أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أصل قصة الضلع القاصر في الأديان














المزيد.....

أصل قصة الضلع القاصر في الأديان


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 02:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لتكن البداية بمعنى الإسم "حواء"، وهو في الأصل ترجمة حرفية لإلهة الطب والشفاء والحياة عند السومريين (تي) أو (ننتي). وتعني الإلهة أو السيدة التي تحيي، ويعني الإسم (تي) بالسومرية (الضلع). من هذا الترادف، كما يرى البروفيسور في تاريخ الأديان خزعل الماجدي، نشأت الأسطورة العبرية الخاصة بخلق حواء من ضلع آدم.
في اللغة العبرية، تعني كلمة حواء (التي منها كل حي). وبحسب ما تضمره التوراة وتصرح به، في روايتها المتعلقة بخلق البشر والعالم، فإن بذرة الشر تنتقل إلى الإنسان عبر حواء، وهو ما سنتدرج بإيضاحه في سطورنا التالية بإيجاز شديد.
في التراث العبري، أن آدم حين كان يسمي الحيوانات بأسمائها، كان يشاهدها مكونة من ذكر وأنثى، فحزن لأنه وجد نفسه وحيداً. لمح الرب حزنه، وخلق له من تراب الأرض امرأة هي ليليث. لكن زواج آدم من امرأة مخلوقة من الطين، فشل. وحين أوشك الرب أن يخلق حواء، أحصى أعضاء جسد آدم ليختار منها عضواً يخلقها منه وقال: "لن أخلقها من رأس الرجل، لئلا تشمخ برأسها عالياً في تكبر وغطرسة، ولا من العين لئلا تكون ذات عين زائغة، ولا من الأذن لئلا تتجسس، ولا من الرقبة لئلا تكون وقحة متبجحة، ولا من الفم لئلا تكون ثرثارة، ولا من القلب لئلا تميل إلى الحسد، ولا من اليد لئلا تتدخل فيما لا يعنيها، ولا من القدم لئلا تهرول في كل اتجاه دون هدف. سأصنعها من مكان عفيف في الجسد. وأخذ يقول لكل عضو وطرف يخلقه: كُن عفيفاً، كُن عفيفاً"(د. خزعل الماجدي: أنبياء سومريون، ص466).
وما نزال مع التراث العبري، بحسمه قرار الرب بصنع حواء من ضلع آدم، "لكي يسعى آدم الذي فقد ضلعاً من أضلاعه إليها فيستكمل ما به من نقص". وحين استيقظ آدم من نومه، سحره منظرها "وكان حفل زواجهما ساحراً، فالرب ألبسها كعروس وقدمها إليه والملائكة رقصوا وعزفوا على آلات الموسيقى". وقرر آدم تسمية زوجته حواء (إيشا)، واختار لنفسه إسم (إيش). وبذلك تخلى آدم عن الإسم الذي كان يحمله قبل حواء، لأن الرب أضاف اسمه (ياه) إلى اسمي الرجل والمرأة. وتجدر الإشارة إلى أن اسمي (ايش وايشا) يشتركان في جذرٍ واحدٍ هو (إش)، ويعني (النار) بالسومرية. ونتابع مع الأساطير اليهودية ذات الأصل السومري، أن الرب أوصى آدم وحواء بأن لا يأكلا من شجرتي المعرفة والخلود، لكن "الأفعى" أغرتهما ليقترفا خطيئة الأكل من شجرة المعرفة. قبل ذلك، "كان آدم وحواء مغطيين بجلدٍ قرني مغلق بسحابة المجد، وحين أكلا الثمار المحرمة سقطا عنهما، وأصبحا عاريين وشعرا بالخجل". وتقول التوراة أن آدم وحواء عرفا بعريهما بعد أكل الثمرة، أي أن الثمرة منحتهما معرفة أنهما عاريان وعليهما وضع غطاء يسترهما. وبحسب التوراة أيضاً، كانت الملائكة تراقب ما يجري، فأخبرت الرب بما حصل. أخذ الرب يسير في الجنة بحثاً عن آدم وحواء، "وحين سمعا صوته استترا خلف الأشجار خوفاً منه، لكن الرب وجد آدم وطلب اليه أن يقول له سبب اختفائه، فأخبره آدم أنه سمع صوت قدومه فاختبأ خلف الأشجار لأنه عارٍ. فقال الرب له: كيف عرفت أنك عارٍ فهل أكلت من الشجرة، فاعترف آدم أن حواء هي التي أطعمته...".
مذَّاك، ارتبطت الخطيئة وما تزال ببنات حواء بمنظور الفكر الديني بخاصة، وبسببها طُرد أبناء آدم من الجنة.
ونختم باستحضار المكانة، التي تحتلها لازمة "الضلع القاصر" في المخيال الشعبي في مجتمعاتنا، كدليل فاقع على مدى تغلغل أساطير أبناء العم اسحق في وعينا الجمعي.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!
- خلل مزمن في إدارات الدولة الأردنية.
- الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*
- كذبة أرض الميعاد*
- النقل والأجوبة الجاهزة!
- جردة حساب
- الكتابُ الصَّيْحَة (10) مشروع قناة البحر الأحمر- الميت واتفا ...
- العالم يحترم الرافضين للخنوع


المزيد.....




- رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الج ...
- الجهاد الاسلامي: تصريحات ويتكوف تعكس نوايا مبيتة لاستمرار ال ...
- أحمد هارون: الحركة الإسلامية في السودان قد تعود إلى السلطة
- -دعوة عاجلة-.. إيهود باراك يقول إن إسرائيل -تنهار- ويدعو للع ...
- الاحتلال يعتقل مفتي القدس من داخل المسجد الأقصى
- الاحتلال يعتقل مفتي القدس من المسجد الأقصى
- إيهود باراك: إسرائيل تنهار والعصيان المدني هو الحل
- الرئيس تبون يلتقي بالبابا ليون 14 بالفاتيكان ويمنحه غصنا من ...
- حفلة ختان يهودية في الإمارات والسفير الإسرائيلي معلقًا: من ا ...
- الكشف عن جدارية تصور المسيح وهو يشفي المرضى في مصر


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - أصل قصة الضلع القاصر في الأديان