عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 02:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبسنا هذا العنوان من وصفٍ وَصَم به الكيان اللقيط، المؤرخ الشهير أرنولد توينبي بقوله: إسرائيل، أكبر خطأ تاريخي في القرن العشرين. ولقد أثبت الكيان الموصوف، فوق هذا الوصف وقبله أنه شاذ بكل ما لهذا المصطلح من معانٍ. على مدار 77 سنة من عمره غير المديد، لم يعش الكيان يوماً واحداً من دون دم وعدوان.
في الأمس ، زرعته بريطانيا وفرضته على العرب. وتفرضه اليوم علينا أميركا بقوة السلاح، لأسباب مصلحية وعنصرية.
يعلمنا التاريخ، أن أي امبراطورية تظهر وتهيمن في مرحلة تاريخية ما، لا بد وأن تسيطر على منطقتنا، لأهمية. موقعها الاستراتيجي. أما مفتاح السيطرة ففلسطين، لفصل عرب آسيا عن عرب شمال افريقيا. وقد تكرست هذه القاعدة، منذ غزو نابليون بونابرت لمصر والمنطقة. على هذا الأساس، انبنت القاعدة الاستراتيجية: لا سلام من دون سوريا، ولا حرب من دون مصر.
الكيان الصهيوني، زرعوه وفرضوه ويفرضونه علينا بقوة السلاح، لأكثر من سبب، أهمها إضعاف بلداننا وانهاكها، ثم الحيلولة دون انتظامها في مسار التطور الطبيعي لتظل متخلفة ضعيفة يسهل اخضاعها.
اليوم، بات الكيان أكبر خطر يهدد وجودنا كعرب، إذ من الغباء التوهم للحظة أن أهدافه تنتهي عند حدود فلسطين.
لقد أخفق النظام الرسمي العربي في مواجهة هذا التحدي الوجودي، إلى حد انبطاح بعض مكوناته أمام العدو.
لكن الكيان مهما تظاهر بالقوة ومهما امتلك منها، إلا أنه ضعيف وأضعف مما يتوهم بعضنا. أول نقاط ضعفه، معرفته اليقينية بأنه طارئ على الجغرافيا وشاذ عن مسار التاريخ وقوانينه. وإذا كان أكبر رعاته وداعميه، أي أميركا، قد هُزمت في أكثر من منطقة في العالم وتشرشحت، فكيف بكيان شاذ وُجد خلافاً لمنطق التاريخ والجغرافيا؟!!!
هزيمة النظام الرسمي العربي لا تعني أن الكيان كسب الحرب، فلا يكاد يمر يوم منذ زرعه في فلسطين قبل 77 سنة، من دون مقاومة.
مواجهته ممكنة، بل وهزيمته أيضاً، وهو بالمناسبة لا يتحمل أكثر من هزيمة حقيقية واحدة. ولكن كيف بعد ثمانية عقود ونصف العقد من الصراع الوجودي؟!
لم يعد يكفي اللطم والتلاوم والشعارات الفارغة من أي مضمون. فشل النظام الرسمي في مواجهة الخطر الوجودي، يعني أن عرباً مختلفين لا بد وأن يتسلموا زمام القيادة وإدارة الصراع. لا خيار بمعايير العصر، سوى تطوير أنماط تفكيرنا، بما يضمن لنا التقدم في مسارات ثلاثة في آن واحد: الإرادة، أولاً. الحرية والديمقراطية، ثانياً. والعلم القائم على الإكتشاف والإبداع والإختراع، ثالثا.ً
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