أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).














المزيد.....

الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحت هذا العنوان صدر كتابنا الجديد، وذلك عن مطبعة السفير في العاصمة عمان، ويقع في 240 صفحة من القطع الكبير. ويتضمن أربعة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة وثبت المراجع.
الهدف الرئيس للكتاب، تكريس وعي علمي بالدين، من شأنه أن يكون رافعة رئيسة للتقدم، كما تعلمنا تجارب الأمم المتقدمة. أما المدخل الرئيس لهذا الوعي، فنراه في قراءة الدين وفهمه في سياقات مراحل ظهوره بأبعادها المادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
الفصل الأول موضوعه السحر، ماهيته وتعريفه، أنواعه وأركانه وقوانينه، وأيهما أسبق السحر أم الدين؟
السحر مجموعة ظواهر باراسيكولوجية، وفق باحثين أهل اختصاص، تقوم على وجود "قوة خارقة" افترض الإنسان البدائي في العصر الحجري وجودها في أبناء جنسه السَّحرة أو في حيوان أو نبات أو حجر. وافترض قدرتها على اختراق قوانين الطبيعة والتحكم بها والتجاوز عليها. باختصار، السحر نمط تفكير بدائي خرافي، اتخذه إنسان العصور الحجرية وسيلة لإخضاع من وما حوله.
السحر يحيل إلى "قوة خفية لامرئية خارقة"، ومكوناته ثلاثة: المعتقد والطقس والتعويذة. وبذلك فإنه يتقاطع مع الدين، وإن كان الاختلاف بينهما في خلوه من الأسطورة، مكون الدين الرئيس. لذا عده باحثون "أولى عتبات الدين"، أو دين بدائي". على أرضية السحر، تبلورت ثلاث ديانات سحرية، هي الفتيشية، والأرواحية، والطوطمية. ويرى مؤسس علم التحليل النفسي، سيجموند فرويد في الأخيرة، أي الطوطمية، الصيغة الأولى للدين في تاريخ البشرية.
الفصل الثاني تناول الأسطورة، مكوِّن الدين الرئيس. فإذا كان السحر محاولة الإنسان القديم للسيطرة على الطبيعة، فإن الأسطورة محاولته لفهم الكون وتقديم تفسيرات للعالم المحيط به وظواهره. عندما يئس الإنسان تمامًا من السحر، كما يقول فراس السواح، كانت الأسطورة كل شيء له. كانت تأملاته وحكمته، منطقه وأسلوبه في المعرفة، أداته الأسبق في التفسير والتعليل، أدبه وشعره وفنه، شِرعته وعرفه وقانونه، انعكاسًا خارجيًّا لحقائقه النفسية الداخلية. الأسطورة نظام فكري متكامل، استوعب قلق الإنسان الوجودي، وتوقه الأبدي لكشف الغوامض التي يطرحها محيطه، والأحاجي التي يتحداه بها التنظيم الكوني المحكم الذي يتحرك ضمنه...إنها مجمع الحياة الفكرية والروحية للإنسان القديم.
من خلال الأساطير، انتقل الإنسان إلى تعدد الآلهة، فهناك إله لكل ما يهمه ويعنيه وله علاقة بتلبية احتياجاته. فقد تصور إنسان الأزمنة الغوابر، أن له هو ذاته إلهًا بيده أسرار الخير والشر والسعادة والشقاء. وللشمس إلهها، كما للقمر إلهه، بمشيئتهما يسطع النور على الأرض وبإرادتهما يحلولك الظلام. وللمطر إلهه إن شاء هطل، وإن أراد انحبس. وللنار إلهها، وللخصب إلهه، وللجفاف أيضًا إلهه.
الأسطورة في أبسط تعاريفها "حكاية مقدسة"، وفي الفكر الأسطوري "أرضية ما ورائية لكل ما يجري على مسرح الكون". وبحسب ادوارد تايلور "لا توجد أسطورة بمعزل عن الدين". ويقول مرسيا إلياد:"الأسطورة قصة مقدسة، وقعت في الزمن الأول، زمن البدايات العجيب. فهي تروي لنا كيف خرجت حقيقة ما إلى الوجود بفضل أعمال باهرة، قامت بها كائنات خارقة للطبيعة، ومن ثم تتحدث الأسطورة عن عملية خلق، فيتم الكشف عن نشاطها الإبداعي وقدسية أعمالها، فهي أشبه ما تكون بتاريخ مقدس". ويخلص إلياد إلى أنه "لا يمكن فصل الأساطير عن الدين".
