عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 14:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأردن بلد فقير الموارد. الأردن لا يمكنه العيش إلا بالمساعدات الخارجية. الأردن ثالث أفقر دولة في العالم بالمياه. لا غاز في الأردن، ولا نفط. من يولد لحظة كتابة هذه السطور أو قراءتها، عليه أن ينتظر سبعة عقود ونيف حتى يأتي دوره في التعيين بوظيفة. الحكومة ليست رب عمل، والوظائف "ما فيش"، أعظم الله أجركم. على الدول الأوروبية فتح ابواب الهجرة للعمالة الأردنية، وكأن هذه الدول مُلزمة بنا أو "مخلفتنا وناسيتنا".
اللافت أن العزف على هذه الأسطوانات بدأ في السنوات الأولى بعد نشأة إمارة شرق الأردن سنة 1921، مما أثار حفيظة بعض ممثلي الاستعمار البريطاني آنذاك واستفزهم. وتجدر الإشارة في السياق أن إمارة شرق الأردن نشأت مأزومة ماليًّا، وفي هذا الشأن أكثر من قول ورأي. في كتاب "ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية" لمؤلفه الصديق الدكتور عبدالله العساف نقرأ:" ثمة نظرة خاطئة، ولكنها مقصودة من الناحية السياسية لشرقي الأردن، وهي أنها لا تستطيع الاستمرار إلا بالمساعدات المقدمة لها". ويورد المؤلف رأي جون فيلبي رئيس المعتمدين البريطانيين في شرق الأردن 1921-1924 بهذا الخصوص تحديدًا، إذ يقول:"يرى فيلبي أن العكس هو الصحيح، وأنه إذا سُمح للإمارة أن تكون دولة مستقلة، وإذا أُعطي أهلها الحرية اللازمة، لضبط أمورهم المالية، فإنها تستطيع أن تدبر نفسها بنفسها من مصادرها، دون تكليف دافع الضريبة البريطاني فلسًا واحدًا"(الكتاب، ص122).
هذا ما قال فيلبي، أما نعوم تشومسكي المفكر الأميركي المعروف وعالِم اللسانيات، فله قول متداول لأنه يصيب قلب الحقيقة، مفاده:"لا يوجد شيء اسمه بلد فاشل فقير، بل يوجد حكومات فاشلة في إدارة موارد البلد".
لست خبيرًا نفطيًّا، ولست من أهل الاختصاص والتضلع في شؤون المياه، ولكن ماذا يعني اكتناز بواطن الدول الشقيقة المحاددة لنا بالنفط والغاز، إلا باطن الجغرافيا الأردنية؟!!!
بصراحة، أخشى أن "النق" على أسطوانة "الأردن بلد فقير الموارد" دليل على أن وراء الأكَمَة ما وراءها".
للتوضيح أكثر، أخشى أن المقصود إيصالنا إلى أن نقتنع راغمين بأن أمامنا طريقًا واحدًا لا بد من تجرع سموم سلوكه واللبيب من الإشارة يفهم.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