أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - جردة حساب














المزيد.....

جردة حساب


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سارع البلطجي الأميركي إلى إعلان وقف إطلاق النار، بعد إثني عشر يومًا من مشاركته المباشرة مع "اسرائيله" في العدوان على دولة طبيعية تاريخية ذات سيادة، هي إيران. وفي ذلك، دليل فاقع على شذوذ الوضع الدولي القائم في هذه المرحلة، فالبلطجي الأميركي هو الخصم والحكم في صراع شعوبنا مع الكيان الصهيوني اللقيط، مصدر البغي والعدوان والإرهاب في المنطقة.
ليس عدلًا أن يُطلب من إيران الوقوف في وجه أميركا، بالنظر إلى الفارق الهائل في الإمكانات التكنولوجية والقدرات التدميرية لصالح راعي البقر الأميركي. ومع ذلك، تحلَّت إيران بالإرادة وأثبتت إمكانية رفع الإصبع في وجه أميركا والتأبي على الخنوع والإنصياع والتبعية الذليلة، إذا توفرت الإرادة بمنأىً عن حسابات الحفاظ على كراسي الحكم وتوريها للأبناء والأحفاد !
الإضاءة على نتائج العدوان الصهيوأميركي، تشير إلى أن إيران حققت مكاسب يمكن البناء عليها.
لم تستسلم طهران ولم ترفع الراية البيضاء، وليت المرعوبين من سطوة أميركا وكلبها المسعور المعروف بإسم "إسرائيل" يمعنون النظر مَليًّا بذلك. لم يحقق المعتدون أهداف عدوانهم، والحرب، أي حرب في التاريخ، يتلازم الحكم على نتائجها بميزان الربح والخسارة مع مستوى تحقيق أهدافها. فالهدف الرئيس للعدوان، تدمير برنامج إيران النووي لم يتحقق، ويبدو أنه لن يُكتب له التحقق. فقد بدأت تظهر تقارير استخبارية أميركية، بثت أحدها قناة (سي إن إن) يؤكد أن قصف المفاعلات النووية الإيرانية بأحدث ما في ترسانة البلطجي الأميركي التدميرية أخفق في الإضرار بالمكونات الأساسية للمشروع النووي الإيراني. وتذكر مصادر أن لدى إيران ما لا يقل عن 35 ألف عالم ومختص في هذا المجال، يعملون في مساحة جغرافية شاسعة، أجزاء منها صعبة تستعصي على النيل مما تحتوي في أعماقها.
أثبتت إيران أنها رقم صعب ولاعب رئيس في المنطقة، يُحسب له حساب ولا يمكن تجاوزه. وقد تأكد توفرها على قدرات علمية متقدمة في مجال الصواريخ البالستية، والفرط صوتية متعددة الرؤوس. هذه الأخيرة بالمناسبة، تملكها أربع دول في العالم، هي روسيا وأميركا والصين والهند. اخترقت هذه الصواريخ الدفاعات الجوية الصهيونية، أميركية الصنع. فطالت قلب الكيان اللقيط مُلحقة به أضرارًا فادحة، خلال اثني عَشَرَ يومًا، أكثر بكثير مما فعل العرب على مدار ثمانية عقود من الصراع تقل قليلًا. ولنا أن نتخيل قدرات هذه الصواريخ، بعد تطويرها خلال أمد زمني لا يزيد على خمس سنوات إن لم يكن أقل. نعتقد من دون أي مبالغة، أنها ستكون قادرة حينها على وضع حد للأسطورة التوراتية المُصطنعة في فلسطين. وليس يفوتنا التذكير بأن صواريخ إيران من صنعها، وليست مستوردة لا تُستخدم إلا بإذن الصانع، أو "خردة" تقادمت ألزم التاجر الأميركي "البعض" على شرائها بمليارات الدولارات.
لم تكن إيران بلا نقاط ضعف أيضًا، حيث تقفز إلى المقدمة اثنتان منها. الأولى، الإختراق الداخلي، والثانية، الإفتقار إلى نظام دفاع جوي فاعل. لكن وقوفها في وجه أميركا واسرائيلها، رغم حصار خانق ممتد منذ 45 عامًا في منطقة مزروعة بالقواعد الأميركية، وقدراتها على احتواء الضربات وتحمل الخسائر وتماسك جبهتها الداخلية، كلها أدلة فارقة تُحسب لصالحها.
