أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطوي الطوالبة - ملحمة التكوين البابلية -الإينوما إيليش-.














المزيد.....

ملحمة التكوين البابلية -الإينوما إيليش-.


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8316 - 2025 / 4 / 18 - 11:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يصنفها مفكرون وباحثون، منهم فراس السواح، بأنها من أبدع ما أنتجه إنسان الحضارات القديمة، إلى جانب ملحمة جلجامش وملحمتي هوميروس وبعض أسفار التوراة. لا بد لقارئها من ملاحظة أمور لافتة عدة أولها في الأهمية، تطابقها مع العلم الحديث الذي لا يقبل العدم المطلق، ويؤكد انبثاق الوجود من وجود سابق له. فمن الثابت في نظريات التكوين العلمية، الحديث عن نشوء الكون من مادة ما بدئية ووجود سابق. أما الملاحظة الثانية، فهي المشابهة الواضحة بين مضامين الملحمة والاصحاحين الأول والثاني في التوراة، مع أن تاريخ كتابة "الاينوما ايليش" يعود إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أي قبل 1500 سنة تقريباً من كتابة إلياذة هوميروس وتدوين أسفار التوراة. الموضوعات الرئيسة في ألواح الملحمة السبعة، تشمل النشوء والتكون وبدايات الانسان. وتركز بشكل خاص على تثبيت عبادة إله بابل "مردوخ".
عن هذا الاله نقرأ، في الملحمة:
لا تدركه الأفهام، ولا يحيط به خيال
أربعة كانت آذانه، أربعة كانت عيونه
تتوهج النيران كلما تحركت شفتاه
اتسعت آذانه الأربعة
كما اتسعت عيونه فأحاط بكل شيء
كان العلي بين الآلهة، ما لهيئته نظير
هائلة أعضاؤه، سامقة قامته
عظِّموه، بجِّلوه
*****
أقاموا له منصة عرش ربانية
واتخذ مكانه قبالة آبائه لتلقي السيادة:
أنت الأعظم شأناً بين الآلهة الكبرى
لا يدانيك أحد، وأمرك من أمر آنو
ومن الآن فأمرك نافذ لا يُرد
أنت المُعز وأنت المُذل حين تشاء
كلمتك العليا وقولك لا يخيب.
*****
خلق محطات(نجوم) لكبار الآلهة يستريحون بها
أوجد لكل مثيله من النجوم
حدد السنة وقسَّمَ المناخات
ولكن من الاثني عشر شهراً أوجد ثلاثة أبراج
وبعد أن حدد بالأبراج أيام السنة
خلق كوكب المشتري ليضع الحدود
*****
وفي المنتصف تماماً ثبت خط الشمس
ثم أفرج القمر فسطع بنوره، وأوكله بالليل
وجعله حلية له وزينة، وليعين الأيام:
ان اطلع كل شهر دون انقطاع مزيناً بتاج
وفي أول الشهر عندما تشرق على كل البقاع
ستظهر بقرنين يعينان ستة أيام
وفي اليوم السابع يكتمل نصف تاجك
وفي المنتصف من كل شهر ستغدو بدراً في كبد السماء
وعندما تدرك الشمس في قاعدة السماء
أنقص من ضوئك التام وأبدأ بانقاص تاجك كلما اكتمل
وفي فترة اختفائك ستسير في درب مقارب لدرب الشمس
وفي التاسع والعشرين ستقف مقابل الشمس مرة أخرى
*****
وعن إله بابل "مردوخ"، تقول الملحمة (الأسطورة) أن له خمسين اسماً. لنتابع:
تعالوا نعلن أسماءه الخمسين
ولتبق دروبه وفِعاله مشعشعة أبداً
مردوخ، هو اسم مولده الذي دعاه به جده آنو
واهب المرعى وموارد الماء، مالىء العنابر بالمؤن
من بسلاحه الرهيب، طوفان المطر، قد هزم الأعداء
من أنجدَ آباءه الآلهة وقت محنتهم
حقاً انه الساطع، ابن الشمس
وفي ألق ضيائه فليرتع الآلهة على الدوام
فليكن في عليائه الخلق والفناء والسلوان والرحمة
وليرفع الجميع أبصارهم اليه
*****
من أسماء الاله "مردوخ"، كما وردت في الملحمة ماروكا، وماروتوكا، وأسار لوحي وتوتو وشازو:
ماروكا، هو الاله الحق، خالق كل شيء
ماروتوكا، هو الملجأ والملاذ، سيد العباد
وهو الذي يسبح الناس بحمده
أسار لوحي الذي يحيي الموتى
الرب الذي بتعويذته المقدسة، قد بعث الآلهة الميتة
توتو رب القداسة، إنه النسمة الخالقة،
سميع مستجيب الدعوات، والمعطي دون حساب،
الذي حقق رغباتنا وأفاض، الذي تنسمنا أنفاسه أيام البلوى،
ليلهج بذكره الجميع وليسبحوا بحمده، هو الرحيم
الذي يهب الحياة
شازو، الذي أقام العدل، وأحق الحق،
وأزهق الباطل.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلامٌ نتغَيَّا أن يكون حقًّا !
- أوضاعنا ليست مطمئنة !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)
- يا حسرة علينا...!!!
- سؤال إلى كل عربي حُر ومحترم
- الإعلامي الفهلوي !
- القربان !!!
- ماذا ينتظرنا في عالم يتغير؟!
- الأقوياء يفرضون شروطهم
- من أين سرقوا أقنوم شعب الله المختار؟!!!
- السلطة الدينية !
- في نظريات السياسة الحَل أم في عِلم النفس؟!
- جُرح غزة النازف إلى أين؟!
- نحن نكذب...لماذا يا تُرى؟!
- بماذا يتفوق العدو علينا؟!
- وماذا بعد؟!
- وهتف بنو أمية بأن لله جنودًا من عسل !
- زيارة إلى مقام النبي شعيب أم ماذا ؟!
- متى نتخطى إشكالية السلطة السياسية؟!
- العنف المجتمعي


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالله عطوي الطوالبة - ملحمة التكوين البابلية -الإينوما إيليش-.