أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة -السلام الدافئ والعادل والشامل-، ولكل ذي رأس مستطيل ! حتمية زوال اسرائيل.















المزيد.....

قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة -السلام الدافئ والعادل والشامل-، ولكل ذي رأس مستطيل ! حتمية زوال اسرائيل.


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكيان الصهيوني ليس بلا نقاط قوة، يتصدرها أنه يُدار بالديمقراطية وليس على قاعدة "أسيادهم في الجاهلية أسيادهم في الإسلام". هناك في الكيان مساءلة ومحاسبة، وخاصة إذا تعلق الأمر بأمنه ووجوده. ويجيد قادته معالجة الاختلافات والتباينات بينهم في الرؤى والاجتهادات، حيث تجمعهم القواسم المشتركة. وتأتي "جولدا" في مذكراتها على ذِكر الكثير من الأمثلة في هذا الجانب، وهي ذاتها كانت طرفًا في بعضها. كما أن المسؤول في الكيان لا يتردد في تقديم استقالته، عندما يشعر أنه ارتكب خطأ تسبب بأذى للكيان، أو إذا وصل إلى قناعة بأنه لم يعد لديه جديد يقدمه. ولم يحصل أن ورَّث مسؤول هناك ابنه أو ابنته "الكرسي"، أو حمَّل المحكومين جمايل بما قدَّم وفعل لينصب نفسه حاكمًا حتى يأخذ صاحب الأمانة أمانته!!!
ما ذكرنا من نقاط قوة الكيان، هي في المقلب الآخر أبرز أسباب تخلف العرب وعوامل ضعفهم وهزائمهم.
لكنها، أي نقاط القوة، لا تغير حقيقة إسرائيل ككيان عنصري استعماري عدواني، غريب عن المنطقة، كما ورد في وثائق مؤتمر كامبل (1905- 1907). ويستحيل أن تُشَكِّل قناعًا يخفي أهداف زرعه في المنطقة، كما عبَّر عنها أخيرًا مستشار ألمانيا الحالي فريدريش ميرتس، على ما أنف ذِكره، أي القيام بأعمال قذرة نيابة عن الغرب. أما الأهم، فإن نقاط قوة الكيان لن تعصمه من مصيره المحتوم، أي الزوال. ومن مذكرات "جولدا" نستل ما يعزز استنتاجنا هذا، ويعضده بالأدلة والبراهين. ولتكن البداية برؤية صاحبة المذكرات لكيفية حل السبب الرئيس للصراع العربي الصهيوني، وهي في الحقيقة موقف الكيان كما يعبر عنه مجرم الحرب نتنياهو وأركان حكومته. تقول "جولدا" في مذكراتها أنها التقت الرئيس الأميركي الأسبق الراحل ريتشارد نيكسون، بعد حرب 1973، وكانت حينئذٍ رئيسة وزراء الكيان. وفيما يخص الفلسطينيين، كما تقول، "كان حديثي معه صريحًا في هذه النقطة، فقلت له إن هناك دولتين فيما كان يُعرف بإسم فلسطين حتى حدود العراق، إحداهما يهودية والأخرى عربية (الأردن)، ولا مكان بينهما لدولة ثالثة. وستصبح هذه الدولة الفلسطينية بين الأردن واسرائيل قاعدة للهجوم على اسرائيل وتدميرها. لذا، فإن على الفلسطينيين ترتيب أمورهم في الأردن. واستمع إلي نيكسون بكل اهتمام".
هذا يعني أول ما يعني أن الكيان يتنكر لحقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمها إقامة دولته الوطنية المستقلة على تراب وطنه وعاصمتها القدس. فهل من معنى لهذا الإنكار غير استمرار الصراع والحروب في المنطقة، وهذا ليس في صالح الكيان اللقيط وليس بمقدوره تحمل تبعاته إلى ما لانهاية. وهل قدرة الصهيونية على استنفار أجيال اليهود في فلسطين وغسل أدمغتهم والزج بهم في الحروب بلا نهاية؟!!! وإلى متى يتحملون هم استمرار هذا الوضع الشاذ بكل ما يترتب عليه من نتائج مأساوية؟!!!
وليس يفوتنا التذكير في السياق بتكشف الكيان عن هشاشة ومكامن ضعف، أظهرها طوفان الأقصى، وقبل ذلك تأكدت إمكانية هزيمة اسرائيل في حرب 1973. وهي لا تتحمل هزيمة واحدة، كما قال بن غوريون.
يؤكد هنري كيسينجر في مذكراته، أن اسرائيل شارفت على النهاية في حرب 1973 لولا الجسر الأميركي. وتقول "جولدا" ذاتها في مذكراتها بالحرف:"لولا المساعدات العسكرية الأميركية، لانتهت حرب يوم كيبور نهاية مختلفة".
وبعد طوفان الأقصى في 23 أكتوبر 2023، أقامت أميركا أكبر جسر جوي في التاريخ لمد اسرائيل بالسلاح، بل وتدخلت مباشرة في حروبها العدوانية في غزة وضد اليمن وإيران. ومع ذلك أخفق جيش النازية الصهيونية في غزة، ولم يحقق أهدافه المعلنة. فإلى متى ستظل أميركا داعمًا رئيسًا للكيان، وضامنًا لوضعه فوق القانون الدولي؟! بالمناسبة، هذا السؤال يجري على ألسنة كثيرة في الكيان اللقيط، خلال الآونة الأخيرة وله أسبابه. فمن كان يتوقع أن تدعو مؤسسة "هيرتيج" الأميركية، أحد الداعمين التقليديين للكيان، إلى وقف تدريجي للمساعدات العسكرية له وصولًا إلى وقفها عام 2047؟!
