي ذي العلاقة في وسائل الإعلام الإلكترونية.
صدَّرنا سطورنا بالقول إننا لا نستغرب ذلك، ولا ندرجه في سياق الفضيحة. أما أساس قولنا هذا ومنطلقه فيكمن في ثالوث النشأة الشاذة المشوهة لدولة الحاضر العربية، وواقع حالها اليوم، ونُظم الحكم السلطوية المُطلقة غير الشرعية. بيان ذلك، أن دولنا ودويلاتنا العربية لم تنشأ بإرادة شعوبها، كما في الأحوال الطبيعية لنشأة الدول، بل رسم حدودها الاستعمار البريطاني والفرنسي أصلًا. وعليه، فإنها تتبادل عدم الثقة وعدم القناعة مع مواطنيها، يفاقمهما أنها، أي دولنا ودويلاتنا، بحكم نشأتها الشاذة هذه ولَّادة أزمات ليس بمقدورها حلها وتجاوزها. ثالثة الأثافي، نجدها في أنظمة الاستبداد والتسلط غير الشرعية. وهي بطبيعتها هذه فاقدة لمؤهلات البقاء والاستمرار من دون "تعاون أمني واستخباري" خارجي مع أميركا على وجه التحديد. والطريق إلى قلب واشنطن غير ممكن من دون ختم الكيان الشاذ اللقيط ومباركته.
ما يعيب ويدعو للخجل فعلًا أننا أكثر الأمم كذبًا على الذات، وخداعًا للنفس. نعم، نحن نكذب على أنفسنا كل يوم من دون خجل. فالمواطن المخدوع المضحوك عليه يقرأ ويسمع ويشاهد في إعلام نظامه الرسمي إدانات شديدة للكيان توحي وكأنه بصدد التحضير لشن حرب خاطفة صاعقة ماحقة ضده، خلال عدوانه الهمجي الإجرامي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. وما درى المواطن المضحوك عليه، أن نظامه ذاته يصرف نظره وتفكيره بهذه الأكاذيب عن التنسيق العسكري والاستخباري مع العدو!
بالمناسبة، تؤكد مصادر عليمة بالإستناد إلى تقرير واشنطن بوست أن التنسيق بين الدول المعنية والكيان لم يتوقف خلال حرب الإبادة في غزة، بل توقف بعد قصف قطر.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا قيَّدوا العقل العربي وكبَّلوه !
- مبارك للدكتور ياغي، ولكن...!
- نحو مراجعة عقلانية لموروثنا
- نظام التفاهة (4) النقود غاية الغايات !
- العرب و-اسرائيل- في خندق واحد !
- لا بد من وعي جديد مختلف
- خطة ترامب لنحر السلام !
- نظام التفاهة (3) الملاذات الآمنة
- لنتأمل كيف ولماذا تقدموا وتخلفنا؟!!!
- بائع الأوهام دونالد ترامب !
- ارتباك ثقافتنا في اشكالية السلطة السياسية !
- فجوة الرواتب المخيفة في الأردن !
- نظام التفاهة (2) تتفيه التعليم والجامعات
- التهجير !
- فضيحة مكتملة الأركان !
- المهدي المنتظر *
- ماذا تعني لهم يهودا والسامرة؟!
- نظام التفاهة (1) تنميط الإنسان وتتفيهه لخدمة السوق
- من أجل الحقيقة وليس دفاعًا عن الخوارج
- الخطر الصهيوني على الأردن ليس قَدَرًا


المزيد.....




- هكذا رد ترامب في الكنيسيت على سؤال صحفي بشأن -انتهاء الحرب ر ...
- مستشفيات غزة: 323 قتيلا على الأقل منذ بدء وقف إطلاق النار
- مصر تُعلن مشاركة نتنياهو ومحمود عباس في قمة شرم الشيخ
- منشورات -نحن نراقبكم-.. هذا ما رصدته CNN قرب سجن عوفر قبل ال ...
- مذيعة CNN لوزير خارجية مصر حول وقف الحرب في غزة: هل تُنسب ال ...
- استقبال حار.. لقطات من زيارة ترامب إلى إسرائيل
- وصول بعض السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم إلى الضفة الغربية ...
- ++تغطية مباشرة - غزة بعد الاتفاق .. انتهاء عملية تسليم الرها ...
- تقدير واسع في إسرائيل للرئيس ترامب لدوره بإنهاء الحرب وجهوده ...
- حماس تطلق سراح جميع الرهائن وترامب يصل إلى البرلمان الإسرائي ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - تعاون عسكري عربي صهيوني !