أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مبعث القلق على الأردن














المزيد.....

مبعث القلق على الأردن


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحلو لبعضنا إتْبَاع علاقات الأردن بالأنجلوساكسون بعنوانيهم الرئيسين، أميركا وبريطانيا، بوصف "التاريخية". وينزع آخرون إلى استخدام لفظة "التقليدية"، في نعت العلاقات ذاتها. وفي الحالتين، فإن الرهان على هذه العلاقات لحماية الأردن من خطر الكيان اللقيط لا يأخذ به أو يقبضه عن جد إلا ساذج أحمق. فاللقيط، في مبتدئه وفي كل ما يمارسه ويُقدِم عليه هو يد الأنجلوساكسون الضاربة في منطقتنا. لا يرتكب أي جريمة أو يُقدم على عدوان، إلا بإذنهم، وبدعمهم المفتوح، وغطائهم السياسي. زرعوه في منطقتنا، لإبقائها في حالة انعدام وزن سياسي، ولحراسة تخلفها، وضمان إنهاكها بالحروب والفِتن. وبالتالي، لن يتخلوا عنه إلا مرغمين، وعلى وجه التحديد بتحويله إلى عبء عليهم بالمقاومة والإنهاك المتواصلين، ولا خيار سواهما.
الكيان بإمكاناته الذاتية تأكد ضعفه وهشاشته، ولا يقوى على البقاء من دون دعم الأنجلوساكسون. وليس يفوتنا التذكير بتلقي هؤلاء أنفسهم صفعات وهزائم في مناطق عدة على وجه المعمورة، عندما توفرت الإرادة الصلبة والوعي الرافد المعزِّز، وهو ما نفتقر إليه حتى اللحظة على الرغم من مرور ثمانية عقود على الصراع. هنا، هنا بالذات مبعث القلق على الأردن وغيره من الدول الشقيقة وليس العدو بحد ذاته وما يتلقاه من دعم أميركي غرب أطلسي. يُفترض أننا أعرف الناس بحقيقة العدو وكيفية مقاومته، لكن ما حصل هو العكس وبشكل خاص على صعيد "شرعنة وجوده" باتفاقيات إذعان وتطبيع شجعته على مزيد من التمادي في العدوان والغطرسة. الأنكى، أننا رغم الهزائم التي يهرب بعضنا من ذِكرها باسمها الصحيح، ما تزال أساليبنا في التعامل معه هي هي منذ هزيمة 1948 وحتى يوم الناس هذا. العدو لا يُواجه بإعلام التطبيل والتضليل والتزويق، ولا ببيانات العشائر، ولا بالعنتريات العاطفية الساذجة.
وبصراحة أكثر، وكي لا نستمر في خداع الذات والضحك على الذقون، تفرض نفسها في السياق تساؤلات عدة مشروعة تبحث عن إجابات صريحة تنتج عن حوار وطني شامل. كيف نواجه العدو وماؤنا وغازنا من عنده، وهما في الأصل مسروقان من الفلسطينيين والأردنيين؟! كيف نواجه العدو وعَلَمه يرفرف في ضاحية الرابية يمد لنا لسانه ويتحدانا بصلف وغطرسة: أنا هنا رغم أنوفكم باتفاقية مفروضة عليكم بقوة السلاح؟! كيف نواجه العدو والمتنفذون في ديرتنا الأردنية يتباهون بعلاقات "الصداقة التاريخية" مع رعاته الأنجلوساكسون؟! وهل تستقيم مواجهة العدو مع المواقف الرسمية السلبية تجاه قوى مقاومته؟!
من وجهة نظرنا، مبعث القلق على الأردن هنا في هذه التساؤلات بما تستبطن وتباطن، أكثر من العدو ذاته وما يتلقاه من دعم.
نتابع في هذه الأيام فصول مثال فاقع دالّ ساطع، يتعلق بالصراع بين روسيا والغرب على المسرح الأوكراني. أميركا قدحت شرارة الصراع باعتراف ترامب، ثم ورطت أوروبا فيه. وما أن تأكد للتاجر الأميركي استحالة هزيمة روسيا، حتى سارع إلى قلب ظهر المِجَن للنظام الدمية في كييف ولأوروبا حليفته التقليدية. ليس هذا فحسب، بل فرض ترامب على الأوروبيين دفع أثمان السلاح الأميركي ما داموا مصرين على استمرار الحرب، وهو يعلم علم اليقين أن ليس بمقدور أوروبا الوقوف في وجه روسيا دون أميركا.
كيف يقبل العرب محكومين وحكامًا ذُل الهزيمة، منذ ثمانية عقود على يد شرذمة من شذاذ الآفاق هُزم داعمهم الأميركي ذاته شر هزيمة في فيتنام وهرب تحت جنح الظلام من بلدان عدة في عالمنا؟!
أما التذرع بموازين القوى والتدعثر بغيرها من مبررات، فهذا شأن العجزة الخانعين المستسلمين. ولنا أن نتخيل معادلة موازين القوى بين أميركا والفيتناميين، عندما تسلح هؤلاء الأخيرون بالإرادة وقرروا تنظيف أراضيهم من المحتل الأميركي. لقد أصبحنا مَعرّة لكل رافض للخنوع لأميركا، حيث ترددت قولة "لسنا عربًا" على أكثر من لسان تحدى أصحابها البيت الأبيض وسياساته العدوانية الاستعلائية المتغطرسة.
قبل أن يستدرك علينا مسطول ذو رأس مربع بدعم الإتحاد السوفييتي السابق والصين للفيتناميين، نؤكد أن العرب إذا امتلكوا الإرادة وقرروا تحرير الأرض ومنازلة العدو سيجدون الكثيرين في دعمهم. وهل بمقدور أميركا خوض حرب متواصلة مع أمة كاملة، لها مصالح ضخمة لديها؟! ولماذا لا نلتفت إلى درس اليمن الشقيق في مساندته لغزة؟! كلنا نتذكر تهديدات ترامب ووعيده وقصفه لمواقع في اليمن، لكنه أمام الإصرار وبعد أن وصلت تكاليف الصواريخ الأميركية المُستخدمة حوالي مليار دولار، لم يلبث أن صرف النظر عن مواصلة العدوان.
ونختم بتأكيد أن ما طرحنا من تساؤلات مشروعة في سطورنا، تنسحب على دول عربية شقيقة شملتها تهديدات مجرم الحرب نتنياهو في هَذره عن أسطورة اسرائيل الكبرى!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!


المزيد.....




- لقطات تفطر القلب.. فتيات يتيمات ينهلن بالدموع بحفل تخرجهن في ...
- ماذا تعني الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟
- إيران أمام -معضلة استراتيجية- بعد الحرب مع إسرائيل: تفاوض صع ...
- عزلة وفقر.. الجزيرة نت تستطلع أحوال نازحي جنين بعد 7 أشهر من ...
- إلى أين تتجه مسارات السلام في السودان؟
- تحليل لغة جسد ترامب وقادة أوروبا وكيف جلسوا أمامه وحركة ميلو ...
- السفارة السعودية تعلق على وفاة سعود بن معدي القحطاني بعد سقو ...
- ترامب يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا وسويسرا تعرض حصانة ...
- النظم العشبية.. الحليف المهمل في مكافحة تغير المناخ
- الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته شمال ووسط قطاع غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مبعث القلق على الأردن