في هذا الفصل أيضًا، تقصىنا أصول وجذور 15 أسطورة ومعتقدًا مقدسًا في ثقافات حضارات الأزمنة الغابرة.
الفصل الثالث، تناول العلاقة بين الدين والعلم مبدوءَة بتعاريف الدين بمنظور العلم ونظريات نشأته. أهم هذه النظريات، الأرواحية وقد أسسها هربرت سبنسر. النظرية الثانية، الطبيعية. وقد اكتسبت اسمها من إرجاع ماكس موللر أحد أهم أركانها، نشأة الدين إلى التأثيرات القوية لأفعال الطبيعة على الإنسان. وأضأنا على النظرية الإجتماعية، ويقف على رأسها إميل دوركهايم. ولم يفتنا الوقوف عند النظرية العاطفية، التي تُعيد نشأة الدين إلى عاطفتين رئيستين لدى الإنسان، هما الطمع والخوف. واستحضرنا النظرية الفلسفية، حيث تفرض فلسفة هيجل نفسها، لمكانته بين الفلاسفة وخروج تيارات فلسفية عدة من عباءته رغم المآخذ على رؤاه، كما بيَّنَّا.
على صعيد رؤى علم النفس بالدين، فقد خُصصنا لها مساحة واسعة شملت ثلاثًا منها لأهم رواد هذا العلم، وهم سيجموند فرويد، وتلميذه كارل غوستاف يونغ، الذي اختلف معه لاحقًا وأنشأ مدرسة علم النفس التحليلي، ثم إريك فروم. الجزء الثالث من هذا الفصل تناول العلاقة بين العلم والدين، حيث ينفر الثاني من كشوفات الأول وينظر إليها بعين الريبة والشك ولا يتردد في إشهار التكفير بوجهها. وقد نشبت أول معركة مفتوحة بين العلم والدين على أرضية اكتشاف كوبرنيكوس مركزية الشمس ودوران الأرض والكواكب كلها حولها.
ولم يتسامح الدين حتى اليوم مع نظرية داروين بخصوص أصل الأنواع وتطورها وتفرعها.
في الفصل الرابع، بَسَطنا وفرة من الأدلة والبراهين على أن الأمم تتقدم بعقولها وليس بأديانها. كما خصصنا مساحة معتبرة لتوظيف المقدس (الدين) في خدمة المدنَّس (السياسة). في هذا الجانب ركَّز على السياسة بحسبانها أكثر مجالات الفعل والنشاط الإنسانيين توظيفًا للدين في ألاعيبها، وحشره في صراعاتها والتواءاتها. وقد توقفنا طويلًا عند آلية القراءة الحرفية للنصوص الدينية وإهدار سياقاتها التاريخية ضمن ضروب التفنن في ابتداع أساليب توظيف الدين في خدمة أباطيل السياسة، كما يفعل الكيان الصهيوني لتبرير سلب فلسطين وأراضٍ عربية محتلة بدعوى أن إلهًا اسمه "يهوه" منحهم إياها، وكأن هذا الإله اقطاعي بحوزته الكثير من الأراضي أو تاجر أراضٍ يمنحها لمن اختارهم "شعبه الخاص" دون غيرهم من الشعوب. وأشرنا إلى أن خرافة "شعب الله المختار"، إنما تنطلق هي أيضًا من آلية القراءة الحرفية للنصوص الدينية.
يُطلب الكتاب من المؤلف.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة


المزيد.....




- المرشد الأعلى الإيراني يعين مسئولين سابقين في مجلس الدفاع ال ...
- على خلفية رفض تجنيدهم في الجيش الإسرائيلي.. الزعيم الروحي لل ...
- قوات الاحتلال تعتقل 12 مواطنا من محافظة سلفيت
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى!
- عالم دين سني يطالب الأمة بالإستشهاد بطريقة الامام الحسين (ع) ...
- خبيرة دولية: الحوار بين الأديان أصبح أداة لتلميع صورة الأنظم ...
- رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا: الجزيرة صوت ال ...
- الاحتلال يبعد مفتي القدس عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر
- دمشق.. انطلاق مجالس سماع -موطأ الإمام مالك- بالجامع الأموي


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).