أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!















المزيد.....

قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تكذب "جولدا" في مذكراتها، ولا غرابة. فالذي يسرق أرض غيره بالبغي والعدوان، ويُصادر حقوقه، مضطر للكذب والتضليل والتزييف لتبرير أفاعيله. هذا هو ديدن المشروع الصهيوني ورموزه، ومنهم "جولدا".
بعض أكاذيبها مفضوحة، ومنها ما يستدعي التساؤل: هل تصدق هي ذاتها ما تزعم؟!
أكبر كذبة تروجها "جولدا" وتجهد بمختلف الصيغ والأساليب في مواضع كثيرة بمذكراتها أخفاءها بلبوس الزيف والتضليل كي تنطلي على أكبر عدد من القراء، وبخاصة الأوروبيون والأميركيون، تصوير الكيان الصهيوني وكأنه حملٌ وديع مُسالم "يسعى إلى العيش في سلام مع جيرانه العرب، لكنه يصطدم دائمًا بنواياهم العدوانية، التي لا ترضى بغير فناء شعبه بديلًا". وعادة ما تربط هذه الفرية بكذبة لا تقل عنها مجافاة للحقيقة ووقاحة مفضوحة، وهي "عودة الشعب اليهودي إلى أرض آبائه". الكذبة الكبرى الأولى يفضحها ويعريها تمامًا سلوك اسرائيل العدواني منذ إعلان زرعها في فلسطين في منتصف أيار 1948 وحتى حرب الإبادة في غزة، ثم العدوان على لبنان وسوريا واليمن وإيران عام 2025. تاريخ اسرائيل، كله احتلال وعدوان ومجازر وإجرام وتوسع. أما كذبة "أرض الميعاد" فلا نحبذ تكرار ما سبق أن قلنا في دحضها.
وتكذب "جولدا" بزعمها أن "حائط المبكى"(اسمه العربي حائط البراق)، من بقايا معبد سليمان. هذا يعني أنها لا تعترف بتقرير اللجنة الملكية البريطانية عام 1929، الذي أكد أن الحائط من أملاك العرب. ونستغرب تجاهلها ما نصَّت عليها الموسوعة اليهودية، وإقرارها بأن ما نحن بصدده هنا هو "الحائط الخارجي لمدينة القدس وأنه لا يمثل بقايا أي معبد مقدس".
وتكذب "جولدا" بأسلوب مفضوح بإدعائها "أن القادة العرب نصحوا الأهالي بمغادرة أراضيهم (تقصد خلال حرب 1948 وبعدها)، وأن عربات تحمل مكبرات الصوت يقودها يهود كانت تقول للعرب لا تخافوا ولا تغادروا أراضيكم". في الرد عل هذا الكذب المفضوح، تجدر الإشارة إلى معلومة في غاية الأهمية يوردها عزيز عزمي في تعليقه على المذكرات، مفادها "أن تسجيلات إذاعات العالم في الآونة المبكرة من مراحل الصراع العربي الصهيوني يم يُعثَر فيها على نداء واحد وجهه حاكم عربي لأهالي فلسطين بالهجرة، بل تضمنت نداءات تصدر من عربات يهود كانت تطوف في الأحياء العربية، حاملة مكبرات صوت، وتحذر من أنهم إن لم يهاجروا فسوف يُلاقون مصير أهل دير ياسين".
ولا ندري هل تصدق "جولدا" ذاتها كذبتها التالية المفضوحة صياغة ومضمونًا، ونعني قولها:" إن الدماء لتغلي في عروقي كلما سمعت ما يُقال عن القسوة التي عاملنا بها العرب. وأذكر جيدًا أنني وقفت على شاطئ حيفا أُناشد العرب ألا يرحلوا عنها، وكانت الهاجاناة قد احتلتها، بينما نصح القادة العرب أتباعهم بمغادرتها. ولم تفلح مساعي الهاجاناة في إقناع العرب بالبقاء رُغم استخدام مكبرات الصوت على العربات التي جابت أنحاء المدينة تردد باستمرار "لا تخافوا".
وتزيد على الكذب كذبًا، في هذا السياق، بزعمها الخبيث اللئيم المتعلق باللاجئين الفلسطينيين، "كنتيجة لرغبة العرب ومحاولاتهم لتدمير اسرائيل، ولم يوجدوا بسبب اسرائيل نفسها".
