أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - العقد الاجتماعي














المزيد.....

العقد الاجتماعي


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 09:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ننازع بأن مسؤولين ليسوا قليلين في بلداننا يجهلون جوهر العقد الاجتماعي، إو يزوغون عنه عمدًا، وفي العمد قصد.
تعبير العقد الاجتماعي غريب على ثقافتنا، وتحديدًا في تجلياتها السياسية حتى يوم الناس هذا. أما السبب، فستلتقطه عينا القارئ اليقظ من بين سطورنا التالية.
بدأت تطبيقات نظرية العقد الاجتماعي في أوروبا، خلال ما يُعرف بمرحلة التنوير، أي القرنين السابع عشر والثامن عشر. ولعل من أهم أسس هذه النظرية الإقرار بحقيقة أن الفرد وُجد تاريخيًّا قبل المجتمع، وقبل الدولة، وكان يعيش حياة حرّة بالكامل. لكن مع تطور الحياة وتزايد تعقيداتها، ارتأى أن من مصلحته التنازل بإرادته عن جزء من حريته للسلطة من أجل تأمين احتياجاته. وكان لا بد من وجود السلطة لتنظيم شؤون الاجتماع الإنساني في مجتمع بات الفرد مضطرًّا للعيش فيه، ضمن شروط. أول هذه الشروط، إلزام الفرد بتأدية واجبات للمجتمع، مقابل ضمان أمنه وتأمين شروط معيشته. ويمكن تلخيص ذلك بالمعادلة المتداولة المعروفة بركنيها الأساسيين، الواجبات والحقوق. على هذه الأرضية التاريخية المصلحية نشأت نظرية العقد الاجتماعي السياسية، لتعطي شخص الحاكم السلطة والسيادة على المجتمع، شرط مساءلته ومحاسبته أمام المجتمع بشأن كيفية تأديته لمهامه. العقد الاجتماعي إذن، أحد أهم قواعد الدول الحديثة. الحاكم بموجبه ينفذ إرادة الشعب، الذي له حق مساءلته ومحاسبته وإزاحته عن موقعه إذا استدعت المصلحة العامة ذلك. ولا ريب أن كلامًا من هذا النوع غريب على العقل السياسي العربي ومن اللامفكر فيه على صعيد ممارسة الفعل السياسي.
كان جان جاك روسو، وجون لوك، وإيمانويل كانط من أبرز فلاسفة أوروبا المنادين بنظرية العقد الاجتماعي. وكان تطبيقها إيذانًا ببناء الدول الأوروبية المدنية الديمقراطية الحديثة. ومن أبرز سماتها العالمانية، وجوهرها الرئيس إخراج الدين من ملعب السياسة والتعامل معه كشأن معتقدي تعبدي خاص مكانه دور العبادة.
بتطبيق العقد الاجتماعي على هذا النحو، تجاوزت أوروبا فكرة "الحق الإلهي" القروسطية. وقد سادت هناك خلال أزمنة غابرة طويلة، وبموجبها كان يُعتقد أن الملوك يستمدون سلطاتهم من الرب مباشرة وليس من الشعب. وبالتالي، فإنهم غير مسؤولين أمام مواطنيهم. ومن شأن فكرة "الحق الإلهي" تذكيرنا نحن العرب بأكثر من كوجيتو تتعلق بممارسة السياسة في ماضينا، صيغت في عبارات فاقعة الدلالة من نوع "لن أخلع قميصًا ألبسنيه الله"، و "أنا ظل الله على الأرض". ولا يختلف اثنان على أن محددات كهذه ما تزال تُلقي بظلالها الداكنة على ممارسة السياسة في واقعنا العربي حتى يوم الناس هذا، وإن بصور محتلفة وتبديات مراوغة.
ونختم بالحقيقة المرة الشاخصة في سطورنا، ومؤداها أن أوروبا بدأت بناء الدول الحديثة في القرن السابع عشر ونحن ما تزال دولنا ودويلاتنا تُدار بأساليب لا علاقة لها بالقرن الحادي والعشرين !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابُ الصَّيْحَة (5) أساليب دنيئة لإثبات حقوق موهومة!
- هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!
- الكتابُ الصَّيْحَة (4) -الهيمنة الصهيونية على الأردن
- مسطرة العقل
- جذور الحج في التاريخ*
- هندسة المقدس في خدمة المُدنَّس
- سيد قطب بلا قناع
- أساطير عربية (الجن)*
- خماسي على صباح ماكرون!
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.
- بصراحة عن الاستقلال!
- الملائكة تقاتل !!!
- الكتابُ الصَّيْحَة (2) زرع الكيان في فلسطين وتوطين اللاجئين!
- عن جد مسخرة !!!
- أسدٌ على العرب وبنظر غيرهم نعامة!
- الحجب وما أدراك ما الحجب!
- الكِتَابُ الصَّيْحَة (1) ثلاثة أسئلة مصيرية.
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(8) وال ...
- خطأ تاريخي
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(7)


المزيد.....




- المرح والسعادة لك ولطفلك مع تردد قناة طيور الجنة الجديد على ...
- إستنكار لبناني للإعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الاسلامي ...
- رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يدعي عدم وجود خطة لاغتيال ...
- -أضعف لحظات الجمهورية الإسلامية-.. ما خيارات إيران للرد على ...
- السلطات الإسرائيلية تغلق المسجد الأقصى تحت ذريعة -حالة الطوا ...
- هل تكتب ايران بداية نهاية -اسرائيل- وفد رفعت الرايات الحمراء ...
- -الأوقاف- تستنكر إغلاق الاحتلال المسجد الأقصى والحرم الإبراه ...
- الموساد يضرب عمق إيران: تاريخ من العمليات الإسرائيلية السريّ ...
- قائد الثورة يعين اللواء باكبور قائدا عاما لحرس الثورة الاسلا ...
- تزامنا مع قصف إيران.. الاحتلال يغلق المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - العقد الاجتماعي