عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8330 - 2025 / 5 / 2 - 12:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
بدأت الحركة الفلسفية الفينومينولوجية في ألمانيا، وقد أسسها ادموند هوسرل (1859- 1938)، ثم انتشرت في دول الغرب. وتلتقي مع فلسفة الحياة في قطع الصِّلَة مع المدارس الفكرية، التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر.
للفينومينولوجيا سِمتان رئيستان، فهي في المقام الأول منهج ينحصر في وصف الظاهرة، أي المعطى المباشر أمام الوعي. من هذه الزاوية، تتعارض مع التجريبية، كونها تغض النظر عن العلوم الطبيعية، فلا تلتفت إلى نتائجها. كما أنها، أي الفينومينولوجيا، تصرف النظر عن تقديم نظرية في المعرفة كخطوة أساس في المدارس الفلسفية بعامة. وبذلك، فإنها تتعارض مع المثالية. على هذا الأساس، توصف بابتعادها عن الاتجاهات الفكرية التي سادت في القرن التاسع عشر.
موضوع الفينومينولوجيا، هو الماهية، أي "المضمون العقلي المثالي للظواهر"، المُدرك مباشرة، في حين لم تكن فلسفة القرن التاسع عشر في الغرب تعترف بالماهيات، ولا بإمكان معرفتها.
ومن بين فلاسفة الفينومينولوجيا الكساندر بفاندر(1870- 1941)، وأسكار بكر (ولد 1893)، ورومان أنجاردن(ولد 1893)، ومورتز جايجر (1883- 1937)، وأديت شتاين (ولدت 1891)، وأدولف رايناخ (1883- 1916). ومن فلاسفة الفينومينولوجيا في فرنسا الكساندر كواريه، وفي أميركا مارفن فاربر. أما المفكر الأهم إلى جانب هوسرل في هذا الحقل الفلسفي، فهو ماكس شلر (1874- 1928).
ترك هوسرل أثرًا عميقًا ودائمًا على الفكر الغربي، خلال النصف الأول من القرن العشرين. وقد تضمن كتابه "أبحاث منطقية" نقدًا تفصيليًّا للمذهب الإسمي، الذي اكتسح الفكر الفلسفي في الغرب منذ لوك وهيوم. ويرى أتباع هذا المذهب أن القوانين المنطقية إن هي إلا تعميمات تجريبية واستقرائية مماثلة لقوانين العلوم الطبيعية، والكلي بحسبهم تصور عام هيكلي.
أما هوسرل، فيبرهن على أن القوانين المنطقية ليست قواعد بأي حال من الأحوال، والمنطق ليس علمًا معياريًّا وإن كان أساسًا لمذهب معياري كما هو الحال في العلوم النظرية. فالواقع، كما يرى هوسرل، أن المنطق "لا يقول شيئًا عما ينبغي أن يكون أو عن الواجب، إنما هو يتحدث عن الوجود".
ويُخَطِّئ هوسرل الإتجاه النفساني الرائي أن المنطق أحد فروعه، إذ يلحظ خطأين في هذا التصور. فلو كان على صواب، لكانت القوانين المنطقية غامضة غموض القوانين السيكولوجية، ولكانت مجرد قوانين احتمالية. في المقابل، يرى هوسرل أن القوانين المنطقية نموذجية وقَبْلِيَّة. وهي بذلك تختلف في نوعها عن نظيرتها السيكولوجية اختلافًا كاملًا. فلا شأن للقوانين المنطقية عنده بالفكر ولا بالقضية ولا بالحكم، بل هي تتصل بما هو موضوعي. موضوع المنطق، بحسب هوسرل، ليس حكمًا يطلقه أحدٌ من الناس، بل مضمون هذا الحكم ودلالته ينتميان إلى مستوى نموذجي.
ويعارض مؤسس الفلسفة الفينومينولوجية نظرية المذهب الإسمي في التجريد، إذ يرى أن لا علاقة للكلي بالتصور التعميمي. فما نتصوره بشأن مصطلح رياضي على سبيل المثال لا الحصر، لا أهمية كبيرة له. وليس الكلي بمنظور هوسرل سوى موضوع من نوع خاص بمضمون نموذجي عام كلي.