وتكذب "جولدا" بإدعائها "أن القدس تحت الحكم الاسرائيلي أفضل حالًا مما كانت عليه تحت الحكم العربي". لكن أفاعيل "الكيان اللقيط" في القدس، بعد احتلالها وحتى اللحظة، تنسف هذا الإدعاء جملة وتفصيلًا. فالحفائر الصهيونية وصلت إلى قاع القدس القديمة. والمسجد الأقصى تعرض للحرق. وتاج السيدة العذراء سُرق. والآثار والأوقاف هُدمت، لتوسيع ساحة ما يسمونه "حائط المبكى".
وتكذب "جولدا" على رؤوس الأشهاد بقولها "إن اسرائيل لم تكن لها مصلحة في إسقاط حكم جمال عبدالناصر". ويأتي فضح كذبها وتعريته من موشي ديان باعترافه في مذكراته بأن أحد أهم أهداف مشاركة اسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 "كان إسقاط عبدالناصر".
تمعن "جولدا" في الكذب أكثر إلى حد الفجور بقولها:"تعالوا نفكر في ذلك الذي مللت من سماعه، وهو أن اليهود سرقوا الأرض من العرب في فلسطين. فالوقائع تختلف عن ذلك، فلقد أثرى الكثير من العرب بعد أن دُفعت الأموال الطائلة لشراء الأراضي. وكانت هناك منظمات وأفراد آخرون اشتروا أراضي أيضًا...". هنا، يفرض نفسه السؤال: إذا كانت اسرائيل اشترت من الفلسطينيين أرضهم، كما تكذب "جولدا" وتزعم الدعاية الصهيونية، فلماذا لا يشهرون ذلك في وجه الفلسطينيين والعرب والعالم؟! وإذا كانوا قد اشتروا الأرض ودفعوا أثمانها، فما الداعي لتشبثهم بوهم "أرض الميعاد"، القائم على أن هناك إلهًا اسمه "يهوه" وعدهم بها؟! وهل إلههم هذا يعمل في تجارة الأراضي وتوزيعها؟! وهل هناك صلة قرابة بين "يهوه" ووزير خارجية بريطانيا سنة 1917 آرثر جيمس بلفور مثلًا؟!
ألم تكن "جولدا"، عندما كتبت مذكراتها، على علم بتقرير حكومة الإنتداب البريطاني عام 1946 المؤكِّد أن كل ما اشتراه اليهود من أراضي فلسطين حتى 1945 لم يتجاوز 5,6% من مجموع مساحتها، رغم الأسعار العالية المعروضة من قِبَل اليهود؟!
من أكاذيب "جولدا" وأضاليل الدعاية الصهيونية، ننقل القارئ العزيز إلى رحاب الحقيقة وآكد المعلومات الموثقة بخصوص "بيع الفلسطينيين أرضهم". ومن المعيب المخجل أن يردد "بعض" العرب هذه الأكاذيب عن غباء وقلة معرفة، وربما لغايات مشبوهة.
94% من الأراضي التي امتلكها حتى سنة 1947 ما يُسمى الصندوق القومي اليهودي والوكالة اليهودية، باعها لبنانيون من عائلات سرسق وسلام وتيان وتويني والأسعد وقباني وبَيهَم وغيرهم. فقد باع اللبنانيان ميشيل سرسق ومحمد بيهم أراضي الحولة لليهود، وكانت تقيم فيها 1500 أُسرة فلسطينية شُرِّدت كلها. وباع آل سرسق مرج بن عامر لليهود شمال فلسطين، وتقدر مساحته بحوالي 400 ألف دونم. وباع آل تيان اللبنانيون (ميشيل وأنطون) حصتهم من وادي الحوارث وتبلغ مساحتها 3082 دونمًا لليهود، سنة 1922. ورهن أنطون تيان 5350 دونمًا ثم عاد وباعها مع حصة ميشيل تيان للصندوق القومي اليهودي في أيار سنة 1929. وباع آل تويني وآل صباغ كل ما يملكونه من أراضٍ في السهل الساحلي الفلسطيني. وباع أفراد من آل سلام أراضي الحولة مما تسبب بتشريد 15 ألف فلسطيني. وكانوا قد حازوا امتياز استصلاحها وزراعتها فقط من الدولة العثمانية، لكنهم باعوها لليهود.
وباع آل قباني أربعة آلاف دونم مما كان يُعرف بوادي القباني. وفي سنة 1937 أسس عدد من اللبنانيين شركة عقارية، هم خير الدين الأحدب وصفي الدين قدورة وجوزف خديج وميشيل سارجي ومراد دانا(هذا الأخير يهودي). وقد باعت هذه الشركة حوالي 100 ألف دونم في قضاءي صور وصيدا لشركات يهودية. ومع ذلك، بلغ مجموع ما كان يمتلكه اليهود عند صدور قرار التقسيم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947 ما لا يزيد عن 7% من مساحة فلسطين. لكن الأمم المتحدة التي تقول "جولدا في مذكراتها أن كيانها اللقيط "أول مولود لها" كما سبق أن ذكرنا، منحتهم 56% من فلسطين التاريخية. وفي هذا دليل فاقع على أن الإله الذي وعد الصهاينة بفلسطين، هو "بلفور" وليس "يهوه"، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
وعلى الرغم من كل ما فعلته بريطانيا لزرع "اللقيط" كمشروع استعماري غربي في فلسطين، لا تنفك "جولدا" في العديد من صفحات مذكراتها عن لي ذراع الحقيقة بتصوير بريطانيا وكأنها أقرب إلى العرب على حساب اليهود، في زمن الإنتداب وبعده!!!
لنتأمل نموذجًا من أكاذيبها في هذا الإطار، حيث تقول "جولدا": "إن الرئيس الأميركي الصديق ووزير خارجيته وليم روجرز لم يكونا يتعاطفان مع معارضتها العنيفة لمقترحات روجرز بأن يجتمع الأميركيون والبريطانيون والروس والفرنسيون، للبحث عن حل وسط للنزاع (لاحظ النزاع/ع) بيننا وبين العرب". وتوضح أن موقفها هذا منبثق من "أن هذا الاقتراح لن يأتي بضمانات حقيقية لأمن اسرائيل. فمن بين هذه الدول الأربع، ثلاث معنا وواحدة مع اسرائيل هي أميركا". منذ متى كانت بريطانيا ضد اسرائيل وهي زارعتها في فلسطين تنفيذًا لقرارات مؤتمر كامبل في لندن (1905- 1907)، ولوعد وزير خارجيتها، بلفور، سنة 1917؟! ومنذ متى كانت فرنسا، وهي من أكبر الداعمين للكيان اللقيط، ضده؟! ما تزال ذاكرتنا تحتفظ بتصريح لرئيسها الحالي، ماكرون(أبو الكفوف من زوجته) عندما زار الكيان ضمن حجيج زملائه إلى هناك متضامنين بعد طوفان الأقصى، إذ قال حينها بالحرف:"هزيمة اسرائيل تعني هزيمتنا جميعًا". يتبع.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت
- يرفضون التخلي عن مضمونهم الاستعماري !
- استحوا...عيب !!!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير(1) مشكلتهم مع التاريخ !
- لماذا تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار؟!
- أصل قصة الضلع القاصر في الأديان
- فلسطين بمنظور فرويد


المزيد.....




- جرافة تفقد فراملها على الطريق.. شاهد ما حصل لهذه الآلة بوزن ...
- نظرة فاحصة داخل آلة -الدرون- الروسية بحرب أوكرانيا
- 4.5 مليون مشاهدة.. مشهد لتمساح ضخم بمواجهة أسماك قرش ينتشر ع ...
- ترامب يبعث رسالة في ذكرى يوم استقلال أوكرانيا.. ماذا جاء فيه ...
- -عاقبوا إسرائيل الآن-.. تظاهرات حاشدة في 40 موقعاً بأستراليا ...
- حريق في محطة كورسك النووية الروسية بعد إسقاط مسيرة أوكرانية ...
- وجها لوجه ضحايا صيدنايا يواجهون جلاديهم
- هجمات الاحتلال تهجّر مزيدا من سكان مدينة غزة والعدوان يتصاعد ...
- استشهاد صحفي فلسطيني أثناء تغطيته استهداف المجوّعين شمالي غز ...
- للمرة الرابعة.. ترامب يمدد فترة السماح لمنصة -تيك توك-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!