عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 21:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عام 1965 تعرضت صنعاء لأمطار غزيرة، تهدمت بسببها أجزاء من المسجد الكبير هناك. خلال إعادة بناء ما تهدم من المسجد، عثر العمال بالصدفة على مخبأ سري يضم كمَّاً هائلاً من الرقائق الجلدية واللفائف والقصاصات، مدونة عليها مخطوطات بالحرف العربي الحجازي القديم، أقدم حرف عربي. تبين لاحقاً أن ما عُثر عليه، هو أقدم مخطوطات القرآن، يعود تدوينها إلى القرون الأولى للهجرة، كما تأكد من فحصها بتقنية الكربون المشع. لم تعرف الحكومة اليمنية (تخيلوا...يا للهول!!!) ماذا تفعل بالمخطوطات، باستثناء القاضي اسماعيل الأكوع، رئيس هيئة الآثار اليمنية آنذاك. الأكوع تولى الأكوع الأمر، وهو متأكد من أهمية الكنز التاريخي، الذي بين يديه. لجأ الأكوع إلى جامعات أجنبية، انتبهوا، جامعات أجنبية وليس عربية، لترميم المخطوطات وصيانتها وتحقيقها. تقدمت أكثر من جامعة لتولي الأمر، وأخيراً أختيرت جامعة ساربروكن الألمانية، وقد أنجزت المهمة على الوجه الأكمل. اهتم باحثون عرب بالمخطوطات بعد ترميمها وصيانتها وتحقيقها، ومنهم الباحث المغربي محمد المسيح، وله فيديوهات يوتيوب مهمة جدا في الموضوع يمكن مشاهدتها، وخاصة على صعيد مضامين المخطوطات. وخصَّ الإعلامي المصري المعروف ابراهيم عيسى المخطوطات بحلقة مهمة من برنامجه الشهير في قناة الحرة "مختلف عليه"، من المفيد مشاهدتها، وهي متوفرة يوتيوب. اللافت الغريب العجيب المريب، أن جامعة عربية واحدة لم تجرؤ حتى اللحظة على وضع هذه المخطوطات تحت مجهر البحث والدرس. في المقابل، يعمل البحث العلمي في الكيان بلا قيود، ومن دون أية عوائق وحواجز. وقد توصل أرخيولوجيون إسرائيليون منهم إسرائيل فنكلشتاين وزميلته نأ سبيلبيرغ إلى نتائج تطال أساسيات الديانة اليهودية. ومع ذلك، لم يكفرهما أحد، أو يتهمهما ب"التآمر" على الدين والعقيدة، ولم يرمهما أحد ب"التواطؤ" مع الأعداء المتربصين!!!
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تخطاه إلى التعتيم على هذه المخطوطات. أنا متأكد أن كثيرين يسمعون للمرة الأولى بمخطوطات صنعاء.
لن نمل من القول بأننا لن نتقدم ولن نخطو إلى الأمام خطوة تقدم واحدة يُعتد بها إلا بالعقل والعلم والحرية (الديمقراطية).
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