أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أساطير عربية (الجن)*














المزيد.....

أساطير عربية (الجن)*


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للعرب القدامى أساطيرهم الخاصة بهم عن الجن، لم يأخذوها من غيرهم، بل تشكلت في مخيالهم من واقعهم المادي المعيش في ظروف تاريخية مروا بها. أما سبب ظهور أسطورة الجن في ثقافة العرب القدامى وأنماط تفكيرهم، فيعيده باحثون إلى "الوهم والخوف، إذ كان العرب لا سيما البدو منهم، يتصورون أن الجن يعارضونهم في البوادي الجرداء وبطون الأودية، فظهرت عندهم صفة التعوذ، فكانوا يقولون: إننا عائذون بسيد هذا الوادي...ويعتقدون أنهم بعد التعوذ لا يؤذيهم أحد"(د. خليل أحمد خليل: مضمون الأسطورة في الفكر العربي المعاصر، ص38)).
تعددت أساطير الجن عند العرب، فعلى صعيد التكوين، هذه الكائنات الغيبية من مارجٍ من نار، ومن أشهر أماكنها وادي عبقر. وتصوروا اتخاذها أشكال الكائنات الحية، وخاصة الزواحف والطيور والحشرات. واعتقدوا أن الجن هم سكان الأرض قبل الإنسان، ووضعوا لها تصنيفاً وتراتباً. فالجن الخالص يساوي الجني. والجن الساكن مع الناس، عامر. والجن الخبيث شيطان، والأقوى مارد، والأقوى من المارد عفريت، والأقوى من هذا الأخير ابليس. بحسب الأساطير العربية، الجن صنفان: الجن الخالص، أي الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتوالدون. والصنف الثاني، الجن الوحشي كالسعالي والغيلان. هؤلاء يأكلون ويشربون ويتناكحون، وميزتهم الرئيسة التغوُّل والتلون. واعتقدوا بوجود قاسم مشترك بين الجن والملائكة، قوامه إمكان التحول مسخاً وتناسخاً. فإبليس كان ملاكًا، فصار شيطانًا رجيمًا. وهاروت وماروت تحولا من ملاكين إلى إنسانين. كما تصوروا أيضًا أن الجن كما الملائكة لها صلة بالبشر، فالملاك الموكل بالإنسان يسمى تابعه، في حين يُعرف الجن المتصل بالإنسان ب"قرينه". وتشير الأساطير العربية إلى صراع الجن والإنس، فقالوا إن الجن قتلت حرب بن أمية (جد معاوية بن أبي سفيان) ومرداس بن أبي عامر السلمي، لأنهما أحرقا شجر القرية. وبخصوص قتل الجن لحرب بن أمية، قيل بيت الشعر الشهير: وقبرُ حربٍ في مكان قفر...وليس قرب قبر حرب قبر. وكما يلاحظ القارئ، صيغ البيت بأسلوب يصعب على كثيرين تكراره بسهولة. في السياق ذاته، رأوا أن الإنس يمكن أن يقتلوا الجن، فتأبط شراً، كما يُروى، قتل الجن وحمل رأسه إلى قومه!
بعد الإسلام، وُظفت بعض هذه الأساطير في السياسة. فسعد بن عبادة، زعيم قبيلة الخزرج في المدينة، الذي قدم نفسه للخلافة في اجتماع سقيفة بني ساعده بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى، غادر إلى الشام بعد رفضه مبايعة أبي بكر، قتلته الجن. لم تكتفِ بقتله، بل أنشدت شعراً يوثق عملية القتل: "قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده. رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده"(جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، الجزء 6، ص 713)).
وتحدثت أساطير العرب القدامى أيضاً عن وحدة الجن والإنس، عبر ما سُمي "حب الثقلين"( مضمون الأسطورة في الفكر العربي المعاصر، ص 39)). فالجارية الفزارية عشقها جني، وهناك بالمقابل، جنيات وقعن في عشق رجال من الإنس. وقد يؤدي هذا النوع من العشق إلى صَرع الإنس، فالذكر تصرعه جنية فيصاب بالجنون، والأنثى يصرعها جني فتصاب بالجنون أيضاً. وما تزال تمثُّلات من هذه الأساطير تتنفس في بيئاتنا العربية حتى يوم الناس هذا!
*من كتابنا الجديد قيد الطبع: الإنسان والدين/ بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خماسي على صباح ماكرون!
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.
- بصراحة عن الاستقلال!
- الملائكة تقاتل !!!
- الكتابُ الصَّيْحَة (2) زرع الكيان في فلسطين وتوطين اللاجئين!
- عن جد مسخرة !!!
- أسدٌ على العرب وبنظر غيرهم نعامة!
- الحجب وما أدراك ما الحجب!
- الكِتَابُ الصَّيْحَة (1) ثلاثة أسئلة مصيرية.
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(8) وال ...
- خطأ تاريخي
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(7)
- قبسٌ من كتاب
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(6)
- الدولة المدنية هي الحل
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(5).
- من تجليات العقل المُغيب !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(4)
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(3)
- انتخابات الصحفيين الأردنيين.


المزيد.....




- ما هو السر وراء إقبال الشباب الأمريكي على الكنائس الروسية؟
- رسالة وزير الدفاع الإسرائيلي -لماكرون وأصدقائه-: سنبني الدول ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سنبني الدولة اليهودية في الضفة
- إسرائيل تتهم ماكرون بشن -حرب صليبية على الدولة اليهودية-
- إسرائيل تتهم رئيس فرنسا بشن -حرب صليبية على الدولة اليهودية- ...
- إسرائيل تتهم ماكرون بشنّ -حرب صليبية على الدولة اليهودية- وت ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- مؤتمر بالدانمارك يدعو لمواجهة الصهيونية المسيحية ودعمها الان ...
- مصدر لـRT: اللجنة الوزارية العربية الإسلامية برئاسة وزير الخ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أساطير عربية (الجن)*