أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - المقاومة أو الاستسلام














المزيد.....

المقاومة أو الاستسلام


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا غرابة في هذيان مجرم الحرب، نتنياهو، بما يسمى "اسرائيل الكبرى". فهو منسجم في هلوسات من هذا النوع مع نزوعه الفاشي، ومع المشروع الصهيوني الاستعماري التوسعي الإحلالي.
الفكرة في الأصل توراتية تلمودية، تشغل مكانة مركزية في سياسات الكيان اللقيط، وبخاصة العصابة الحاكمة في تل الربيع المحتلة.
وتمتح من نص توراتي ورد في سِفر التكوين، يقولون إن "الرب" قطع بموجبه ميثاقًا للنبي إبراهيم قائلًا "لنسلك أُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات".
الرب المقصود، هو "يهوه" وقد سرقوه من التراث الكنعاني. أما النبي إبراهيم، فرغم المكانة التي يشغلها في الديانات السامية، إلا أنه ما يزال حتى اللحظة شخصية دينية لا تاريخية، أي أن علم التاريخ لا يعترف بوجوده.
التوراة ذاتها، تُقر وتعترف بأن ابراهيم دخل أرض كنعان غريبًا. ففي الإصحاح الثالث والعشرين من سِفر التكوين ماتت سارة زوج ابراهيم في حبرون(الخليل) في أرض كنعان، "فأتى ابراهيم ليندب سارة ويبكي عليها. وقام ابراهيم من أمام ميته وكلم بني حث قائلًا أنا غريب ونزيل عندكم. أعطوني مُلك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي". هنا، نحن أمام نص ديني لا ينهض دليلًا يُعتد به لإدعاء حق موهوم ومزعوم، خاصة وأن نصوص التوراة كتبها أحبار اليهود بعد السبي البابلي متأثرين بظروف القبائل الرعوية اليهودية في تلك الأزمنة السحيقة وأطماعها، وقد امتدت مراحل تدوينها حوالي ألف عام.
مقصود القول، "اسرائيل الكبرى" ليس إلا وهم مزروع في رؤوس المهووسين به، لا رصيد له في التاريخ، وفي أفضل تعاريفه يندرج في إطار التوظيف السياسي للدين في أبشع صوره.
ونرجح أن نتنياهو استدعى هذا الوهم لتوصيل رسائل إلى أكثر من عنوان، أولها، اليمين البروتستانتي المتصهين والمتنفذ في الولايات المتحدة. ويضم أزيد من أربعين مليون أميركي، يؤمنون بأوهام "معركة هرمجدون والعودة الثانية للمسيح"، و"أرض الميعاد"، و"الشعب المختار". يُذَكِّر نتنياهو هؤلاء بأن "اسرائيل الكبرى" المُقَدِّمَة الأهم لعودة المسيح الثانية، وكأنه يستحثهم لمواجهة الإدانات الواسعة حتى داخل أميركا ذاتها والغضب الإنساني العالمي ضد توحش الكيان اللقيط وفاشيته في غزة.
العنوان الثاني، ممثلو الفاشية الدينية الصهيونية في الحكومة، ليمد بعمرها أطول مدة ممكنة. ويبقى العنوان الثالث، وهو نحن العرب. مفاد رسالة مجرم الحرب نتنياهو إلينا، المشروع الصهيوني لم يكتمل وهذا هو امتداده الجغرافي، فلسطين كلها وأجزاء من مصر والأردن ولبنان وسوريا والعراق والسعودية.
باختصار، يقول لنا النتن، لن تعرفوا السلام والأمن والاستقرار والازهار ما دمنا مزروعين في فلسطين، ولا سلام معكم إلا بشروطنا. أما الصراع بيننا، فهو صراع وجود.
ومن المعيب المخجل أن واقع الضعف العربي، يغري هذا المجرم وأركان حكومته الفاشية بالمزيد من الغطرسة والصلف والغرور.
يعلم النتن أن "اتفاقيات السلام والتطبيع"، ونضعها بين أهلة قاصدين وفي القصد عمد، أقرب إلى صكوك استسلام وإذعان، لأنها تفتقر إلى أهم شروط التوازن في المعاهدات بين الخصوم. ونعني مبدأ، إذا أردت السلام فعليك الاستعداد للحرب، وقاعدة، لن تحصل على طاولة التفاوض أبعد من مرمى مدفعيتك على الأرض. فكيف إذا ذهبت إلى المفاوضات من دون مدفعية أصلًا، كما فعلت الأنظمة العربية المشاركة رغمًا عنها في مسرحية مدريد 1991، والمندمجة لاحقًا فيما بات يُعرف بالمسار الإبراهيمي؟!
السلام الحقيقي تفرضه القوة ولا يُستجدى، وغير ممكن إلا بين أنداد متساوين. والعرب اليوم في أضعف حالاتهم، وقد اختاروا أن يكونوا كذلك رغم ما لديهم من إمكانات ضخمة.
أما الكيان، فقد تأكدت هشاشته وأثبت طوفان السابع من أكتوبر 2023 ضعفه. وهو يستمد قوته من مصدرين، كما يرى عبدالوهاب المسيري، الدعم الأميركي اللامحدود كونه في الأساس مشروعًا استعماريًّا غربيًّا، والغياب العربي اللامحدود.
في مطلق الأحوال، الصراع لن يتوقف مع عدو توسعي إحلالي عنصري، مسكون بالقلق الوجودي وبأساطير توراتية تشرعن العدوان والإجرام بإسم "المقدس".
في هذا السياق يأتي استدعاء وهم "اسرائيل الكبرى"، ويعني أول ما يعني أن العدو يضعنا امام خيارين: المقاومة أو الاستسلام.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!


المزيد.....




- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- مصر تسجل قرابة 40 ألف ميغاوات استهلاكًا للكهرباء لأول مرة
- -سياسة ترامب غير الواضحة تجاه الصين-- لوموند
- خمس دول على قائمة الاتصالات.. إسرائيل تبحث نقل سكان غزة إلى ...
- رئيس الموساد في الدوحة ووفد حماس في القاهرة... تحركات إقليمي ...
- الإعلان عن مشروع استيطاني إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلس ...
- الكويت ـ وفاة 13 شخصا وإصابة عشرات آخرين بتسمم كحولي
- إسرائيل والحرب على الحقيقة.. إبادة ممنهجة للصحفيين في غزة
- مسؤولون في بنغلاديش يشهدون ضد وزيرة بريطانية سابقة في محاكمة ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - المقاومة أو الاستسلام