عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 08:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا صديقي القارئ العزيز، لم نتسرع في العنوان، ولم نخطئ، بل سامحنا إذا باغتناك بالقول أنت من عليك أن تتأنى من الآن وصاعدًا قبل أن تدب الصوت "أين العرب؟!". فأي عرب تقصد؟!
دعك من العواطف، فالحقيقة عنيدة، وأحيانًا مرة بطعم العلقم. لكنها مريحة، أو على الأقل تنقذنا من الغرق في الأوهام والعواطف السطحية الساذجة.
بالعودة إلى سؤال "أين العرب"، إذا كنت تقصد الشعوب، فإنها حتى هذه اللحظة مغلوبة على أمرها، ولا تملك أكثر من التعبير عن عواطفها، وتتميز غضبًا من الشعور بالقهر وقلة الحيلة.
أما الأنظمة، فيخطئ من يظن أنها غائبة أو غير فاعلة، ولكن في أي اتجاه؟! هذا هو السؤال. الأنظمة تملك المال والسلاح والقوات العسكرية البرية والبحرية والجوية، تستخدمها وتحركها في الوقت المطلوب، ولكن فقط في إطار خدمة مشروع الهيمنة الصهيوأميركي على المنطقة.
احسب على أصابعك بعضًا من الأدلة والبراهين. عندما دخل عراق صدام حسين الكويت سنة 1990وليته لم يفعل، شاركت قوات عربية في "أم المعارك" الأميركية لإخراجه منها، وتدمير القوات العراقية في الكويت والمنسحبة منها. ولقد كانت مشاركة الدول الشقيقة ضد شقيقها العراق بناء على أوامر أميركية، ومنها سوريا الصمود والتصدي، سوريا الأسد. وكان التمويل خليجيًّا.
طيب، لنخرج من العراق والكويت إلى عاصفة الحزم السعودية ضد اليمن. شارك في هذه "الحملة" قوات عربية، وبشكل خاص سلاح الطيران من دول عربية يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، بعضها مجهري بالكاد يُرى على الخارطة.
الشئ ذاته تكرر في ليبيا، حيث قصف طيران عربي هناك، بعد الانتفاض ضد نظام القذافي سنة 2011، وأحدث أضرارًا كما يفعل الطيران الصهيوني تمامًا. فالمصانع التي أنتجت الطائرات المقاتلة هنا وهناك واحدة.
أما غزة فلا غرابة في واقع عربي كهذا أن تُترك وحيدة بمقاومتها، في مواجهة آلة الحرب الصهيوأميركية.
وعليك ألا تستغرب عزيزنا القارئ إذا سمعت من بعض المصادر عن "مساهمات" عربية رسمية في دعم "الحليف الإسرائيلي" في حرب الإبادة في غزة.
كأن الشعوب بدأت تعي ذلك، بدليل بعض الشعارات التي يصدح بها المنتفضون في المدن والساحات المغربية هذه الأيام.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