أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله إلى شرق الأردن.














المزيد.....

ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله إلى شرق الأردن.


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصل الأمير عبدالله بن الحسين معان في 21/11/ 1920. وفور وصوله باشر الاتصال بأعيان بلاد الشام، ووجه في الخامس من كانون الأول نداء للسوريين طلب منهم فيه اعلان الثورة على الفرنسيين. كما أعلن نفسه نائبًا لملك سوريا. ودعا أعضاء المؤتمر السوري للإجتماع به في معان، وفي نيته جعلها مركزًا للحكومة السورية. وأرسل رسائل يدعو فيها زعماء شرق الأردن، وشيوخها إلى الحضور إلى معان. ودعا ضباط الجيش العربي السوري وجنوده للإلتحاق به، والإنضمام إلى الثورة.
اللافت أن الأمير عبدالله ورُغم إعلانه أن مهمته تحرير سوريا وأعلن نفسه نائبًا لملك سوريا، لكنه رفض خطة قدمها له زعماء الشام للعمل بها وتنفيذها لإعادة الحكم الوطني إلى سوريا. وكانت حجته، أن لا قدرة له على مهاجمة الفرنسيين وسيبذل جهوده للوصول إلى تفاهم سياسي مع فرنسا.
ويلفت النظر أيضًا في السياق ذاته، أن الأمير بمجرد وصوله معان أرسل الشريف علي الحارثي إلى عمان للإتصال بأعيانها وبشيوخ السلط، ودعوتهم لمبايعته في حملته لتحرير سوريا.
ولقد تبلورت مواقف الزعامات والقبائل المحلية من هذه الحملة في اتجاهين: التأييد بحماس والمعارضة بشدة.
المؤيدون لحركة الأمير عبدالله حتى وإن تجاوزت أهدافه تحرير سوريا إلى ملء ما سُمي الفراغ السياسي في شرقي الأردن، بعد سقوط الحكومة الفيصلية، هم كل من: الشيخ عودة أبو تايه، والشيخ مثقال الفايز، والشيخ رفيفان المجالي، ومحمد علي العجلوني. وكان هؤلاء يعتقدون أن الأمير يحالف دولة قوية، هي بريطانيا، وسيوزع عليهم الأموال والعتاد والمؤن. وقد تضمنت رسائل الشريف حسين الموجهة إليهم ما يفيد بذلك.
في موازاة ذلك، تحمس عدد من أبناء شرق الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق لإعلان الأمير عبدالله عزمه على تحرير سوريا من الاحتلال الفرنسي. وكان على رأس هؤلاء، فؤاد سليم، وأحمد مريود، وعبدالقادر الجندي، وبهجت طبارة، وراضي عناب. وقد دعا هؤلاء إلى تشكيل جيش نظامي ينطلق من شرقي الأردن لمقاومة الاحتلال الفرنسي، وحماية الأردن من الاحتلالات الأجنبية. وأكدوا ضرورة المحافظة على وحدة سوريا، وتشكيل حكومة مركزية في الأردن تحل محل الحكومات المحلية.
أما الإتجاه الثاني الرافض لقدوم الأمير عبدالله ولحركته، فقد شمل الزعامات القبلية التقليدية ومعظم رؤساء وأعضاء الحكومات المحلية، لأسباب عدة من بينها الحفاظ على مكانتهم العشائرية واستمرار زعامتهم.
وقد تبدَّى هذا الموقف من متصرف السلط مظهر رسلان الذي كتب إلى الأمير عبدالله أثناء توقفه في معان، بهدف إقناعه بالعودة إلى الحجاز، يقول: "بلغ الحكومة الوطنية عزمكم زيارة شرقي الأردن، فإن كانت الزيارة لمجرد السياحة، فإن البلاد ستقابلكم بالترحيب، وإن كانت لأغراض سياسية، فالحكومة ستتخذ كل الأساليب المانعة لزيارتكم". فرد الأمير عبدالله برسالة قال فيها: "إنني سأزور شرق الأردن زيارة احتلالية، وأن الحكومة العربية الملكية بسوريا هي التي انتدبتني، فأنا أنوب عن جلالة الملك فيصل، ويجب عليك أن تعلم ذلك، كما يجب عليك أن تتلقى الأوامر من معان، وإلا فسيُعيَّن غيرك محلك". واضح من هذا النص أن الأمير عبدالله ينوي فرض واقع جديد في شرق الأردن، يتمثل بإقامة حكومة مركزية، وأنه أخذ يتصرف كحاكم فعلي للبلاد منذ وصوله معان، معلنًا نفسه ممثلًا للملك فيصل والحكومة العربية في شرق الأردن ونائبًا عنهما. وفي نية الأمير أيضًا، كما يُفهم من رده فرض سلطة قهرية على شرق الأردن، كما يرى المؤلف، حتى لو لم يرغب الأردنيون بهذه السلطة.
