أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - وضع غير قابل للإستمرار !














المزيد.....

وضع غير قابل للإستمرار !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما إن تحيق ببلد عربي أزمة تضطرب بسببها أوضاعه الداخلية ويتوزع القوم في خنادق الفتنة ومتاريسها، حتى ينفجر خزان الماضي في الحاضر دفعة واحدة. فتطفو على السطح التعابير العصبوية، وكل ما ينهض دليلًا ساطعًا على أن عرب الحاضر أخفقوا في بناء دول حديثة. معيب ومدعاة للأسف الأسيف أن نسمع في دولة مثل سوريا، أنجبت أعلامًا في ميادين الفكر والثقافة على مر الأزمان، تعابير مثل سنة وشيعة ونصيرية وعرب ودروز وأكراد، وما يماثلها من تعابير ذات جذور قروسطية. سوريا أبي العلاء المعري، وصادق جلال العظم، ونزار قباني، والماغوط وغيرهم الكثير من أعلام الفكر التنويري التقدمي الحر، تردت أحوالها إلى ما تشقى به اليوم.
ليس هذا فحسب، بل تبدأ الغرغرة على أسطوانات المؤامرة، فالكل يتهم الكل بأنه أداة تآمر مع الخارج، والنتيجة في المحصلة الكل عملاء. يغيب عن الأذهان أن دولة الحاضر العربية ذاتها رسم حدودها الاستعمار، وفي حالات معينة جاء الاستعمار ذاته بالأسر الحاكمة. ومن مهازل حاضرنا، أن أنظمة الحكم أول من يبادر إلى اتهام الخصوم بالتآمر مع "الخارج" علمًا بأنها هي ذاتها إما صنيعة "الخارج"، كما قلنا قبل قليل، أو تحكم بانقلاب ل"الخارج" دوره في إنجاحه. وليس يفوتنا التذكير بأن العرب لم يعرفوا أسلوبًا لتداول الحكم، منذ 1500 سنة على الأقل وحتى يوم الناس هذا، غير التوريث أو الانقلاب.
الدين حاضر، ولكن بتوظيفه في خدمة أياطيل المصالح الدنيوية والزج به في التواءات السياسة ومساربها الوعرة. الأنظمة توظف الدين في الإتجاه المناسب لمصالحها وفسادها، وقوى المعارضة تفعل الشيء ذاته. ويسهل الدين نفسه مهمة الطرفين، وبشكل خاص قابلية النص الواحد من نصوصه للتفسير في أكثر من اتجاه، بل وفي اتجاهين متعارضين أحيانًا.
أصبحنا فُرجة العالم، في القرن الحادي والعشرين.
ما ذكرنا أدلة نرى أنها لا تحتمل الجدل لجهة التأكيد بأن العرب أخفقوا في بناء دول دول مدنية حديثة، فما نزال في مرحلة دولة الأسرة والقبيلة والمذهب والطائفة، أو في أفضل الحالات، الحاكم المطلق الملهم العبقري فريد عصره. هذا يعيدنا إلى الحال التي كانت عليها أوروبا قبل حوالي أربعة قرون. فقد كانت دويلات وممالك متصارعة ومنقسمة على ذاتها، وكانت الكنيسة ذات دور سياسي بإسم "الحق الإلهي". اندثرت دويلات أوروبا وتدحرجت إلى بطون كتب التاريخ، حيث ذابت في دولة الأمة الواحدة القوية، وهذا ما سيحصل في البلاد العربية لكن السؤال هو متى.
ونرى أن الواقع المرير بثقافته المأزومة، هو محطة قد تطول وقد تقصر في هذا الإتجاه. أما الوضع الراهن فإنه قطعًا غير قابل للإستمرار.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ تاريخي في مسلسل معاوية !
- القوة الفاعل الرئيس
- قراءة في كتاب فلسفي صعب ومهم.
- رجلٌ أمام ترامب المتغطرس وأحمق بحسابات السياسة!
- خرافة انبنت عليها خرافات !
- آن لأبواق الفِتَن أن تخجل !
- من صفحات موروثنا الثقافي والسياسي.
- قمم العجز الرسمي العربي
- ليت بعضنا يتوقف عن العَرط !
- ثقافة التكرار والإجترار
- كيف يفرض الحاكم احترامه؟
- ثقافة القطيع
- أميركا تتداعى أم ترامب يلعب بدمه؟!
- بصراحة إلى مؤيدي التهجير منا !
- نكشة مخ (26)
- ملطشة !
- نكشة مخ (25)
- لا خيار سوى الرفض والمقاومة.
- بطلٌ في زمن العنجهية الأميركي
- قلق مبرر ومخيف!


المزيد.....




- حدث غريب في أمريكا.. يتجمع حشد سنويًا لمشاهدة بري قلم عملاق ...
- CNN بالموقع.. دمار مربع سكني كامل بإسرائيل بضربة إيرانية فجر ...
- خريطة تفصّل موقع الضربات الإيرانية في إسرائيل
- -مستذكرا الحرب مع صدام-.. مسؤول إيراني: يجب استخدام الأنفاق ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: حرب إيران وإسرائيل.. تجسس ورقص فوق سطو ...
- إعلام إيراني: تسريب معلومات 40 طيارا إسرائيليا شاركوا في اله ...
- إسرائيل تحذر مواطنيها: تجنبوا العودة عبر الأردن أو سيناء!
- شركة -العال- تلغي رحلاتها من وإلى إسرائيل
- -أُغلق الباب في وجوههم ظلماً-: كيف بدّد الحظر الأمريكي أحلام ...
- ترامب يتوعّد إيران بـ -قوة غير مسبوقة- وطهران تُحدّد شرطاً ل ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - وضع غير قابل للإستمرار !