أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - تركيا والطريق والتنمية والماء














المزيد.....

تركيا والطريق والتنمية والماء


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 12:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


قبل أسابيع شعرنا بالسعادة لأنّ السيّد رئيس مجلس الوزراء في العراق قد أفصَحَ عن معرفتهِ ببعض أصول "المقايضة" بين مصالح الدول ومواردها.. وحدثَ ذلك يوم "غَمَزَ" السيّد السوداني للسيّد أردوغان بعبارته الواخِزة: "سينبع طريق التنمية من العراق كما ينبع دجلة من تركيا".
ما بين العراق وتركيا، "طريق التنمية" DEVELOPMENT ROAD.. وما بينَ تركيا والعراق، "طريق الماء" WATER ROAD.
هل يمتلك العراقَ الآن تَرَفَ انتظار أن ينبَعَ "طريق التنمية" من العراق إلى تركيا، لكي ينبَعَ الماء من تركيا إلى العراق؟
هل العراق الآن في وضعٍ (سياسي واقتصادي) يسمحُ لهُ بـ "ترتيب" مُقايضة كهذه؟
وماذا إذا جاء رئيس مجلس وزراء آخر غير السيد السوداني بعد الانتخابات القادمة، ولم يكن مُقتنِعاً بجدوى "طريق التنمية"، وقرّرَ (لأيٍّ سببٍ كان) التخلّي عن هذا المشروع؟
إذا لم تنجَح هذه "المُقايضة" الآن (مُقايضَةُ "الطريقِ" بالماء).. بماذا سوف "يُقايِض" العراق تركيا لاحِقاً، للحصولِ على الماء؟
هل بقطرةِ نفطٍ مقابلَ قطرةَ ماء؟
هل بقطرةِ دَمٍ مقابلَ قطرةَ ماء؟
تركيا لديها "البديل" عن "طريق التنمية" العراقي، حيث أكّدَ وزير التجارة التركي عمر بولاط في 29-10-2025: أنّ "طريق الشرق الأوسط التاريخي" الذي يمر من تركيا عبر سوريا إلى الأردن ودول الخليج سيدخل الخدمة بكامل طاقته في العام المقبل 2026.
كما تسعى تركيا حاليّاً إلى اصلاح وتجديد وإعادة "خط حديد الحجاز الحَميدي"، أو "طريق الحرير الحديدي" الذي كان تشغيله قد بدأ في عام 1908، ليربط تركيا بالسعودية والأردن وسوريا، وتكتَمِلَ بذلك حركة الشاحنات والقطارات بين هذه الدول.
في 28-10-2025 التقى الشيخ خميس الخنجر(وهو رئيس تحالف السيادة الانتخابي) بوزير الخارجية التركي في أنقرة.
وجرى خلال اللقاء "بحث آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار والتنمية في المنطقة".
والماء؟ هل تمّ طرح قضية الماء في اللقاء(حتّى لو كان ذلك لأغراض انتخابيّة)؟
ولماذا يقوم السيد الخنجر بذلك؟
لماذا قامَ (ويقومُ غيرهُ) بذلك مع تركيا وغيرها من الدول؟
لماذا يبحث هؤلاء "السياسيّون" مع تركيا (وغيرها) "آفاق التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين"؟
هل كان بوسع السيّد الخنجر مُناقشَة السبب وراء ارسال تركيا لمُقاتلي حزب العمال الكردستاني، والسَماح بـ "تدفّقهم" إلى العراق(مع أسلحتهم)، بدلاً من سماحها بـ "تدفُّق" المزيدِ من الماء؟
هل هذا هو دور السيد الخنجر(وغيرهِ من "السياسيّين")، أم هو دور الحكومة العراقيّة التي تكون هذه الموضوعات عادةً (وبحُكم الصلاحيات والاختصاصات) عنصراً رئيساً من عناصر "أمنها القومي"، ولا يجب (ولا يُسمَح) أن يقومَ غيرها بهذا الدور؟
هل "موت" انهار العراق التاريخية(واندثارها) بسبب الجفاف وشحّة المياه القادمة من "دول المنبَع" أقلُّ شأناً بكثير من الانتخابات القادمة، ومِنَ "الكتلة النيابية الأكبر" التي سوف تتشكّل بعد الانتخابات، ومن ذلكَ "الكائن الخُرافيّ" ذو "العصا السحرية" الذي سيتمُّ اختياره ليكونَ رئيساً لمجلس الوزراء العراقي"الجديد"؟
