أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - قبسٌ من كتاب














المزيد.....

قبسٌ من كتاب


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 13:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يلي هذين السطرين، مقطع من مقدمة كتابنا الجديد قيد الطبع، بعنوان "الإنسان والدين/بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها".
يظلُمُ الدينَ من يراهن على التقدم به، ونحن نرى أن هذا النوع من الرِّهان أقرب ما يكون إلى مطاردة وهم، وأشبه بملاحقة سراب في صحراء يباب على أمل أنه ماء. ليس غاية الدين تحقيق التقدم، وما لهذا وُجِد، ولا هذا هدفه.
الدين معتقدات يتعبَّد بها المؤمنون، والكتب المقدسة ليست مؤلفات في السياسة والديمقراطية والتعددية. ولا تتضمن نظريات علمية، أو أدلة وخططًا لتحقيق التنمية وإنجاز التصنيع وامتلاك التقدم التكنولوجي. من هنا نصارح قارئنا العزيز بأن الفاعل الرئيس في إملاء هذا الكتاب علينا، هو نمط التفكير المتفشي في واقعنا العربي، والقابع وراء لازِمَة "العودة إلى الدين هي الحل". ولقد تَبَدَّت هذه اللازمة بتعبيرات عدة في حاضرنا، منها شعار "الإسلام هو الحل". هذا الشعار واللازمة المنبثق عنها، يمتحان من بئر واحدة. وهما كلام مُرسَل، بلا براهين تثبته بقدر افتقاره إلى أدلة تبرره. ولا ريب أن صيغًا شعاراتية كهذه لا يتعدى دورها شحن العواطف واستثارتها ليس أكثر. كما تصلح دليلًا على الهروب إلى إرث الماضي، لتعزية الذات العاجزة عن مواجهة تحديات العصر بشروطه وبعناصر القوة بمعاييره.
على جري العادة في مجتمعاتنا بالمقارنة حتى مع المجتمعات الإسلامية غير العربية، تُستحضرهذه الشحنات العاطفية عندما تجري على الألسنة أحاديث تتعلق بأسباب تخلفنا وضعفنا وهواننا بين الأمم. ولا مِرية بأن فُشُوِّها في واقعنا، إنما ينهض دليلًا فاقعًا على المكانة المركزية في وعينا الجمعي للمرجعية المعرفية المُنتجة لها. ونعني الدين، الذي ما يزال يحتل مركز الدائرة في ثقافتنا. الدين ظاهرة اجتماعية تاريخية، بمعنى أنه لازَمَ الإنسان منذ القِدَم في عصور سحيقة. من هنا، نستسمح قارئنا مرة ثانية لنظهره على الفرضية الرئيسة لبحثنا، مبدوءة باستحالة الإجابة على أسئلة اليوم وجَبه تحدياته بالعُدة الفكرية لأزمنة غَبَرَت. وعليه، تتقدم الأمم بعقولها وليس بأديانها. وبالأخذ بشروط التقدم بمعايير عصرها، وليس بأنظمة معرفية أفرزتها أزمنة مُوغِلة في القِدَم.
التقدم والتخلف مرتبطان ارتباط تلازُمٍ بأنماط التفكير المهيمنة في المجتمع، والثقافة المُنتجة لها. فالأمم المتقدمة تواجه التحديات والمشكلات بالعِلم، فتلجأ إلى البحث العلمي وإلى المختبر والمصنع لإنتاج الأفكار والأدوات المناسبة لِجَبهها ومعالجتها. أما نحن، فلم نسلك طريق الألف ميل هذا بعد وما يزال الماضي مُعطىً معرفيًّا أوَّليًّا في أنماط تفكيرنا.
التقدم في واقع متخلف يشترط تسليط أضوية النقد العلمي على البنيان الفكري المهيمن. لا بد من وعي علمي نقدي يزيل الغشاوة عن الأبصار والبصائر، ويزلزل الأوهام المعششة في الرؤوس، ويبدد أنماط التفكير الدافعة إلى الرهان على الوهم وملاحقة السراب. على هذا الأساس، فإن الهدف الرئيس لمؤلَّفِنا الذي نقدمه إلى القارئ يتمثل في المساهمة ببلورة وعي علمي بالدين، يبدأ بتقصي بدايات نشوئه محايثًا لِمَلَكَةِ التفكير عند الإنسان منذ إرهاصاتها الأولى. وعي قوامه، دراسة الظاهرة الدينية من خلال مكوناتها التاريخية وليس بالعواطف وهالات التقديس وأوهام الناس عنها.
على أرضية هذا الهدف تتولَّد أهداف لا تقل أهمية، يتقدمها تعضيد جهود خلق ثقافة نقدية علمية في واقعنا العربي، تكون قاطرة للتقدم والفعل التاريخي القادر على تحقيقه. فلا ريب أن ثقافة كهذه، هي قوام عقل علمي نقدي متجدد يتأبى على التدجين بإسم المقدس والقوالب الجاهزة. عقل يرفض الثبات والجمود، ولا يقبل الأمور على عِلَّاتها، بل يضع كل ما يدركه تحت مجهر البحث والدّرس والنقد والاختيار. إن عقلًا هذا شأنه، كفيل بلا شك بتعرية الواقع لتشخيص أسباب ضعفه وتحديد اتجاه تطوره.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(6)
- الدولة المدنية هي الحل
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(5).
- من تجليات العقل المُغيب !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(4)
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(3)
- انتخابات الصحفيين الأردنيين.
- اطلالة عقل على صفحة في تاريخنا !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(2)
- العَرط !
- وما تزال الإشكالية قائمة !
- ملحمة التكوين البابلية -الإينوما إيليش-.
- كلامٌ نتغَيَّا أن يكون حقًّا !
- أوضاعنا ليست مطمئنة !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)
- يا حسرة علينا...!!!
- سؤال إلى كل عربي حُر ومحترم
- الإعلامي الفهلوي !
- القربان !!!
- ماذا ينتظرنا في عالم يتغير؟!


المزيد.....




- لأول مرة .. روسيا تهدي أكبر المراكز الدينية في العراق مصاحف ...
- جدل ديني واجتماعي كبير عقب رفع فتاة الأذان بأحد مساجد القاهر ...
- تصاعد دخان أسود في الفاتيكان.. ماذا يعني ذلك؟
- “استمتع بأجمل الأناشيد والبرامج بجودة HD”.. تردد قناة طيور ا ...
- دخان أسود في الفاتيكان ولا بابا جديدا
- رويترز: الإمارات لديها مخاوف من الميول الإسلامية لقادة سوريا ...
- وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغ ...
- الكرادلة الناخبون يبدأون مراسم التصويت في الفاتيكان لانتخاب ...
- بدء مراسم انتخاب بابا الفاتيكان الجديد.. الأنظار تتجه لسطح ك ...
- -ساعة الحسم-.. انتخاب بابا الفاتيكان، كيف؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - قبسٌ من كتاب