على صعيد الدلالة، ينطلق هوسرل من القول بأن "المنطق ذو ميدان يختص به وحده، هذا الميدان هو عالم المدلولات". فحين ندرك معنى اسم أو محمول يتعلق بقضية منطقية، يستحيل أن يُعد هذا أو ذاك جزءًا من الفعل الذي يقوم به العقل. فما يُشار اليه، ويقف العقل مقابله هو الدلالة، وما تُعبر عنه واحد ذو ذاتية مستقلة بكل معنى الكلمة. في السياق، يتوقف هوسرل عند المقصود ب"يعبر عن"، بما فيه من غموض وإبهام لجهة استخدامه لأداء وظيفتين مختلفتين. الأولى، دلالته على ما يعبر عنه اللفظ، أي العنصر النفساني والتجارب المعيشة. والثانية، أنه يدل على مدلول اللفظ. بهذا الخصوص، يميز هوسرل بين معنى التصور ومضمونه ودلالة اللفظ. وعلى أرضية هذا التمييز، يسلط الضوء على عناصر ثلاثة في عملية التجريد:
الأول، التجريد ذاته أو صفة الفعل، وقد تكون دحضًا للتصور، أو للشك، أو للإثبات، أو للإعتقاد. الثاني، مضمون فعل التجريد. فقد يتصور المرء في البداية مضمون قضية ما، ثم يثبته أو يشك فيه. والثالث، موضوع الفعل، أي ما تشير إليه الكلمة، في حين أن المضمون هو ذاته معنى الكلمة.
ويقسم هوسرل الأفعال العقلية إلى نوعين، الأول، تلك التي تمنح الدلالة. والثاني، الأفعال التي تملأ الدلالة. الأولى، تقدم المبدأ المكون للكلمة، والثانية، تعطيها مضمونها العقلي الكامل.
بخصوص المنهج الفينومينولوجي، يعلن هوسرل أن هدف فلسفته إقامة دعامة يقينية بالمطلق، تنهض على أساس العلوم بعامة والفلسفة بخاصة. وعنده أن المصدر الأعلى لكل اثبات عقلي، هو الرؤية، ويعبر عنها بالوعي المانح الأصلي. هنا، نجد القاعدة الأولى الأساسية في المنهج الفينومينولوجي، ويمكن تلخيصها في بضعة كلمات:"ينبغي الإتجاه إلى الأشياء ذاتها". الشئ، يعني المُعطى، أي ما نراه أمام وعينا. والمُعطى يُسمى أيضًا ظاهرة، لأنه يظهر أمام الوعي. ولا تدل كلمة شئ على وجود شئ مجهول خلف الظاهرة. على هذا الأساس أخذت الفينومينولوجيا اسمها "عِلم الظاهرات"، الذي يتجه إلى المُعطى دون تمييز بين ما إذا كان ذلك المُعطى حقيقة أم وهمًا.
المنهج الفينومينولوجي ليس تجريبيًّا ولا هو بالإستنباطي، إذ ينحصر في إظهار ما هو مُعطى، وفي إيضاح هذا المُعطى. لا يقوم بأي استنباط من مبادئ، ولا يستخدم القوانين في التفسير. إنما يعالج مباشرة ما يظهر للوعي وفي متناوله، أي الموضوع، كأنما يهدف كلية إلى أن يكون موضوعيًّا. لا يهتم هذا المنهج بالفكرة الذاتية، ولا بعمليات الذات، بل مركز اهتمامه الظاهر المعروف أو المحبوب أو المكروه أو المشكوك فيه.
