أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - الطَمَسانُ العميقُ في وادي الوَحلِ هذا














المزيد.....

الطَمَسانُ العميقُ في وادي الوَحلِ هذا


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 21:29
المحور: سيرة ذاتية
    


لا تُتعِب نفسَكَ يا صاحبي.
لا تُتعِب نفسَكَ أنت.. وسيكونُ منَ العَبَثِ المُرِّ أن أنشَغِلَ أنا بعد اليوم، بإتعابِ نفسي.
نعم.. لا فائدة.
نعم.. لا أمَلَ لنا، ولا ضوءَ، ولا نفَقَ تحتَ جبالِ الهَمِّ هذه.. ولا ضوءَ في نهايةِ هذا النفقِ أصلاً.
لم يترك لنا "المُنتَصِرونَ" عَلينا خياراً غير هذا..
"أن نطمُسَ في وادي الوحلِ هذا، وفي كُلّ أربعينَ سنةٍ، نرفعُ أنوفنا للحظات، لنزفرَ شيئاً من الطين، ونستنشِقُ أوكسجيناً يكفينا لأربعينَ سنةٍ أخرى قادمةً من الطَمَسانِ الأبدي".
نعم.. لا أمَلَ لنا.. ولا ضوءَ.. ولا نفَق.
"نحنُ" المهزومونَ سَلَفاً.
نحنُ "المحدودونَ ذوو الأحلامِ الواسعة".
"نحنُ" الذينَ يكرهُ بعضنا بعضاً..
أو.. من أجلٍ "عَزاءٍ" قليلِ الكُلفةِ لأنفُسِنا، دَعنا نقول..
"نحنُ" الذينَ لا نُحِبُّ بعضنا بعضاً.
نحنُ "العُملةُ" المُلغاةُ التي لا يتداوَلَها أحدٌ في "السوق".. لأنّها لا "تشتري" شيئاً، ولا تُقايَضُ بشيءٍ، ولا تستميلُ أحد.
"نحنُ" الفِتيةُ الذينَ انتَبَذوا مكاناً قَصِيّاً عن الناس، ليَلِدوا "أنبياءَهُم"، وعندما فَشلوا، ذَهبوا إلى "كهوفِ" الخُذلانِ، وناموا طويلاً.. وحينَ استيقَظوا، حتّى "كَلبَهُم" عافَهُم، و"استَجارَ" بمَحمِيّةٍ للكلابِ "الشريدة".
لهذا..
قرّرتُ قبولَ دعوتِكَ النبيلةَ هذه، بالانضمامِ إلى تلكَ "الجوقةِ الطامِسَة" في ذلكَ الوحل، لأُساعِدَ في ترمِيمِ ما تبقى من أعمدتها الفَقَريّةِ.. "الأعمدةُ" التي داست عليها حوافِر الخيلِ تارّةً، و"كاوتشوك" التاهوات السوداء المُضلّلةِ تارّةً أخرى.. وأيضاً لكي نواصِلَ صَبَّ اللعناتَ على السكاكينِ والفؤوسِ غير النبيلةِ التي ترِبّصَت بنا في كُلّ زاويةٍ، وحاصَرَتنا من كلّ جانب، وجعلت منّا "مَدمغةً لكُلِّ دامِغ".
نعم.. سأفعلُ ذلك.
ولأجلِ ذلك.. سأختارُ النومَ بسلامٍ على حطامِ الأيّام.. ألوذُ بتبغِ سجائري، أو قهوتي المُرّة، أو ذلكَ الشاي الباردِ الثقيل، دائمِ المفعولِ، طويلِ الأمد، أو أُبلّلُ سَخامي الخاص، برشفةٍ يابِسةٍ من شرابِ ثقيل.
وحين َ أختارُ للمرَّةِ الثانيةً، بما تبقّى لي من فائضِ الوقتِ و"فائضِ القيمة".. سأختارُ أن تغمرني رائحة ُ الرمادِ في غرفتي الساكِتة.. تاركاً أموالَهُم وبنادقهُم لهُم.. ليمتطوها.. ويذهبوا بها الى ميادين قتلِنا المقدسّة.. هناك َ حيث السُلطةُ والثروة والجاهُ والرفاه، والأكاذيبُ الكبيرةُ والتاريخُ الزائف.
أهذا إذَن..
هو كلُّ ما تبَقّى
من تلكَ الكُتِبِ والأسماء.. والوجوهِ غير الأليفة؟
أهذا إذَن..
هو كلُّ ما تبقّى مِنَ تلكَ "الانتفاضاتِ" و "الثَوراتِ" صغيرةِ الحَجمِ،
ومِنَ تلكَ "القِلّةُ الهائلةُ" التي اختارَت "قِلّتَها" بينَ الناس،
واكتَفَت بسَردِ احلامِها "العظيمةِ" المَيِّتَةِ
على "أبناءٍ" عاقّينَ، و "أحفادٍ" جاحِدينَ..
لا يُجيدونَ القراءة؟



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغمَ الذئابِ الكثيفة.. يحلَمُ الحِملان.. بربيعٍ قادمٍ لامحال ...
- موجَز تاريخ الماء من بغداد إلى البصرة
- عراق أحمد و سانت ليغو محمود ودولة السيّد حامد
- عراق أسكيمو
- الاعمار والتنمية ما قبلَ الانتخابات وما بعدَها
- نحنُ المحدودونَ ذوو الأحلامِ الواسعة
- ترجيحات حول الجهات الرئيسة المُتحكِّمَة بصنع السياسات العامة ...
- إذا ضامَكَ الضَيم.. تذَكّر أيامَكَ الضاحِكة
- البديهيّاتِ المُرة في العراقِ المُرّ
- وقائع عراقيّة عجيبة من التاريخ الراهن للعراق العجيب
- العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان
- إلى أينَ سيأخُذُ هؤلاء هذا العراق؟
- حقائقُ الاقتصادِ موجِعةٌ جدّاً
- تركيا والطريق والتنمية والماء
- يا دِجلةَ الخَير.. يا أُمَّ البساتينِ
- نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية
- رئاسة الجمهورية في العراق: الصلاحيات، الواجبات، النفقات
- غداء عمل غير عراقي لتنويع الاقتصاد العراقي
- علم الاقتصاد المُستباح في الفضائيات العراقيّة
- عندما تنتهي الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-تطويق قوات سورية لمركز حدودي لبناني-.. ما حقي ...
- ترامب يوبخ مراسلة بعد سؤال عن خاشقجي ومحمد بن سلمان يعقب.. ش ...
- بلجيكا: ثمانية موقوفين بشبهة التخطيط لاستهداف المدعي العام ف ...
- بريطانيا تعلن الحرب على -التجسس الصيني- بحزمة إجراءات طارئة ...
- -عقيدة دونرو-: كيف يعيد ترامب رسم خريطة أميركا الجنوبية؟
- بن سلمان: نعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل -في أقرب وقت مم ...
- غزة : ماذا بعد خطة ترامب ؟
- أمريكا - السعودية : بين السياسة والمصالح المشتركة ؟
- الرئيس الفرنسي يبدي استعداده للحوار مع نظيره الجزائري حول ال ...
- زعيمة المعارضة: فنزويلا على أعتاب عهد من دون مادورو


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - الطَمَسانُ العميقُ في وادي الوَحلِ هذا