عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 18:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الواقعة التالية حقيقية وموثقة، وأذكر أنني قرأتها قبل سنوات تزيد على عدد أصابع اليدين. وأرى من الضرورة بمكان إطلاع متابعي الصفحة على تفاصيلها مختصرة، وخاصة من لم تطرق مسامعهم قبلًا.
بعد أن تكبدت أميركا خسائر لم تعد تحتملها من ثوار الفيتكونغ الفيتناميين، قررت البحث عن مخرج لوقف الحرب. فطلبت إلى الفيتناميين إرسال وفد للتفاوض في باريس. بالفعل شكَّل الفيتناميون وفدًا توجه إلى العاصمة الفرنسية، يضم أربعة أشخاص، رجلين وامرأتين.
في المقابل، قررت المخابرات الأميركية أن تحجز للوفد الفيتنامي أماكن إقامة في أرقى فنادق باريس، وفيها كل ما تتمناه النفس من أسباب المتعة ومما لذ وطاب.
بعد وصول الوفد الفيتنامي باريس، وجد بانتظاره سيارات فارهة لتقله إلى مكان إقامته. لكنه رفض ركوب تلك السيارات، ثم غادر المطار بطريقته ليقيم عند طالب فيتنامي يدرس هناك ويقيم في إحدى ضواحي باريس. وقبل مغادرته المطار، أبلغ الأميركيين أنه سيحضر الاجتماعات في الوقت المحدد.
تعجب الأميركيون من سلوك الوفد الفيتنامي، وقالوا لهم: لقد جهزنا لكم إقامة مريحة في فنادق فخمة. فأجاب الفيتناميون: قاتلناكم ونحن نقيم في الجبال، وننام على الصخور والتراب، ونأكل الحشائش. ولن نقبل أن تتغير طبيعتنا، كي لا تتغير معها ضمائرنا. وليتكم تتركونا وشأننا.
بالفعل أقام الوفد في منزل الطالب الفيتنامي، وكان يصل إلى مكان المفاوضات قبل نظيره الأميركي. بدأت المفاوضات مع العدو الأميركي، وأسفرت عن جلاء قواته من فيتنام كلها، والصحيح هروبها من هناك.
وحين التقى الوفدان في المطار ثانية بعد اختتام المفاوضات، بادر الأميركيون لمصافحة الفيتناميين، لكن الأخيرين رفضوا وقال كبيرهم: لم يخولنا شعبنا مصافحتكم، لأننا ما زلنا أعداء، ومن يَبِع ضميره يَبِع وطنه.
"بعض الناس" لم يصافح المحتل الغاصب وراعيه وداعمه الرئيس فحسب، بل انبطح أمامهما، وها هي النتائج !!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