برأي هوسرل، ثمة نوعان من العلوم، علوم تعتمد على التجربة الحسية، وعلوم الماهية أو علوم الصورة الجوهرية وهدفها بلوغ إدراك الماهيات. هدف الفينومينولوجيا إذن، الوصول إلى الماهية. ولتحقيق ذلك، فإنها لا تستخدم الشك الديكارتي، بل ما يُعرف ب"تعليق الحكم"، ويسميه هوسرل "التوقف"، بمعنى أن الفينومينولوجيا "تضع بين أقواسٍ" العناصر غير المهمة في المُعطى. ويُطلق على هذه العملية "الإختزال". يميز هوسرل أنواعًا عدة من الإختزال، أولها، التوقف التاريخي، الذي يغض الطرف عن المذاهب الفلسفية وكأنها غير موجودة، من منطلق أن الفينومينولوجيا تتجه إلى الأشياء مباشرة، على ما أنف بيانه، ولا تهتم بآراء الآخرين. ويضيف هوسرل أيضًا الإختزال الماهوي، وبموجبه يوضع الوجود الفردي لموضوع الدراسة بين أقواس، بمعنى يُبعَد عن التدخل في شأن البحث، على أساس أن الفينومينولوجيا لا تهدف إلا إلى الماهية. بهذا الاختزال، تُنحى جانبًا العلوم الطبيعية والعلوم العقلية، وكل شيء غير ظاهر، بما في ذلك ما يندرج في إطار الميتافيزيقا يوضع بين قوسين. فالفينومينولوجيا لا تدرس إلا الماهية الخالصة، مستبعدة مصادر المعرفة كلها. اختزال ماهوي آخر تضمنته كتابات هوسرل الأخيرة، هو الإختزال الترانسندنتالي أو المتعالي، ويضع كل ما لا يمت بصلة إلى الوعي الخالص بين أقواس. وفي النتيجة، لا يبقى من الموضوع إلا ما هو معُعطىً للذات وحسب. ولفهم مقصود هوسرل بهذا النوع من الإختزال، ينبغي الإضاءة على مذهبه في "القصدية".
كان هوسرل قبل تقديمه نظرية القصدية، قد افترض أن ميدان الفينومينولوجيا يتكون من مناطق مختلفة في الوجود، أحدها ما يسميه "الوعي الخالص". وهو برأيه، منطقة متميزة من مناطق الوجود، الطريق إليها محصور باستخدام مفهم القصدية، الذي أخذه هوسرل من برنتاو، ومن فلسفة العصر الوسيط المسيحي بشكل غير مباشر. من بين الخبرات كلها، ثمة خبرة معينة تميز بأنها خبرة بموضوع، يسميها هوسرل بصيغة الجمع خبرات قصدية، بمعنى أنها كلًّا منها ذات علاقة قصدية مع شئ. وفي تطبيق الإختزال الفينومينولوجي على الخبرات القصدية، نصل إلى إدراك الوعي بحسبانه نقطة علاقة خالصة للقصدية، وما يُعطى إليه الموضوع القصدي. وبذلك، يصبح بمقدورنا الوصول إلى موضوع لم يعد موجودًا بعد الإختزال، بل الموجود هو المُعطى قصديًّا. فلا ننظر في الخبرة ذاتها، بل في فعلها الخاص، الذي يبدو أنه العلاقة القصدية بين الوعي الخالص والموضوع القصدي. على هذا النحو، بحسب هوسرل، تظهر الحقيقة بحسبانها تيارًا من الخبرات وأفعالًا خالصة للوعي.
تأسيسًا على ما تقدم، بمقدورنا القول إن فلسفة هوسرل تصل إلى نوع من المثالية الترانسندنتالية (المتعالية) المتشابهة في جوانب عدة مع مثالية الكانتيين الجدد. لكن الاختلاف الهام الوحيد ما بينه ومدرسة ماربورج، هو أن هوسرل لا يقبل أن ينحل الموضوع إلى مجرد قوانين صورية. ويقبل في المقابل، بوجود تعددية من ذوات الوجود الخاص.
من جهته، تأثَّرَ الفيلسوف الألماني ماكس شلر بأستاذه الفيلسوف أيكن، وكان من المعجبين بالقديس أوغسطين من زاوية أنه صاحب نظرية كبرى في الحب. وتأثر شلر بفلسفة الحياة وبنيتشه ودلتاي وبرجسون. لكن هوسرل ظل صاحب التأثر الأكبر عليه، وهو الثاني بعد هوسرل في فلسفة الفينومينولوجيا.
