عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 16:48
المحور:
كتابات ساخرة
قبل قليل..
كنتُ مدعوّاً مع "خبراء اقتصاديّين" من لبنان والمغرب والاردن ومصر وماليزيا وسنغافورة على غداء عملٍ في مطعمٍ في بغداد، لاستكمال "المداولات" حول موضوع رئيس هو"تنويع الاقتصاد العراقي".
العامِلون والعاملات في المطعم جميعهم كانوا من العاملين الأجانب.. من المدير اللبناني، إلى عامل النظافة البنغلاديشي.
نباتات الزينة.. كانت من دول شرق آسيا، ومن دول أمريكا اللاتينية.
الديكورات والأسقف الثانوية والأبواب.. كانت تركيّة.
المناضد والمفروشات والستائر والأطباق ومستلزمات الانارة.. كانت صينية.
عندما تمَ تقديم وجبة الغداء..
الرز.. كان فيتناميّاً.
مرفقات الرز من الزعفران و"الزرادشت" واللوز والفستق والجوز.. كانت إيرانية.
اللبن.. كان سعوديّاً.
الفواكه.. كانت لبنانيّة
اللحوم.. كانت متعددة الجنسيات (أسترالية، برازيلية، هندية).
حتّى السَمَك تمّ اصطياده من قبل الصيادين العراقيّينَ "المُغامِرين" في "المياه الاقليميّة" الكويتية!!
أخيراً..
الشاي.. كان سريلانكيّاً.
البُنّ.. كان "صناعة تعليب" أردنيّة.
قناني الماء.. كانت إماراتيّة.
"أنا"..
كنتُ "العراقيّ" الوحيد على المائدة.
في البداية شعرتُ بالغربة.. وعندما بدأ الحديث بين "الخبراء" عن "تنويع الاقتصاد العراقي"، أجهشتُ ببكاءٍ ثقيل، ثُمَ بدأتُ بالعويل من شدّة الوحشة.
انتهى غداء العمل "الباذخ" بفشل "مهني" ذريع، وبقرار (باتّ وغير قابل للنقض والاستئناف) باستبعادي عن المشاركة في المداولات القادمة، نتيجةً لـ "سوء السيرة والسلوك" الذي بدَرَ منّي.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