أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بماذا يتفوق العدو علينا؟!














المزيد.....

بماذا يتفوق العدو علينا؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8288 - 2025 / 3 / 21 - 14:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تواجهنا اسرائيل بنصوص أسفار التوراة، ولا تتحدانا بمضامين الكتب الدينية خاصتهم، وهي كثيرة بالمناسبة. وما تستخدم اسرائيل من أسلحة حديثة لقتلنا واحتلال المزيد من أراضينا، لم تخرج من التوراة والتلمود، بل من مصانع أميركا وغيرها. هذه التكنولوجيا التدميرية المتقدمة أخرجها إلى حيزي الوجود والاستخدام عاملان أساسيان، الإرادة والمعرفة العلمية. وعليه، فالعدو يوظف نصوص الدين في خدمة مشروعه الاستعماري التوسعي الإحلالي، وعلى صعيد الفعل العدواني فإنه يتحدانا ويفرض نفسه علينا بأحداث منتجات العلم والتكنولوجيا.
نتزيد فنقول بناء على قراءاتنا لكتبهم الدينية، وبشكل خاص أسفار التوراة، أن أحبارهم أخذوا وقتهم الكافي بعد السبي البابلي في النقل من أساطير الأموريين والسومريين والبابليين والكنعانيين والمصريين القدماء. لم ينقلوا فحسب، بل برعوا في إعادة صياغة ما نقلوا وأبدعوا في إلباسه أردية المقدس بحيث تكون كتبهم الدينية في خدمتهم وتبرير جرائمهم وغدرهم بالآخرين. وما أكثر الأدلة، ولكن لا مجال لبسطها هنا.
وقد يكون أهل التوراة أكثر أتباع الأديان إدراكًا لحقيقة الدين، وربما الأذكى في التعامل معه وتوظيفه. ذات زمن، سئُل هرتزل: ما رأيك بالتوراة؟ فكان جوابه: مجموعة أساطير تصلح لخدمة المشروع الصهيوني. السؤال ذاته وُجِّه لبن غوريون لاحقًا، فَرَدَّ قائلًا: الجيش الإسرائيلي هو الوحيد المخول بتفسير التوراة.
هل سمعتم يومًا أن أحدًا من أهل التوراة قتل آخر من أتباع الديانة ذاتها، أو كَفَّرَه بإسم السماء؟!!!
وبالمناسبة، فإن أهل التوراة أكثر أتباع الأديان في المذاهب والمِلل والنِّحَل والتيارات. وبينهم خلافات دينية حادة، لدرجة أن للعديد من مذاهبهم أعيادًا خاصة بهم دون غيرهم من أتباع الدين ذاته. ومع ذلك يعرفون ماذا يريدون، وتجمعهم الأهداف العامة المشتركة. من هنا ننتقل إلى أول أسباب تفوقهم علينا، بل وأهمها، ونعني الديمقراطية بمعناها الحديث. الديمقراطية الحقيقية بأهم عناصرها، وتتمثل في التداول السلمي للسلطة السياسية، وانتخاب الحاكم وإخضاعه للمحاسبة والمساءلة. الأخذ بالديمقراطية مصدر قوة رئيس بمعايير العصر، ودليل بلوغ الوعي الجمعي إلى مستوى متقدم في النضج السياسي. أما نحن، فمن سوء طالعنا أننا ما نزال في العشرية الثالثة من القرن الحادي والعشرين نشقى بالمعادلة القروسطية "أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام". ولقد جعلت منا بعض ضروب الإستبداد أضحوكة بين الأمم، ومن ذلك أننا الشعوب الوحيدة على وجه الأرض التي تصدح إذاعاتها وتلفزيوناتها بأغانٍ تمجد الحاكم وترفعه إلى مستوى الآلهة. أما المجال الثاني لتفوق العدو علينا، فنجده في التقدم العلمي والتكنولوجي لصالحه. أرقام براءات الإختراع في الكيان تفوق البلدان العربية كلها، وبفارق مذهل بقدر ما هو مخجل. ولا يوجد دولة عربية واحدة فيها قاعدة علمية صناعية. عندما نقول العلم، فإن أول ما يخطر بالبال تحديد غاليلو لشروطه كي يكون عِلمًا، وفي مقدمها الإبداع والإبتكار. وتعلمنا تجارب المتقدمين، أن التقدم العلمي بالمفهوم الذي حدده غاليلو غير ممكن من دون حاضنة شعبية ذات وعي جمعي عصري يؤمن بالعلم.
مقول القول، طريق النهوض والتقدم واضح، ولن نتقدم إلا بما تقدم به غيرنا.
بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها. الديمقراطية والعلم والعقل، هذا هو ثالوث التقدم بمعايير العصر وفي كل عصر، وليس بأي شئ آخر.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد؟!
- وهتف بنو أمية بأن لله جنودًا من عسل !
- زيارة إلى مقام النبي شعيب أم ماذا ؟!
- متى نتخطى إشكالية السلطة السياسية؟!
- العنف المجتمعي
- هل نحن أمة ترفض أن تتقدم؟!
- وضع غير قابل للإستمرار !
- خطأ تاريخي في مسلسل معاوية !
- القوة الفاعل الرئيس
- قراءة في كتاب فلسفي صعب ومهم.
- رجلٌ أمام ترامب المتغطرس وأحمق بحسابات السياسة!
- خرافة انبنت عليها خرافات !
- آن لأبواق الفِتَن أن تخجل !
- من صفحات موروثنا الثقافي والسياسي.
- قمم العجز الرسمي العربي
- ليت بعضنا يتوقف عن العَرط !
- ثقافة التكرار والإجترار
- كيف يفرض الحاكم احترامه؟
- ثقافة القطيع
- أميركا تتداعى أم ترامب يلعب بدمه؟!


المزيد.....




- أداء القيادة السورية وبلبنان بتصريح باراك يثير تفاعلا والأخي ...
- ترامب يفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، ...
- هل حقًا الانتخابات القادمة نقطة تحول في سوريا؟
- ما الذي عطّل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- الاتحاد الأوروبي: لا نزال نريد اتفاقا مع أمريكا وسندافع عن م ...
- مغامر يحطم الرقم القياسي للمشي على أطول حبل معلق في النمسا
- الجيش السوداني يصد هجوما لقوات الدعم السريع في الفاشر
- 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
- هروب سجين فرنسي من محبسه بحيلة لا تخطر على البال
- تحذير طبي من تأثير جانبي -غير متوقع- لحقن التخسيس


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بماذا يتفوق العدو علينا؟!