المعرفة برأي شلر ثلاثة أنواع، الأول، المعرفة الاستقرائية عند العلوم الوصفية. وتقوم على غريزة السيطرة، وليس بمستطاعها الوصول إلى قوانين إجبارية، وموضوعها الواقع الخارجي. في هذا السياق، يقبل شلر الوجود الحقيقي للواقع الخارجي، لكنه يتفق مع دلتاي بأن الموجود العارف الذي كله معرفة غير قائم. الثاني، معرفة البنية الماهوية للموجودات، أي معرفة "ما" الشئ. هذا النوع من المعرفة قَبْلِيّ أو أولي. هنا، يلتقي شلر مع كانط، لكنه يختلف عنه في أمور عدة بهذا الخصوص. فميدان القَبْلِي عند شلر يتكون من الماهيات وليس من قضايا، كما يرى كانط. كما أن ميدان "القبلي- البديهي" عند شلر لا علاقة له مع ما هو صوري، بحسب كانط، حيث يرفض شلر من جهته بقوة متكافئة الإتجاهين التصوري المثالي والإسمي الوصفي. ولا يوافق شلر كانط بأن نظرية المعرفة هي الأساس في ميدان القَبْلِيَّات، إذ يرى أن أول أخطاء الكانطيين البدء بسؤال: كيف يمكن أن يكون شئ ما مُعطىً أمام العقل؟ والمفروض برأيه البدء من السؤال الأهم، وهو "ما هو المُعطى؟". ويُخَطِّئ شلر نظرية كانط في تلقائية الفكر، التي ترى أن كل ما هو علاقة ينبغي أن يكون من انتاج العقل. بمنظور شلر، لا يوجد عقل يفرض على الطبيعة قوانينه، ومن هنا يرى أن أكبر أخطاء كانط الخلط ما بين القَبْلي والعقلي. فعنده، أي شلر، أن حياتنا الروحية كلها ذات مضمون قَبْلي، يشمل ذلك القسم الانفعالي من العقل، ذلك الذي يتأثر فيحب ويكره. أما النوع الثالث من المعرفة برأي شلر، فهي المعرفة الميتافيزيقية، أي معرفة النجاة أو الخلاص. ومنبعها الدراسة الفلسفية للإنسان (الأنثروبولوجيا الفلسفية)، التي تدور حول سؤال: من الإنسان؟
العقل، كما يراه شلر، أعمى عن إدراك القيم، وفي المقابل بمستطاع الحساسية إدراكها بشكل تلقائي، كما يدرك البصر الألوان. وقد عارض شلر ما قال به المذهب الإسمي في حقل القيم، وبشكل خاص وصفها بأنها وقائع تجريبية. وبالقدر ذاته، عارض أيضًا النزعة الصورية في فلسفة الأخلاق. بهذا الجهد الاعتقادي النقدي، حرر شلر الفلسفة من الأفكار المسبقة التي سادت خلال القرن التاسع عشر في الفكر الغربي، وهو ما يوازي جهد برجسون في الميدان النظري. وفي بيان الخطوط الرئيسة لهذا الجهد النقدي، نشير إلى أن شلر يميز في أوجه السلوك الإنساني بين القصد والغايات والأهداف والقيم. الغاية مضمون مُعطى من أجل أن يتحقق. ويمكن تصورها، وليس بالضرورة احتواء كل قصد على غاية. وعلى العكس، فلكل قصد هدف، ولا يعتمد قيام الهدف على فعل التصور العقلي. وفي داخل كل هدف توجد قيمة، وهي المضمون المباشر للهدف. ويرفض شلر الرأي القائل بأن الإنسان يطمح دائمًا للحصول على اللذة، إنما يقصد الإنسان ابتداء إلى القيم. ويرى شلر أنه حتى في الحالات التي تكون اللذة هدفًا للإنسان، فإنه يضمر مع حدوث ذلك نية تحول اللذة إلى قيمة. فالقيم أساس الأهداف، وبالتالي تصير غايات على وجه الدقة. يقسم شلر القيم إلى إيجابية وسلبية. فوجود قيمة ايجابية هو بحد ذاته قيمة إيجابية، وعدم وجودها قيمة سلبية. في المقابل، فإن وجود قيمة سلبية هو بحد ذاته قيمة سلبية، وعدم وجودها قيمة إيجابية. ولا يمكن للقيمة الواحدة أن تكون ايجابية وسلبية في الآن ذاته.