ويرجح المؤلف أيضًا أن شعار تحرير سوريا، لم يكن سوى ذريعة لفرض أمر واقع في شرق الأردن يهئ لإقامة إمارة، وإلا فمن باب أولى أن يرفع هذا الشعار الأمير فيصل.
تلكأ الشيخ سلطان العدوان في إظهار التأييد، والإنضمام لحركة الأمير عبدالله. ولم يستجب للدعوة الموجهة إليه من الشريف حسين وللزعامات المحلية، للوقوف إلى جانب أحد أبنائه، الذي سيتحرك إليهم ليقود الثورة ضد الفرنسيين.
ويورد المؤلف تقريرًا للكابتن البريطاني "برنتون" يقول فيه "إن الشيخ سلطان العدوان، وابنه ماجد، زاراه ومعهما عشرون رجلًا ومناصرون، وأبلغوه بأنه لم ينضم إلى الشريف علي الحارثي مبعوث الأمير عبدالله أحد من عرب البلقاء ما عدا صايل الشهوان، وأنهم لن يتوجهوا إلى عمان، رغم رسائل تدعوهم للقيام بذلك. ولقد أعلموني، والكلام للكابتن برنتون، بأن خمسة من العجارمة ثاروا بصايل. ولقد كرر الشيخ سلطان وماجد عبارات الصداقة والمحبة، وأعربوا عن أملهم في تقديم العون والمساعدة للبريطانيين، وقد طلب مني ماجد أن أبلغ المندوب السامي، والحكومة البريطانية، بأنه عمل ما في وسعه لحمل قبائل البلقاء على الإمتناع عن الإنضمام إلى الشريف علي، وأنه سيبقى ووالده هنا، إلى أن يعود الرائد كامب، وذلك لنفاد صبرهما من مماطلة البريطانيين باتخاذ خطوة حاسمة بالنسبة لإدارة الحكومة الجديدة في شرق الأردن". (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشِّيْخَة
- أنموذج بئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان !!!
- القلق الرسمي الأردني والاحتمالات المفتوحة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (2) لقاءٌ مع الأمير فيصل ...
- مذكرات تشرشل
- العلم والدين *
- ماذا وراء الأكَمَة؟!
- دولة المزرعة العربية !
- أين تجار الوطنية؟!
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (1) الأحوال العامة في من ...
- الزرادشتية
- نظام التفاهة (5) والأخيرة تتفيه الإنسان والثقافة والصحافة وا ...
- ترامب بلا أخلاق ومجرد من القيم
- قمة وهم الحركة في شرم الشيخ
- تعاون عسكري عربي صهيوني !
- هكذا قيَّدوا العقل العربي وكبَّلوه !
- مبارك للدكتور ياغي، ولكن...!
- نحو مراجعة عقلانية لموروثنا
- نظام التفاهة (4) النقود غاية الغايات !
- العرب و-اسرائيل- في خندق واحد !


المزيد.....




- اتفاق على بدء تفعيل حزمة الاستثمارات القطرية في مصر
- كيف ينفذ سموتريتش خطته لاحتلال الضفة الغربية؟
- السودان: تصعيد جديد في غرب كردفان واستمرار نزوح سكان الفاشر ...
- ارتفاع حصيلة قتلى الانهيار الأرضي في كينيا إلى 26.. والسيول ...
- فيديو- هيغسث يزور المنطقة الحدودية بين كوريا الجنوبية وكوريا ...
- صحافة عالمية: شعب غزة لا يستطيع تحمّل الانتظار للحصول على ال ...
- أردوغان: لا يمكننا الصمت حيال المجازر في الفاشر السودانية
- الصين تنفي إجراء تجارب نووية بعد اتهامات ترامب
- متاحف قطر تحتفي بالمعماري -آي. إم. باي- عبر معرضين مخصصين لح ...
- أبرز الجماعات المسلحة والتحديات الأمنية التي تواجه نيجيريا


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله إلى شرق الأردن.