أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - كلامٌ نتغَيَّا أن يكون حقًّا !














المزيد.....

كلامٌ نتغَيَّا أن يكون حقًّا !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أما وقد خرجت القضية إلى حيز العلن، فقد بات من حق كل من "يفك الخط" ويفكر من رأسه أن يبدي رأيه بشأنها.
ولكي يكون للنقاش معنى وجدوى، لا بد من محددات يتأسس عليها، وثوابت ينطلق منها، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضية ذات طابع أمني في بلد مثل الأردن طالما تبارت الجغرافيا مع التاريخ لإملاء شروطهما عليه.
المحدد الأول برأينا واجتهادنا، إسرائيل عدو الأردن ومصدر الخطر المحدق بالنسبة لنا وللأمة التي نحن جزءٌ منها وسنظل.
المحدد الثاني، الإبتعاد عن المزايدات والمناقصات، والنأي بالذات عن الإنفعالات الهوجاء والطيش على شبر ماء العواطف وتصفية الحسابات.
المحدد الثالث، الإصغاء إلى صوت الضمير، والإحتكام إلى قواعد المنطق ونواميس العقل، والتدقيق فيما يُبث ويُنشر، فليس كل ما يُقال صحيح وكل شيء يخضع للصدفة إلا السياسة!
المحدد الرابع، تحاشي الوقوع في فخ الاستنتاجات المتسرعة، والتهور في القول وإصدار الأحكام.
تابعنا ما صدر عن الحكومة كله، بدءًا بالناطق باسمها وصولًا إلى موظفيها الإعلاميين الذين حشدتهم لإقناع الناس بروايتها. بصراحة، أفلحت الحكومة ببراعة تُحسد عليها بإقناعنا أنها تتغيَّا شيطنة "جماعة" بعينها كمقدمة لشيء ما لا علم لنا به حتى اللحظة، وستأتينا قادمات الأيام بالخبر اليقين بشأنه.
ولقد بدا مضحكًا عن جد، تركيز "رَبْع" الحكومة كلهم تقريبًا على مدى الصواريخ الجاهزة أو المنوي تجهيزها (5 كيلومترات) كَبَيِّنة على أنها تستهدف الداخل الأردني. أليس ممكنًا مثلًا استهداف دبابة صهيونية في بيت حانون في غزة، على بُعد خمسة كيلومترات؟!
قرأنا أيضًا بدقة وتمحيص بيانات الأخوان المسلمين، وقد صيغت بعناية للتذكير بإلتزام الجماعة بالخط الوطني منذ نشأتها قبل ثمانية عقود، كما جاء في أحدها. ولم ينسَ الأخوان في بياناتهم التذكير بتمسكهم بالنهج السلمي والإنحياز دومًا لأمن الأردن واستقراره وإيمانهم بالحوار. والذي نراه أن كلامًا من هذا النوع لم يأتِ جُزافًا، وليس بلا هدف، ولنا في الأمر قول سنفصح عنه بعد قليل. ولعل أهم ما صدر عن الإخوان، تأكيدهم أن ما قام به المعتقلون تصرف فردي لا علاقة للجماعة به ولا تعرف عنه. ولا ريب أن القضاء، هو الجهة الوحيدة المخولة بالحكم على هذا التأكيد لجهة تحديد نسبة الحقيقة فيه بشكل خاص.
واستمعنا أيضًا إلى اعترافات المعتقلين المتهمين، بدل المرة مرتين وأحيانًا ثلاث مرات. اعترفوا باتصالات داخلية وخارجية، ولقاءات. واستصحبت الاعترافات عرضَ صور لورشات صناعة مسيرات وصواريخ قصيرة المدى وذخائر، لكن أحدًا منهم لم يقُل أنه يستهدف الأردن بما فعل.
باختصار، من الواضح حتى اللحظة أن هدف الفعل بناء على ما سمعنا وشاهدنا وقرأنا، تصنيع أسلحة وإرسالها إلى خارج الأردن، إلى فلسطين بالذات دعمًا للمقاومة. هنا لا بد من وقفة، لتأكيد ما نعتقد بأهمية استحضاره في سياق إعادة التأكيد عليه. أمن الأردن واستقراره قاسم مشترك يُجمع عليه الأردنيون، ولا يقل عنه رسوخًا في وجدانهم وفي وعيهم الجمعي، دعمهم للشعب الفلسطيني في كفاحه العادل المشروع ضد عدو استعماري توسعي إحلالي يستهدف الشعبين الشقيقين.
