أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بيننا وبينهم اتفاقية سلام!














المزيد.....

بيننا وبينهم اتفاقية سلام!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلام من هذا النوع لا يحتمل سوى معانٍ ثلاثة: الغباء أو الإذعان أو التواطؤ. لماذا؟!
السبب الأول، اتفاقية وادي عربة لا علاقة للشعب الأردني بها، لا من قريب ولا من بعيد. وأتمنى ألا يرد علينا أحد بموافقة ما يُعرف عندنا بمجلس النواب عليها. حتى الطفل الرضيع في الأردن بات يعرف كيف "تُهندس" مجالسنا النيابية.
السبب الثاني، القاعدة الثابتة في التفاوض بين الخصوم وحل الصراعات، أنك لن تحصل على طاولة المفاوضات أبعد من مرمى مدفعيتك على الأرض. لكن المشاركين في مسرحية مدريد للسلام 1991، بمن فيهم الأردن الرسمي، فاوضوا من دون مدفعية أصلًا. ومع من؟!!! مع عدو استعماري استيطاني إحلالي عنصري، مدجج بأحقاد تاريخية وأساطير توراتية تبرر القتل والإجرام والتوسع بإسم نبيهم "يهوه" المسروق من الموروث الكنعاني بالمناسبة.
مقصود القول، السلام الحقيقي تصنعه القوة، أما ما يفرضه القوي على الضعيف، فإنه استسلام وإذعان وليس له أي اسم آخر. هذا بالضبط ما ينطبق على ما يُسمى "اتفاقيات السلام والتطبيع" مع الكيان اللقيط.
السبب الثالث، لم يُعرف عن "اللقيط" التزامه بأي اتفاقيات أو عهود. القوانين الدولية لا يقيم لها وزنًا، مع أنه الكيان الوحيد في التاريخ الذي نشأ بقرار من الأمم المتحدة، فكيف باتفاقيات إذعان واستسلام فرضها فرضًا على موقعيها العرب والأردن الرسمي ليس استثناءً؟!
ومنذ متى كانت الإتفاقيات حائلًا دون الصراعات بين الأمم، وبشكل خاص بعد أن تتغير الظروف التي أوجدتها، او فرضتها على صعيد موازين القوى؟! فهل حالت اتفاقية عدم الإعتداء بين الاتحاد السوفييتي السابق وألمانيا النازية، الموقعة بتاريخ 23 آب 1939 دون اقتحام جيوش هتلر الأراضي السوفييتية صباح 22 حزيران 1941؟!
السبب الرابع، نحن في صراع مع مشروع استعماري غربي، خططوا لزرعه في فلسطين منذ زمن طويل، واتخذوا قرار الزرع في مؤتمر كامبل (1905-1907). أما الأهداف، فمن الممكن مطالعة المعلن منها، بمساعدة محرك البحث غوغل. ولا يجادل بها او يتعامى عنها، إلا أعمى بصر وبصيرة أو متخاذل أو متواطئ مع العدو.
وعليه، السلام يقام مع دول طبيعية، وليس مع كيان وظيفي مفروض علينا بقوة السلاح، كيان لقيط شاذ دخيل على التاريخ وغريب عن الجغرافيا. ولقد ثبت بالأدلة القاطعة، أن الإنبطاح أمامه والاستسلام له يزيدانه تماديًا وغطرسة ويفتحان شهيته لمزيد من العدوان والتوسع.
السبب الخامس، كل متابع لتفاصيل الصراع الوجودي بيننا "واللقيط"، لا بد يعي أن ثنائي الغباء والتخاذل يصبان دائمًا في صالحه، وهما إلى التواطؤ معه أقرب. بيننا متصهينون، وذوو وعي شاذ ومشوه. أما ثالثة الأثافي، فنجدها في استسلام النُّظُم الحاكمة لمشيئة الصهيوأميركي. في المقابل، يزداد العدو شراسة وغطرسة، ولم يعد يخفي أهدافه بتحقيق حلم "إسرائيل الكبرى". ولقد بلغ انحطاط المتصهينين بيننا والمتخاذلين منا والمتواطئين حد "تلطيف" مقصود مجرم الحرب نتنياهو في تصريحاته المتعلقة بتحقيق الحلم الأسطوري التوراتي بإقامة "اسرائيل الكبرى". فهل يوجد سقوط أكثر من ذلك، وخسة ونذالة أكثر وضوحًا؟!
مقصود القول، لقد أوردنا ما يكفي لتحديد الوصف الدقيق لاتفاقية وادي عربة مع "اللقيط". ومع ذلك، أطلق العدو رصاصة الرحمة على هذه الإتفاقية بإعلان مجرم الحرب نتنياهو عن "شعوره بأنه في مهمة تاريخية روحية لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى شاملة الأردن". فأي سلام مع عدو يريد إلغاء وجودك في التاريخ وفي الجغرافيا؟!!!
بالطبع، لا خيار أمام كل حر شريف غير المقاومة، ولكن كيف السبيل لتكون المقاومة فاعلة موجعة للعدو بوجود المُضاء عليهم في بند السبب الخامس.
هذا ما يجب التركيز عليه، والتفكير فيه في ظل تزايد اقتراب الخطر الصهيوني من بلدنا.
للتذكير، الأردن بحكم موقعه الجغراسياسي، هو من يقرر مصير الكيان اللقيط إذا اختلطت الأوراق واتجهت الدبابات الصهيونية شرقًا. ولكن أي أردن؟
هذا هو السؤال.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد
- ليست رمانة بل قلوب مليانة !
- وسائل السيطرة على الإنسان !
- لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !


المزيد.....




- أزياء جريئة وأسرار خلف الكواليس.. تايلور سويفت تحيي أسلوب را ...
- قبيل ساعات على لقاء ترامب وبوتين.. خريطة أوكرانيا وتوزيع الس ...
- عشرات النسور تجتمع على أغصان شجرة قاحلة.. ما السبب؟
- فساتين صيفيّة وشورتات مخططة وألوان حياديّة: أناقة بسيطة لميغ ...
- فيديو متداول لما حدث مع لاريجاني في لبنان.. هذه حقيقته
- أمين عام حزب الله يُلوّح بـ-معركة كربلائية- ويُحمّل الحكومة ...
- زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
- ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي ظهر من مع ...
- 1700 راقص يسحرون الجمهور بعروض سو-أودوري المبهرة في غرب اليا ...
- إطلاق نار واقتلاع أشجار.. هجمات واسعة للمستوطنين بالضفة تُسف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - بيننا وبينهم اتفاقية سلام!