عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 13:24
المحور:
الادارة و الاقتصاد
حقائقُ الاقتصادِ موجِعةٌ جدّاً.
البطالةُ موجِعةٌ.. التضخّمُ موجِعٌ.. تراجُع العائدات النفطية موجِع.. عَجَزُ الموازنة موجِع.. الدَينُ العام موجِع.. ترهُلُّ التوظيفِ الحكوميّ موجِع.. انقراضُ القطاع الخاصِّ وعَجَزهِ وفشلهِ موجِع.. هدرُ المالِ العامِّ وتبديد الموارد الوطنية واستنزافُ "الاحتياطيّاتِ" موجِع.. انفلاتُ الاستيرادِ موجِع.. غيابُ اليقينِ موجِع.. والفقرُ والهشاشةُ والحرمانُ وانعدامُ الإنصافِ.. كلّها.. موجِعةٌ جدّاً.
هذهِ الحقائقُ الموجِعةُ جدّاً، لا تقوى على مواجهتها التصريحات، ولا تصمد أمامها المزايدات، ولا تُخفِّفُ من آلامِها المُبرِحة "الأدعيةُ" والابتهالاتُ، والأُمنياتُ الطيِّبة، و"التهريجِ" الإعلامي.
من المُعيب في الاقتصاد، ومن المُعيبِ في السياسة، ومن المُخجِلِ في سياق احترام الالتزامات "السارية" بين الدول والحكومات، أن تقول: "أنا مدينٌ فقط بـ 36 ترليون دينار خلال مُدّة حكومتي، ولا شأنَ لي بـالـ 55 ترليون دينار "الأخرى" التي لم أقُم بانفاقها.. فتلكَ ديونٌ على حكوماتٍ "أخرى"!
كلاّ.. لكَ شأن.. على الأقل لأن أضرار الديون المتراكمة وتداعياتها قد وقعت على كاهلك، وكان على "المُحيطينَ بكَ" أن ينصحوكَ بالتحدّث عن عبئها عليك، وعن قيودها الثقيلة على برنامجك الحكومي، وليس على "الاستخفاف" بها، وكأنّها "لا شيء".
كان عليكَ أن تعتَرِف بها، وتلتَزِم بالحدِّ منها، وأن تعملَ على تحويلِ هذه "الحقيقة الاقتصاديّة- الماليّة" الواضِحةِ والثقيلة، من "حالةِ إنكار" إلى "انجازٍ" خالِصٍ لك.
لم تنكُر حكومات ما بعد العام 2003 ديون العراق ما قبل 2003 ، مع أنّ معظمها كانت ديون "شائنَة" و"مُشينة" و"تخادُميّة"، وعملت ما بوسعها على تسوية جزءٍ مُهمٍّ منها، وليسَ من الصحيح أن تقوم الحكومات اللاحقة بـ "انكارِها"، وتوصيفها بـ "الدفتريّة"، لأنّ "الديون الدفترية" هي ديون واجبة السَداد، والموقف الصحيح منها هو العمل على "تسويتها" بكُلّ الوسائل الممكنة.
هل تُريدُ دليلاً على أنّ هذه الديون ما تزال قائمة، وليست "لا شيء"؟
جَرِّب (ولو لشهرٍ واحد) أن ترفعَ الإدارة الأمريكية "حمايتها" لعائداتكَ النفطية من "المُلاحقات القانونيّة"، وسنرى إن كان بوسعكَ الحصولَ على "سَنتٍ" واحدٍ من تلكَ العائدات.
وفي ذات السياق، لم يَجِفَّ "الفُراتانِ" في عهدك.. ولن يكونَ بوسعكَ الآنَ أن تجعلَ الماء يجري فيهما كما كانَ في السابق.. لكن هذا لا يعفيكَ من أن تفعلَ شيئاً، أيَّ شيء، لإعادة "الكرامةِ" لهذينِ النهرينِ العظيمين.
"حقائقُ" الاقتصادِ، مثل "ألاعيب" السيّاسة.. موجِعةٌ جدّاً.
و "الطبيبُ المُبتديء" الذي سيحاولُ جاهداً "تسكينها"..
سرعانَ ما سيصرخُ قبلَ "المريض"... آآخ..
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخٍ جدّاً.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