الغالبية العظمى من الأردنيين تتألم من مجريات ما يحدث في غزة، حيث يرتكب جيش النازية الصهيونية فظاعات قلما عرف التاريخ مثلها في البشاعة والتوحش. ويؤجج الغضب أكثر أن حرب الإبادة ضد شعب شقيق مظلوم، تتواصل بدعم أميركي غرب أطلسي مفضوح وعجز عربي لا يُطاق ولا يُحتمل، جعلنا مَعَرَّة بين الأمم. العالم لا يحترم الضعفاء المهزومين، ويستصعب فهم أو تفهم تخاذل أمة بهذا الإمتداد الجغرافي، تتوفر على إمكانات بشرية ومادية ضخمة أمام سبعة ملايين من شذاذ الآفاق تأكد ضعف كيانهم وهشاشته يوم السابع من أكتوبر 2023.
من الطبيعي إذن أن تغضب الشعوب العربية على أرضية ما ذكرنا، ويمكن في هذا الإطار تفهم تعبيرات الغضب وتجلياته، وخاصة في أوساط الأردنيين الأقرب إلى فلسطين بحكم التاريخ والجغرافيا. بخصوص الأخوان المسلمين في بلدنا، فإن أي توتر في علاقتهم بالنظام الحاكم لأي سبب كان، لا بد يستدعي استحضار أمرين وثيقي الصِّلة بهذا الصدد. الأول يخصهم، ونعني تحالفهم التاريخي مع النظام منذ افتتاح الملك عبدالله الأول مقرهم الرئيس في العبدلي في أربعينيات القرن الفارط. ولطالما وقفوا إلى جانب النظام ضد اليساريين والقوميين بالذات، كما حصل في أحداث الإنقلاب على حكومة سليمان النابلسي سنة 1956، على سبيل المثال لا الحصر. ونعتقد أن هذا التحالف، هو المُتَغَيَّا التذكير به من قِبَل الأخوان في البيانات التي درجوا على إصدارها في مناسبات تأزم علاقاتهم مع النظام أو استشعارهم بأنه قد يُقدم لأسبابه على اتخاذ إجراءات ترمي إلى "قصقصة" أجنحتهم أو الحد من نفوذهم.
الأمر الثاني، يخص الدولة والمصلحة العامة. الأخوان بغض النظر عن وجهات نظرنا بهم ومواقفنا تجاههم، هم جزء من النسيج المجتمعي الأردني. على هذا الأساس وانطلاقًا منه، وللحفاظ على أمن مجتمعنا وتماسكه، يجب التعامل معهم.
مقصود القول تأسيسًا على مضامين سطورنا، وبناءً على ما قيل ونُشر في القضية موضوع حديثنا، نرى أنه كان بالإمكان لملمة الموضوع وترك الجهات ذات العلاقة تتصرف بما تمليه المصلحة العامة، دون إخراجه إلى حيز العلن.
ونتمنى ألا يكون الأردن الرسمي قد تعرض لابتزازٍ وضغوط "خارجية"، فَرَضت عليه التعامل مع هذه القضية على النحو الذي بات معلومًا.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوضاعنا ليست مطمئنة !
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)
- يا حسرة علينا...!!!
- سؤال إلى كل عربي حُر ومحترم
- الإعلامي الفهلوي !
- القربان !!!
- ماذا ينتظرنا في عالم يتغير؟!
- الأقوياء يفرضون شروطهم
- من أين سرقوا أقنوم شعب الله المختار؟!!!
- السلطة الدينية !
- في نظريات السياسة الحَل أم في عِلم النفس؟!
- جُرح غزة النازف إلى أين؟!
- نحن نكذب...لماذا يا تُرى؟!
- بماذا يتفوق العدو علينا؟!
- وماذا بعد؟!
- وهتف بنو أمية بأن لله جنودًا من عسل !
- زيارة إلى مقام النبي شعيب أم ماذا ؟!
- متى نتخطى إشكالية السلطة السياسية؟!
- العنف المجتمعي
- هل نحن أمة ترفض أن تتقدم؟!


المزيد.....




- المكسيك تستعد للأسوأ: 30 مليون شخص يشاركون في تمرين وطني لمو ...
- أميركا وأوكرانيا توقعان اتفاقية المعادن
- محللون سياسيون: إسرائيل تستغل الدروز لتنفيذ مشروع توسعي بالم ...
- الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحة
- سويسرا تحظر حركة حماس بدءا من 15 مايو
- الإعلان عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في صحنايا
- غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا وسط نزوح السكان
- أوكرانيا -مستعدة- لتوقيع اتفاقية المعادن مع أميركا الأربعاء ...
- اشتباكات صحنايا.. مفتي سوريا يحذر من -الفتنة-
- سلطات الهجرة الأميركية تطلق سراح طالب فلسطيني


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - كلامٌ نتغَيَّا أن يكون حقًّا !