وإلى متى تضمن أميركا وغربها الأطلسي حماية "النواطير" العرب، المرتهن استمرار أنظمتهم الجاثمة على صدور شعوبهم بحماية الكيان و"الفزعة" له بالمال والغذاء عند "الحَزَّة واللَّزَّة"؟!
وتجدر الإشارة إلى أن "اللقيط" نتاج النظام الدولي، الذي ظهر بعد الحرب العالمية الثانية. هذا النظام ليس دائمًا، بل من المؤكد أن التغيير سيطاله. وها هي المقدمات بدأت تعلن عن نفسها، بإنشاء منظمة بريكس وجهود روسيا والصين لبناء نظام دولي جديد متعدد الأقطاب. والذي نراه، أن العالم يتجه نحو هذا النظام سلمًا أو حربًا.
تؤكد "جولدا" في مذكراتها ما ردده اسحق رابين مرات عدة، ومفاده "أن اسرائيل كُتب عليها أن تعيش بالسيف". والتاريخ يعلمنا، أن من يعِش بالسيف منتهٍ به لا محالة طال الزمان أم قصُر. تقول بهذا الخصوص:"لا أظن أن هناك جيشًا انتصر وغلبه الحزن كجيشنا، لأن الحرب التي خاضها لم تصل إلى نهاية حقيقية. فكان الجنود يعودون إلى بيوتهم لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يُستدعون من جديد. ورغم تذمرهم، فإن الشك لم يخالجهم في الحاجة إلى البقاء عند هذه الخطوط إلى أن يتحقق سلام دائم". وتؤكد "جولدا" ذلك في تعليقها على مؤتمر القمة العربية مُشهِرُ اللاءات الثلاث في الخرطوم في آب 1967، فتقول بمرارة، لقد تبخر النصر في حرب الأيام الستة بأسرع مما توقعت اسرائيل، التي كانت تراهن على أن العرب سيهرعون إليها لعقد اتفاقيات سلام بشروطها. ولنا تصور حجم الضرر، الذي تسبب به عرب اتفاقيات "السلام والتطبيع" مع العدو للقضية الفلسطينية ولأمة يفترض أنهم جزءٌ منها، وهي في حقيقتها اتفاقيات استسلام وإذعان.
السلام الذي تهذي به "جولدا" في مذكراتها هو ذاته السلام الذي يجهر به مجرم الحرب نتنياهو، وهو سلام القوة غير القابل للحياة. إنه السلام المستحيل، لأنه في حقيقته وصفة لاستمرار الصراع حتى زوال أحد طرفيه. والمرشح للزوال، هو الكيان الغريب عن المنطقة الشاذ العدواني في سلوكه وممارساته.
بهذا النوع من السلام، تختم "جولدا" مذكراتها بالقول:"إني أؤمن بأننا سوف نحصل على السلام مع جيراننا. لكنني على ثقة من أن أحدًا لن يصنع السلام مع اسرائيل الضعيفة. فلو لم تكن اسرائيل قوية، فلن يكون هناك سلام".
تخدع "جولدا" نفسها مثل قادة "اللقيط" ومفكريه، الذين يعيشون حالة قلق وجودي دائمة. هنا، نستحضر ما سبق لنا ذكره، وعلى وجه التحديد قول صاحبة المذكرات إن "كيانها هو أول مولود للأمم المتحدة". لكنه مولود غير شرعي، لأنه لقيط من مختلف الأمم لا يشكل شعبًا ولا أمة. ولأنه، وهذا هو الأهم، زُرع في منطقة لا جذور له فيها ومن الطبيعي أن ترفضه ولن تقبله مهما ابتدعت أميركا ووكلاؤها العرب من المخدرات أنواعًا.
يعلم "اللقيط" أنه طارئ على التاريخ وفي الجغرافيا. لذا، من الطبيعي أن يعيش قلقًا وجوديًّا غير مسبوق، وبشكل خاص بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023. وعليه، فإنه منسجم مع ذاته ونشأته الشاذة غير الطبيعية في كل ما يُقدم عليه مذَّاك من إجرام وتوحش. وفي هذا دليل إضافي على حتمية زواله.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المستبدة بنظر مونتسكيو
- الإنتماء المقونن !
- شعوب ورعايا !
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (6) حرب أكتوبر 1973...صدمة اسرائ ...
- المؤامرة الحقيقية
- -الأخوان- إلى أين؟
- اللامعقول بنسخته الأردنية!
- إلغاء فاعلية الإنسان *
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !


المزيد.....




- أمريكا تحشد قواتها قرب فنزويلا.. مصادر تكشف لـCNN: ترامب يدر ...
- شرطة أورلاندو تضبط تمساحًا بطول 6 أقدام كان يتجوّل في ممر سك ...
- نظامنا الغذائي يقتل الأرض: اللحوم الحمراء في قلب أزمة المناخ ...
- الاحتلال يمنع إمدادات حيوية لغزة والمعاناة مستمرة بالقطاع ال ...
- تحذيرات أممية من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في غزة
- ممر داوود وأطماع إسرائيل في سوريا
- في مصر.. كارول سماحة تتألق بفستان أبيض في حفل جوائز -الغرامي ...
- وزير دفاع أمريكا الأسبق يحذر عبر CNN مما قد يشعل حرب فنزويلا ...
- -قطعة من أمريكا في قلب آسيا-.. جولة داخل حانةٍ بطابعٍ غربي و ...
- وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا.. واشنطن ترسل أكبر حاملة طائرات ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (7) والأخيرة هذه الحلقة لجماعة -السلام الدافئ والعادل والشامل-، ولكل ذي رأس مستطيل ! حتمية زوال اسرائيل.