في النظام الفلسفي الذي يقدمه شلر، يشغل الشخص مكانة مركزية. فالشخص ليس النفس، ولا حتى الإنسان، وليس البشر كلهم أشخاصًا. الشخص، برأي شلر، هو الذي يستخدم عقله استخدامًا كاملًا، ويتميز بالنضج، والقدرة على الاختيار. وليس الشخص عند شلر جوهر النفس البشرية، لأنه ليس شيئًا نفسيًّا، بله "وحدة الوجود المتعينة المكونة من أفعال". فلا وجود للشخص إلا من حيث قيامه بأفعال. أما ما يميز العقل الإنساني تمييزًا قاطعًا، بحسبه، فهو نشاط الأفكار التصورية، أي مَلَكَة فصل الماهية عن الوجود. وبخصوص التجربة الدينية للإنسان، فيرى شلر أنها أصلية وأوَّلية لم تنتج عن تجارب غيرها، لأن الإلهي، برأيه ينتمي إلى المعطيات الأكثر بدائية في الوعي الإنساني. وأهم تعريفات ماهية الإلهي الواحدية، واللانهائية كلية الحقيقة، والقداسة.
بالمجمل، لقد قطع شيلر الصلات مع الاتجاهات الواحدية للقرن التاسع عشر وأعاد إلى الشخص الإنساني حقوقه. وتكمن أهمية فلسفته بتأكيد الطابع غير الشيئي للشخص الإنساني. وعلى هذا الأساس، يُعد هذا الطابع مرحلة انتقالية صوب الفلسفة الوجودية. لقد أكد شلر على كينونة الشخص، وهو بذلك أحد الفلاسفة الممثلين للعودة إلى الإنسان بقوة. وتلك سمة مميزة للفكر الغربي في النصف الأول من القرن العشرين، وهو ما لم يتحقق في واقعنا العربي حتى اللحظة ولم تعرفه أنماط تفكيرنا.
ونختم بالإشارة إلى أن الفلسفة الفينومينولوجية تخطت المذهبين التجريبي والمثالي، وكذلك الفكرة الأساسية عند كانط، ونعني المذهب التصوري المُنكِر لوجود ماهيات مادية في الوجود الخارجي. وقد هيَّأت هذه الفلسفة الطريق للإعتراف بموقفين فلسفيين ذَوَي أهمية قصوى، هما موضوعية المعرفة، بمعنى التمييز بين فعل المعرفة وموضوعها، والطابع الحقيقي للعقل الإنساني. ولأن الحركة الفينومينولوجية أسست الفلسفة على أساس الموضوع، فقد أصبحت قادرة على الرجوع إلى تصور بخصوص الذهن الإنساني لجهة تميزه بالحيوية والواقعية. لذا، تُعد الفينومينولوجيا قوة تحريرية كبرى في الفكر الغربي خلال القرن العشرين. ومع ذلك، تبقى الفينومينولوجيا فلسفة ماهيات لا فلسفة وجود. وهي من هذه الزاوية مرحلة انتقالية، بين فكر فكر القرن التاسع عشر في الحضارة الغربية والنصف الأول من القرن العشرين.
مقصود القول، الفلسفة الفينومينولوجية أحد المنابع الرئيسة في الفكر الفلسفي الغربي خلال القرن العشرين، ولكن تنقصها القدرة على إدراك الوجود المتعين. وتلك ثغرة، عملت الفلسفة الوجودية على تخطيها.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