أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !














المزيد.....

ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8426 - 2025 / 8 / 6 - 19:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قلما نَفَذَت حكومة أردنية من تعديل وزاري واحد أو أكثر، مُذ تشكيل أول حكومة في الحادي عشر من نيسان 1921، بعد نشأة الإمارة. ولم تستثنِ هذه القاعدة سوى حكومات ذات أعمار تُحسب بالأيام، مثل حكومتي هزاع المجالي الأولى (15- 20 كانون الأول 1955) ومحمد داود (16- 24 أيلول 1970).
على جري العادة، تستصحب التعديلات تبريرات من نوع "معالجة الاختلالات" و"مواكبة تحولات المرحلة" و "تحقيق التناغم بين أعضاء الفريق الوزاري" و "رفده بدماء جديدة". وكلها وما يشاكلها، تنهض أدلة دالَّة على خلل يعتري نهج آلية تشكيل الحكومات، ووصولها إلى طريق مسدود. فالمشمولون بالتعديل وبدلاؤهم يُعاد توزيرهم في الحكومات التالية وتعديلاتها، في عملية أشبه بمسرحية عبثية كانت في أزمنة مضت موضوعًا للتسلية والتندر(معالي الشعب الأردني)، لم تلبث أخيرًا أن تحولت إلى مهزلة.
لم يحصل أن حَمَل أي تعديل وزاري جديدًا ذا فائدة فارقة، لمس المواطن مردودها الإيجابي. التعديلات تتوالى، والنهج ثابت والسياسات هي ذاتها. على هذا الأساس، تَشَكَّل انطباعٌ لدى الأكثرية ليس بلا أرضية منطقية تسنده، أن التعديلات مطلوبة بحد ذاتها ويلف الغموض جوانب عديدة منها . فالظاهر منها دور الواسطات والمحسوبيات والعلاقات الشخصية والتنفيعات والترضيات والمحاصصات، وربما الإلهاء وصرف الأنظار إلى الثانوي من الأمور. ولكن لا يُعقل أن أصحاب القرار لا يدركون تبعاتها المأساوية على إدارة الدولة، فضلًا عن التكلفة المالية في بلد يشقى بأزمة اقتصادية خانقة، ويعيش على المساعدات الخارجية وجيب المواطن. كل تعديل وزاري يضيف ملفات تُبهظ خزينة منهكة أصلًا. وماذا عن انعكاسات الأمزجة واختلاف الرؤى على استمرارية السياسات، والتشريعات، والمشروعات إن وُجدت بتمويل خارجي؟!
الإيجابية الوحيدة للتعديلات الوزارية تنعكس على المنتفعين بها فحسب، لجهة تحسين الراتب التقاعدي والظفر بلقب "معالي" وما يستتبعه على صُعُد الفشخرة والعَرط في المجالس والمناسبات والاستعراض وتصدُّر الجاهات!
وحتى هؤلاء لطالما أعلن بعضهم، أنه لا يعرف لماذا صار وزيرًا ولماذا غادر الحكومة.
المواطن لا تعنيه هذه الظاهرة، لأسباب نضيف إلى ما أوردنا منها همَّ رغيف الخبز ومستقبل الأبناء، في بلد تتسع فيه جيوب الفقر وتتدحرج كرة البطالة. وكل يوم تأتيه وسائل الإعلام الجديد بما يغم باله ويزيده همًّا على همومه، وبشكل خاص فيما يتعلق بضروب الفساد وأفاعيله. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تعيينات أقارب المبشرين بالجنة ومحاسيبهم بامتيازات ورواتب يكفي الراتب الواحد منها لتشغيل بضعة خريجين عاطلين عن العمل، ممن يقبلون بالقليل وتحسبهم أغنياء من التعفف.
مقول القول، التعديلات الوزارية ظاهرة سياسية أردنية بامتياز، لكنها غير محمودة تأسيسًا على ما أنف بيانه. نتزيد ونقول، إنها تنهض دليلًا على إخفاق آلية تشكيل الحكومات في الأردن وضبابية الرؤية في إدارة الدولة.
للتذكير، الإدارة أداة التحديث الرئيسة ووسيلة التطوير الأهم. وهي المعيار الأول، للحكم بوجود إرادة للتحديث والتطوير أم العكس.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !


المزيد.....




- -فخ جديد-.. مصادر: رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حذّر نتنياهو ...
- مستشفى الشفاء بعد 22 شهرًا من الحرب: غرف مدمّرة وطبابة معدوم ...
- -ميتا- تعين خبيرا في الذكاء الاصطناعي براتب 250 مليون دولار ...
- اليد الميتة: ما لا تعرفه عن سلاح روسيا الذي قد يُنهي العالم ...
- -وعد إقامة دولة فلسطينية فارغ ومتأخر جداً- – مقال في نيويورك ...
- قبيل جلسة للجمعية العامة.. محاولات أمريكية لرفع العقوبات الأ ...
- الحكومة الإسرائيلية تصادق على مخططات استيطانية جديدة تقسّم ا ...
- إسرائيل تعلن -القضاء- على عنصر من حزب الله في لبنان متهم بتو ...
- منها إطالة الإحساس بالشبع.. فوائد صحية مذهلة لبذور الفلفل
- لاريجاني يعود لواجهة القرار الأمني بإيران.. هل تبدأ مرحلة ال ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !