أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - شعوب ورعايا !














المزيد.....

شعوب ورعايا !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالمنا اليوم، مثلما يوجد شعوب هناك رعايا في ثقافتهم السياسية وفي أساليب ادارتهم وطرائق حكمهم. فكيف نميز بين الشعوب والرعايا بمسمى شعوب؟!
لنأخذ بريطانيا، على سبيل المثال لا الحصر. فعلى الرغم من نظرتنا التاريخية لسياساتها الخارجية تجاهنا، لكن هذا لا ينفي وجود شعب هناك بكل ما في كلمة شعب من معنى. أول محددات هذا المعنى، اختيار الشعب لمن يحكمه بملء ارادته في انتخابات حرة نزيهة، ومراقبته ومحاسبته وتغييره اذا تطلبت المصلحة العامة ذلك، أيا يكن هذا الحاكم. في الحرب العالمية الثانية، كانت بريطانيا بقيادة تشرشل من الدول التي نالها الكثير من الأذى والدمار على يد الألمان، وحُسبت ضمن المنتصرين، مع أن النصر تحقق وتحمل كلفته الأكبر الجيش الأحمر السوفييتي. لكنه ترشح لمنصب رئيس الوزراء مجدداً ولم ينجح. بالطبع أثيرت التساؤلات: لماذا وكيف؟ وكانت الاجابة المعبرة عن الوعي الجمعي لشعب حقيقي جدير بالاحترام: "صحيح، تشرشل قاد بريطانيا بجدارة في الحرب، لكن مرحلة ما بعد الحرب بحاجة الى منهجية مختلفة".
لم يدب الصوت أحد: الله أكبر، القائد العظيم الملهم هبة السماء للأرض، المهيب الركن صانع أمجاد الأمة ونصرها التاريخي ومش عارف شو... في المجتمعات التي تنتج ثقافتها شعارات قروسطية كهذه، هناك ثمة رعايا وليس شعوبا.
من بريطانيا الى فرنسا. يعتبر الجنرال شارل ديغول، قائد حركة تحرير فرنسا في الحرب العالمية الثانية أيضا، من الاحتلال الهتلري. كان ديغول رئيس فرنسا عام 1968، عندما شهدت المدن الفرنسية مظاهرات شبابية عارمة. قال كلمته الشهيرة: "فرنسا أصبحت بحاجة الى عقلية مختلفة". استقال ديغول من منصب رئيس الجمهورية، وذهب الى منزله. عندما توفي، خرجت الصحف الفرنسية بعنوان: "مات ديغول... فرنسا أرملة". هذه هي الشعوب الجديرة بكلمة شعب معنىً وفعلاً على الأرض. تحترم قادتها التاريخيين والعظماء من أبنائها والمتفوقين والمكافحين والمفكرين الحقيقيين، لكنها لا تتردد في تغيير قياداتها عندما ترى في ذلك مصلحة عامة وضرورة لقوة الدولة. شعوب حرة، تعيش حاضرها وتعمل بدأب وارادة واعية لامتلاك عناصر القوة بمعايير العصر، ولا تبحث عن حلول لتحديات الحاضر في ثقافة القرون الوسطى وأساطير الماضي السحيق!
في المقابل، أي مقابل الشعوب الحقيقية، هناك مجاميع قبلية وطائفية ومذهبية وعشائرية يسمونها شعوبا. هذه أحوالها تتحدث عن نفسها بنفسها ولا تحتاج الى مزيد بيان. لكننا نرى من المهم أن نختم بالاشارة الى الثقافة السياسية للشعوب و"المجاميع". الثقافة بعامة، والثقافة السياسية بخاصة، لدى الشعوب تنهض على الديمقراطية كونها توصلت الى بناء دول مدنية حديثة، دول القانون والعدالة والمؤسسات. أما لدى "المجاميع"، فالثقافة السياسية رعوية تقوم على علاقات القرابة والعُرف والدين. وهي ثقافة ما قبل الدول والمجتمع الحديث المندمج. هذا يعني، أن هذه الأخيرة، لم ترتقِ بعد الى مرحلة بناء الدولة الحديثة، حيث يسود التوريث السياسي ومبدأ "أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام" !!!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (6) حرب أكتوبر 1973...صدمة اسرائ ...
- المؤامرة الحقيقية
- -الأخوان- إلى أين؟
- اللامعقول بنسخته الأردنية!
- إلغاء فاعلية الإنسان *
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (5) كذب مفضوح وتضليل صريح!
- الجسد العربي المشلول
- نعيق التخاذل والإنهزام
- مبعث القلق على الأردن
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (4) صلف وقح وغطرسة متعجرفة
- بيننا وبينهم اتفاقية سلام!
- المقاومة أو الاستسلام
- جذور التكفير والتحريم في الدين*
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (3) الغباء الرسمي العربي !
- واقع العجز
- الإنسان والدين (بعقولها تتقدم الأمم وليس بأديانها).
- ظاهرة سياسية أردنية غير محمودة !
- ماذا تبقى من أوسلو ووادي عربة؟!
- قراءة في مذكرات جولدا مائير (2) السفر إلى فلسطين !
- لهذا اندحرت أميركا في فيتنام وتبهدلت


المزيد.....




- فيديو الأسلحة والثالوث النووي الصيني يثير تفاعلا وتحليلات
- أشعلتها صاعقة.. نيران هائلة تلتهم بلدة تاريخية في كاليفورنيا ...
- عمليات احتيال بالذكاء الاصطناعي تستهدف الجيش الأمريكي
- السعودية.. تحليل لقطات بلقاء محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يثي ...
- نشطاء في تونس يستعدون لمرافقة -أسطول الصمود العالمي- إلى غزة ...
- تيم كوك -عبقري هادئ- صعد بشركة آبل إلى القمة
- علاء الدين أيوب -الفاروق أبو بكر- ثائر حلب ومفاوضها أثناء ال ...
- ميكروفون يلتقط حديثا بين بوتين وشي جينبينغ يثير علامات استفه ...
- بوتين يؤكد أنه سيحقق جميع أهدافه العسكرية في أوكرانيا ويحدد ...
- شهداء في غارات متواصلة على مناطق عدة في قطاع غزة


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - شعوب ورعايا !