أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*














المزيد.....

الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8389 - 2025 / 6 / 30 - 12:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في لغة الضاد، جذر كلمة شيطان شَطن، وتعني تمرد. أما اليهود، فاستخدموا تعبير "ساتان"، متأثرين بالثيولوجيا المصرية، حيث الإله "ست" هو الشيطان ممثل الشر، الذي قتل الإله "أوزيريس". ومن أسماء الشيطان عند اليهود "عزازيل"، بمعنى إله الشر. في سفر اللاويين التوراتي، يُذكر عزازيل حين يأمر الرب هارون "أن يلقي على التيسين قرعتين قرعة للرب وقرعة لعزازيل"(سفر اللاويين 8:16). هنا نأتي إلى أصل فكرة الفداء، متمثلًّا بتقديم الكبش أو التيس إلى عزازيل.
من الباحثين من يذهب إلى أن عزازيل اليهود ليس إلا إله الهلال البابلي "سين"، وقد حمل الاسم ذاته. وكان يصور في هيئة تيس، حيث يُرجَّح أنه كان إله التيوس ويُرمز له بالهلال، بناءً على التشابه بين الهلال وقرني التيس. بهذا الخصوص، يرى سيد القمني أن هذا التشابه، لربما يفسر صورة الشيطان في اللوحات الفنية مزودًا بقرنين وحوافر وذَنَب. وهناك باحثون يتحدثون عن تأثر اليهود بالعقائد الزرادشتية، بعد احتكاكهم بالفرس، فقالوا بإلهين، أحدهما للخير والثاني للشر، أطلقوا عليه لقب "ساتان" و "ابليس". تشير كلمة شيطان عمومًا إلى الأرواح الشريرة. وعلى هذا النحو يأخذ أشكالًا مختلفة في الأديان.
أما العامل الحاسم في ظهور الشيطان، بمعايير العلم ومنطق العقل، فمرتبط بانتقال تفكير الإنسان في الشأن الميتافيزيقي(الغيبي اللامرئي)، ذات زمن غَبَر، من تعدد الآلهة إلى التوحيد. حينها واجه العقل مشكلة بمسيس الحاجة الى حل عاجل، مبعثها القول بإله واحد كامل الصفات منزه عن الشر. هنا، برز السؤال: من أين يأتي الشر إذن؟!
لا بد من كائن ما غير مرئي، يُلصق به الشر والموبقات كلها. ولم يلبث هذا الكائن أن اتخذ اسم ابليس أو الشيطان.
أفردت له المسيحية مساحة رحبة في عقائدها، فلا يكاد يخلو سفر انجيلي من ذِكر ابليس. وأينما يُذكر، عادة ما يكون مصحوبًا باللعنات. ابليس بمنظور الأديان التوحيدية، ليس رمزًا للشر فحسب، بل مخلوق تمرد على خالقه وتسبب بخطيئة يشقى بها بنو آدم وسيظلون إلى الأبد. فهو أصل الخطيئة وسببها، حيث أقدم على إغواء آدم وقبله حواء بالأكل من الثمر المُحرَّم متنكِّرًا على هيئة حية، كما تقول المسيحية. وبذلك تتعارض مع التوراة، القائلة نصوصها بهذا الخصوص أن الحية هي التي أغوت حواء بالأكل من الشجرة المحرمة.
قبل الاسلام، أخذ العرب بالإعتقاد اليهودي المومأ اليه فوق بخصوص "عزازيل"، فعدوه ملاكًا هبط إلى الأرض وتزوج من الآدميات. يقول الباحث الدكتور خليل أحمد خليل:"إن العرب قبل الإسلام كانت عندهم أسطورة تقول إن قبيلة جرهم هي نتاج تزاوج الملائكة مع بنات البشر، وأسطورة ثانية مؤداها أن ذا القرنين كانت أمه آدمية، وأبوه ملاكًا"(د. خليل: مضمون الأسطورة في الفكر العربي، ص 57). ويؤكد المؤرخ الكبير الدكتور جواد علي في المجلد الخامس من موسوعة المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، أنهم قد عبدوا الملائكة.
بعد الاسلام، احتفظ الشيطان بهذه التسمية مضافًا إليها "إبليس". يقول الثعلبي إن الله عندما غضب على ابليس مسخه، فصوره شيطانًا بعد أن كان ملاكًا...وغيَّر اسمه، فكان عزازيل، وسماه ابليس. لكن المفسرين ارتأوا أن من الضرورة بمكان وضع اشتقاق لغوي عربي أصيل لكلمة ابليس، بحيث يبدو اسمًا عربيًّا أصيلًا، وليس مشتقًّا من اللسان اليوناني عبر اليهود وغيرهم. وعليه، ذهبوا إلى أن ابليس من الإبلاس، أي اليأس من رحمة الله.
*من كتابنا الجديد قيد الطبع (الإنسان والدين/ بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها)



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة أرض الميعاد*
- النقل والأجوبة الجاهزة!
- جردة حساب
- الكتابُ الصَّيْحَة (10) مشروع قناة البحر الأحمر- الميت واتفا ...
- العالم يحترم الرافضين للخنوع
- الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.
- تحول في مسار المواجهة لغير صالح الكيان اللقيط
- لن يُفلح قوم يفكرون على هذا النحو !
- الحل
- الكتابُ الصَّيْحَة (8) مشروعات مشبوهة للتغطية على الهيمنة ال ...
- الكتابُ الصَّيْحَة (7) التواجد العسكري الأميركي في الأردن.
- الكتابُ الصَّيْحَة (6) *منظمة صهيونية لشراء أراضٍ في الأردن. ...
- العقد الاجتماعي
- الكتابُ الصَّيْحَة (5) أساليب دنيئة لإثبات حقوق موهومة!
- هل بدأت القضية الفلسطينية في سفينة نوح؟!
- الكتابُ الصَّيْحَة (4) -الهيمنة الصهيونية على الأردن
- مسطرة العقل
- جذور الحج في التاريخ*
- هندسة المقدس في خدمة المُدنَّس
- سيد قطب بلا قناع


المزيد.....




- الأردن: ملاحقات جديدة في ملف -الإخوان المحظورة- تشمل جمعيات ...
- نزل التحديث الجديد الآن لـ تردد قناة طيور الجنة على نايل وعر ...
- أنصار الله: دعم قائد الثورة الإسلامية الإيرانية حسم المعركة ...
- المفكر الماليزي عثمان بكار: الكونفوشية والإسلام يشتركان في ا ...
- “متابعة جيدة” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل سا ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- يهود الغرب والضغط الخانق على إسرائيل
- فرنسا: إصلاحات تشريعية للحد من -خطر- الإخوان المسلمين؟
- -غرفة انتظار الجنة-..هذه البلدة تحتضن المقر الصيفي للبابا لا ...
- الاحتلال يدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابلس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*