أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الدين بمنظور علم النفس*














المزيد.....

الدين بمنظور علم النفس*


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 00:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يرى مؤسس علم التحليل النفسي، سيجموند فرويد، أن الدين ينبع من عجز الإنسان عن مواجهة القوى الغريزية داخله وقوى الطبيعة في الخارج. مصدره تجربة الإنسان وظروفه، بمعنى أن المجتمع الإنساني منشأ التصورات الدينية.
على هذه المروحة من الرؤى، يشخص فرويد الدين على أنه عُصاب وسواسي جماعي. العُصاب، بمعنى الرُّهاب المنبعث من شعور الإنسان بالخوف الطفولي وحاجته إلى حماية الأب القوي. ويركز فرويد على منشأ ضروب العُصاب في الإنطباعات الطفولية المبكرة جدًّا، لجهة تشخيصها على أنها بدائل رغبات جنسية غير مُستجابة. وبذلك يربط فرويد تفسيره للدين على أنه عُصاب وسواسي جماعي بالتجربة النفسية للإنسان، في مرحلة الطفولة بشكل خاص، تحت عنوان عقدة أوديب نواة العُصابات(جمع عُصاب) كلها.
وعند مؤسس علم النفس التحليلي، كارل غوستاف يونغ، مُكتشف اللاوعي كجزءٍ من النفس البشرية، الدين موقف فطري خاص بالإنسان، يمكن تتبُّع مظاهره على مدى التاريخ البشري كله. غايته البيِّنة، المحافظة على التوازن النفسي للإنسان. التقى يونغ مع فرويد في ربطه الدين بتجربة الإنسان وتقصي جذوره في أعماقه النفسية، لكنه عكس فرويد قلَّلَ من أهمية الدافع الجنسي في تكوين شخصية الإنسان.
وإذا كان فرويد قد ردَّ نشأة العُصاب بأنواعه إلى خبرة غرائزية مكبوتة، اعتمدها قاعدة رئيسة لنظرياته في الدين، فقد بنى يونغ آراءه في الدين على اللاوعي الجمعي. فهو برأيه، مستودع الخبرة البشرية، ومصدر قوى النفس الغريزية والصِّيغ والمقولات الناظمة، أي النماذج البدئية القديمة التي ترجع إليها أكثر الأفكار قوة في التاريخ، ومن ضمنها الأفكار الدينية بصفة خاصة. ومن النماذج البدئية، الآلهة والملائكة والشياطين وقوى الغيب الأسطورية.
النماذج البدئية كخاصية نفسية وأشكال مجردة من اللاوعي الجمعي، بحسب يونغ، تجعلنا على استعداد لتقبل الرؤى والمعتقدات الدينية الأسطورية.
إما عالم النفس والفيلسوف الأميركي من أصل ألماني، إريك فروم، فالدين عنده ظاهرة إنسانية عامة يتناولها من زاوية حاجة الإنسان إلى إطار للتوجيه وموضوع للعبادة، وهي حاجة يرى أنها متأصلة في الإنسان. الدين برأيه أنواع، من أهمها الدين التسلطي الموصوف بالسماوي، والدين الإنساني المتمحور حول الإنسان. لكن وبغض النظر عن هذا التقسيم، فالدين برأي فروم ينبثق من تجربة الإنسان.
على صعيد متصل، أحدثت الثورة العلمية في القرن السادس عشر نقلة تاريخية في تحرير الإنتاج العلمي والمعرفي من هيمنة السلطة الدينية. على أرضية هذا الإنجاز التاريخي، تحرر الإنتاج العلمي والمعرفي من سطوة الأيديولوجيا الدينية، وأُزيلت قيودها عن التعبير العلمي. وقد انعكس ذلك على الإرتقاء بأنماط تفكير الإنسان، وانطلاق العقل في فضاءات الإبتكار وتألقه في ميادين الإبداع.
*من كتابنا الجديد(الإنسان والدين/ بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!
- خلل مزمن في إدارات الدولة الأردنية.
- الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*
- كذبة أرض الميعاد*
- النقل والأجوبة الجاهزة!
- جردة حساب
- الكتابُ الصَّيْحَة (10) مشروع قناة البحر الأحمر- الميت واتفا ...
- العالم يحترم الرافضين للخنوع
- الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.
- تحول في مسار المواجهة لغير صالح الكيان اللقيط
- لن يُفلح قوم يفكرون على هذا النحو !
- الحل
- الكتابُ الصَّيْحَة (8) مشروعات مشبوهة للتغطية على الهيمنة ال ...
- الكتابُ الصَّيْحَة (7) التواجد العسكري الأميركي في الأردن.
- الكتابُ الصَّيْحَة (6) *منظمة صهيونية لشراء أراضٍ في الأردن. ...
- العقد الاجتماعي
- الكتابُ الصَّيْحَة (5) أساليب دنيئة لإثبات حقوق موهومة!


المزيد.....




- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الدين بمنظور علم النفس*