عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8411 - 2025 / 7 / 22 - 10:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان الشاب السوري من الطائفة الدرزية الكريمة، فضل الله دواره عائدًا من دمشق إلى السويداء بسيارة خضار يملكها، فتعرض لاعتداء، تلاه سرقة السيارة ومبلغ سبعة ملايين ليرة سورية(حوالي 695 دولارًا). حادث من هذا النوع، تكفل بإشعال شرارة ما شهدته وتشهده محافظة السويداء في الشقيقة سوريا.
في دول العالم كلها لا يكاد يمر يوم من دون حوادث مشابهة متكررة، والأصل أن يتولى القانون الأمر فينصف المُعتدى عليه ويُنزل العقوبة المُستحقة بالمعتدين. هكذا يُفترض في الدول الحديثة، وأول شروط أن تكون الدول حديثة تطبيق القانون على الجميع من دون استثناء.
لكن في السويداء السورية لم يلبث العرب أن انقسموا عربين، ويُقال أن هناك من لجأ إلى العدو الصهيوني ضد أبناء شعبه وأمته، ونعني بالذات حكمت الهجري. هذا الشخص وفق ما لدينا من معلومات عنه، ونحن نتحفظ على توجيه تهم الخيانة من دون أدلة بائنة، كانت علاقته جيدة مع النظام السابق، وحاول الإبقاء عليها بنفس المستوى مع النظام الجديد. لكن هذا الأخير اعتمد غيره من المرجعيات الدرزية السياسية والدينية، مما أثار حنقه.
ومع ذلك فإن الأسباب الحقيقية لما حصل في السويداء أكبر من اعتداء على سائق سيارة خضار، أو موقف حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، من النظام الحاكم.
مكمن الخلل أولًا، إخفاق دولة الحاضر العربية في تحقيق الإندماج الاجتماعي بين مكوناتها القبلية والعشائرية والمذهبية والطائفية. وليس يفوتنا ربط ذلك مع خطط كيان عدو، يعرف نقاط ضعفنا ويسعى في الاستثمار بأسباب تخلفنا، بمختلف الأساليب والوسائل، ومنها افتعال الفتن والمواجهات بين مكونات مجتمعاتنا. وللأسى والأسف، فإنه يحقق نُجحًا بين حين وآخر !
ما حدث في السويداء السورية، حدث مثله وأسوأ في العراق وليبيا والسودان وقابل للتكرار في الكثير من بلداننا إن لم يكن فيها كلها.
نحن هنا نتحدث عن سوريا، التي راهنَّا عليها ذات أزمنة أن تكون رائدة في تحقيق مشروع التحرر العربي. ولكن بعدما ذاب الثلج وبان المرج تبين أن 80% على الأقل من السوريين كانوا في موقف الرفض للنظام الذي حكمهم 54 سنة. والدليل، النهاية المعيبة لنظام استمر في الحكم ستة عقود تقل قليلًا، بعد حرب أهلية دامية استغرقت 14 سنة.
الأدهى والأمر، تغلغل الفكر الديني السلفي بنسخه القروسطية في سوريا إلى مستوى فاق التوقعات ولم يكن يخطر ببال أحد !
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