وتجدر الإشارة إلى موقف المعارضة الإيرانية، بوقوفها مع وطنها في مواجهة العدوان، بينما حزم الكثير من مستعمري فلسطين أمتعتهم وفروا مذعورين من فلسطين المحتلة إلى قبرص، أكثرهم غادر بلا عودة. ونرى في الذعر والهروب الجماعي المتسبب عنه، دليلين من أصرح الأدلة على يقينهم بأن فلسطين ليست لهم ولا شئ يربطهم بها.
العرب ملعب كالعادة، ولا أحد يأتي على ذِكرهم في وسائل الإعلام إلا من هذه الزاوية للأسى والأسف. في السياق، يحز في النفس ويؤلم الضمير السوي السليم أن تتداول وسائل إعلام مطبوع ورقمي كلامًا موضوعه "تصدي بعض العرب" للصواريخ والمسَيَّرات الإيرانية المنطلقة لقصف العدو التاريخي للأمة.
الكيان اللقيط أكبر المتضررين، ولن يعود كما كان قبل السابع من أكتوبر 2023. ولقد زادت الصواريخ الإيرانية منسوب قلقه الوجودي، ورسَّخت القناعات بحتمية زواله. فمع تطور تكنولوجيا الصواريخ، لم تعد الجغرافيا تحمي. ولن يعصم الدعم الأميركي المفتوح وتواطؤ بعض العرب، العدوَّ من مصيره المحتوم بالزوال وخاصة بعد ولوغه في الدم خلال 21 شهرًا من حرب الإبادة ضد أطفال غزة ونسائها ورجالها. ما يزال العدو يعيش كابوس السابع من أكتوبر، وقد كان لافتًا قول مجرم الحرب نتنياهو في كلمة بمناسبة وقف العدوان على إيران بالحرف:"تلقينا في السابع من أكتوبر أسوأ كارثة في تاريخنا...". إذن، السابع من أكتوبر وضرب قلب الكيان بالصواريخ الإيرانية الحديثة، إن هي إلا محطات على طريق زوال الكيان اللقيط وحتمية اندثاره.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابُ الصَّيْحَة (10) مشروع قناة البحر الأحمر- الميت واتفا ...
- العالم يحترم الرافضين للخنوع
- الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.
- تحول في مسار المواجهة لغير صالح الكيان اللقيط
- لن يُفلح قوم يفكرون على هذا النحو !
- الحل
- الكتابُ الصَّيْحَة (8) مشروعات مشبوهة للتغطية على الهيمنة ال ...
- الكتابُ الصَّيْحَة (7) التواجد العسكري الأميركي في الأردن.
- الكتابُ الصَّيْحَة (6) *منظمة صهيونية لشراء أراضٍ في الأردن. ...
- العقد الاجتماعي
- الكتابُ الصَّيْحَة (5) أساليب دنيئة لإثبات حقوق موهومة!
- هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!
- الكتابُ الصَّيْحَة (4) -الهيمنة الصهيونية على الأردن
- مسطرة العقل
- جذور الحج في التاريخ*
- هندسة المقدس في خدمة المُدنَّس
- سيد قطب بلا قناع
- أساطير عربية (الجن)*
- خماسي على صباح ماكرون!
- الكتابُ الصَّيْحَة (3) -الهيمنة الصهيونية على الأردن-.


المزيد.....




- أين اختفى اليورانيوم الإيراني -عالي التخصيب-؟.. و-قيصر- أقوى ...
- زيلينسكي: يجب محاكمة جميع مجرمي الحرب الروس بمن فيهم بوتين
- الاحتلال يقصف نازحين ويجدد استهداف المجوعين في غزة
- -قرار أميركي صارم- بعد تسريب نتائج الضربات على إيران
- إسرائيل تتساءل: أين 400 كيلوغرام من يورانيوم إيران المخصب؟
- قوات إسرائيلية في إيران.. زامير يكشف -مفاجأة ما بعد الحرب-
- هل انتهى «العد التنازلي لزوال إسرائيل»؟ فرانس24 تتحق
- الناتو يرسم مستقبل الامن الجماعي في لاهاي
- ويتكوف يأمل باتفاق سلام مع إيران وماكرون يدعوها للتعاون مع و ...
- إيران تعيد فتح مجالها الجوي جزئيا بعد وقف إطلاق النار مع إسر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - جردة حساب