السَعي إلى "اعمار" العراق" و "تنميته"، و"الطريق" الرئيس لتحقيق هذين الهدفين، هو ذلكَ السَعيّ الجاد والحثيث و "المُستدام" و "التكاملي" لـ "تنويع" الاقتصاد العراقي، وإعادة العافية لزراعتهِ واكتفاءهِ الذاتي من الغذاء، و"تدبير" الموارد المائيّة اللازمة لتحقيق ذلك.
كُلُّ شيءٍ دون ذلك هو ضَربٌ من ضروبِ اللغوِ والعَبَثِ و "الوعود" غير الواقعيّة، و"الشِعاراتِ" و"الأهازيجِ" البائسةِ الخاليةِ من المعنى.
ينبغي أن يكونَ "الأمن المائي" للعراق، هو الهدف الرئيس، والشُغل الشاغِل لأيِّ "قائدٍ" أو "زعيمٍ" وطنيٍّ بحقّ، وليسَ سَعي هذا "الزعيم" و"القائد الضرورة" (بكُلّ الوسائلِ المشروعةِ وغيرِ المشروعة، والمُمكِنة وغير المُمكِنة) لـ "الفوز" في الانتخابات القادمة، وتجديد "الولايات".
الماء.. الماء.
لا "تنمية" في العراق دونَ ماء.
ولا "طريقَ" أكثرَ أهميّةً من "الطريق" التي تقودنا إلى حيثُ نحصَل على هذا الماء.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا دِجلةَ الخَير.. يا أُمَّ البساتينِ
- نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية
- رئاسة الجمهورية في العراق: الصلاحيات، الواجبات، النفقات
- غداء عمل غير عراقي لتنويع الاقتصاد العراقي
- علم الاقتصاد المُستباح في الفضائيات العراقيّة
- عندما تنتهي الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- عندما تبدأُ الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- بيتُ جبرا.. قبرُ جبرا
- البنك المركزي العراقي بين مُتطَلَبّات التبعيّة وضرورات الاست ...
- النساءُ الحزينات كدمعةٍ ناشفة
- مُحاكمة اقتصادية للتهوُّر الاقتصادي في العراق
- وقائعُ تاريخِ الوحشة.. من بغداد إلى لشبونة
- مَن هذا الذي سينتشِلُ العراقَ من هذا كُلّهِ.. مَن؟
- ترامب والعراق والنفط في شرم الشيخ
- سيرةُ العراقيِّ الفَرد في تاريخِ اليومِ والغدّ
- منظومات القِيَم وأنماط السلوك والإدارة للدراساتِ الأوليّة وا ...
- عن السياحة والسيّاح والايرادات السياحية في العراق
- لا فرَحَ ولا ماريانَ.. في البلدِ الغارقِ في الظُلْمة
- هذا ما يحدثُ في العراق عندما ينزِلُ البطارِكَةُ إلى الشارع
- التفاصيلُ الرئيسة للبرنامج والمنهاج الحكومي لرئيس مجلس الوزر ...


المزيد.....




- معلومات تفصيلية عن منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط ...
- مسؤول بالمركزي الأوروبي: البيانات قد -تحسنت بشكل طفيف-
- مبيعات السيارات الصينية تسجل أفضل أداء شهري لها في أوروبا
- أرباح -أودي- تتضاعف بنحو 3 مرات بالربع الثالث من 2025
- 50 مليار دولار عائدات تركيا من السياحة في 9 أشهر
- حقائق غريبة عن جائزة الحذاء الذهبي الذي يتوج بها مبابي
- دول غربية تحث رعاياها على مغادرة مالي وسط أزمة أمنية واقتصاد ...
- انكماش نشاط المصانع الصينية للشهر السابع
- -أديبك- 2025 يجمع أكثر من 45 وزيرا و250 رئيسا تنفيذيا
- إنفيديا والحكومة الكورية في شراكة لتطوير الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - تركيا والطريق والتنمية والماء