أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - هذا ما يحدثُ في العراق عندما ينزِلُ البطارِكَةُ إلى الشارع














المزيد.....

هذا ما يحدثُ في العراق عندما ينزِلُ البطارِكَةُ إلى الشارع


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كُلُّ العراقيّينَ "آباء".
كُلّهم "بَطارِكَة ".
وكلّهم يريد أن يفرض "قواعدهُ" على أبناءه "الصِغار".
اقرأ كذا.. أكتب كذا.. لا تقل هذا.. لا تفعل هذا.. عش هكذا.. مُت هكذا .
حتّى العلاقةُ بالآلهة والأرباب والكواكب والمجرّات.. يحدّدُها "بطريركٌ" أحمق، يرفضُ أن يغادر دورهُ.. ولو بعد ألفي عام.
عراقٌ "بطريركيّ" بامتياز.. متغطرسٌ، دَعِيٌّ، ومُتَعالٍ، رغمَّ أنَّ "البطاركةَ المؤسّسون" قد دأبوا على الحاق هزائمهم الشنيعة بهِ منذُ قرون.
لا يوجد "بطريركٌ – ديك"، على امتداد هذا السهل الرسوبي العظيم، يَقبَلُ أن تبتعدَ فراخهُ عن البَيضَة، وتنظرَ إلى السماء، وتستكشفَ الحقلَ المجاور.
عراقٌ يجُرُّ فيه بطريركُ في الثلاثين، ابناً عاقّاً له في الستّين.. ويمرّغ أنفهُ بتُرابٍ لا كرامةَ فيه لأحَد.
العراقُ هو البلد الوحيد الذي تُنجِبُ فيه النساءُ "بطاركةً" جاهزينَ للفتكِ بكَ فور ولادتهم.. وبينما لايزال حبل المشيمة مُعلّقاً بسُرَّتِهِم، فأنهم ينظرون اليكَ بازدراء، وكأنّكَ مجرد لقيطٍ في مملكتهم العاهرة.
والبطريركيةُ العراقيّة.. تُضفي العصمة والألوهية والقَداسَة على كيانات من الوهم والقِش، وتقتلُ أحلامكَ، وترعى فيك الندم المُبكّر على كلِّ خطوةٍ، وكُلِّ كَلمَة وكُلِّ صَبوَةٍ، وكل كَبوَة.
البطريركيةُ السياسيّةُ العراقيّةُ.. لا تجعلكَ تسعى لشيءٍ غير رضا "الأبِ" عنك، ليعيشَ هو، وتموتُ أنت.. وأفضلُ "أداةٍ" تستخدمها البطريركيّةُ السياسيّةُ العراقيّةُ لتحقيق ذلك.. هي "الديموقراطية" بنسختها الانتخابيّة.
حتّى في "الانتخابات" عليكَ أن تنتَخِب "بطريركاً"، أو "تلتَحِق" ببطريرك، وتظهرَ إلى جانبهِ ضاحِكاً على نفسك، في "لافتةٍ" واحدة.
المُفارقة هي في وقوف "مُرَشّحٍ" شيخ، إلى جانبِ "بطريركٍ" ما زالَ "صبيّاً"، ولكنّهُ يرأسُ "القائمة"، وكلاهما يبتَسِم، في لافتةٍ انتخابيّةٍ واحدة.
لا يوجَد "مُرشّحون" شباب (بقيَم وقواعد سلوك وأنماط تصرُّف وادارة شبابيّة) في الانتخابات العراقيّة.
ما يوجد هو "أبناء صغار" لـ "بطاركة" كبار، سيُعيدونَ انتاجَ و"تفريخَ" القيم والسلوكيات وأنماط الحُكمِ والادارةِ "البطريركيّةِ" ذاتها.. وسيعملون بـ "إخلاصٍ" قلَّ نظيره على "ترميم" ما تداعى منها، أو علاهُ الصَدأ، وسيعملونَ ،ببسالةٍ وإصرارٍ وحماسة، على "تنظيف" تلكَ الوجوهِ الكالحةِ المُلطّخة بالسَخامِ والسَبَخ، لتكونَ "جديرةً" بالتسَلُطِّ على هذا العراق، لأطولِ مُدّةٍ مُمكنة.
هذا ما يحدث عندما لا يكونُ "البطاركة" في المقبرةِ أو في الكنيسة.
هذا ما يحدث عندما ينزلُ "البطاركةُ" إلى "الشارِع".
هذا ما يحدثُ عندما يهرَعُ الناسُ "العابِرونَ" على الأرصفةِ، و"البدوُ الرُحَّلُ" المُقيمونَ في مضاربِ المدينةِ، و"السُكّانُ الأصليّونَ" القابِعونَ في بيوتها الساكِتة..
من أجلِ "تجديدِ البَيعَةِ" لـ "قُدامى البطارِكة".. مَرَّةً تِلوَ أخرى.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاصيلُ الرئيسة للبرنامج والمنهاج الحكومي لرئيس مجلس الوزر ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنظام السياسي في العراق (3 ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2)
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2003-2 ...
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنسَق السياسي المُغلَق في ...
- الظاهرة الصوتيّة وظاهرة العقل والقوّة بين العرب وإسرائيل
- عن العوراتِ وسِترِ العوراتِ في الدُوَلِ العارية
- مباديءُ الاقتصاد السياسي للعُشّاقِ المُبتدِئين
- التقاعُد والمُتقاعِدون والرواتب التقاعدية في العراق: بيانات ...
- معارك شوارع و أحياء السعادة في العراق السعيد
- العراق 2025: مؤشرات وبيانات اقتصادية ومالية رئيسة
- شُمَّر بخير.. ولا يعوزها شيء
- حساباتُ الحقل وحساباتُ البيدَر في العراق
- اعتباراً مِنَ الغَدّ.. مِنَ الغَدّ
- الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق
- المُدونّات المذهبيّة للأحوال الشخصيّة ومُدوّنات النظام السيا ...
- دونَ انتظارٍ لشيء.. دونَ رسالةٍ في البريد
- إلى هذهِ اللحظة.. إلى هذهِ اللحظة
- كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟


المزيد.....




- مجلس الأمن يصوت لصالح الخطة الأمريكية بشأن غزة.. ماذا نعرف ع ...
- المفاوضات السورية الإسرائيلية وصلت إلى طريق مسدود.. تل أبيب ...
- وزير داخلية ألمانيا لـDW: حق اللجوء مكفول لكن يجب مكافحة سوء ...
- غزة مباشر.. اعتداءات بالقطاع والضفة ومجلس الأمن يقر مشروع ال ...
- خبير: انسحابات الجيش السوداني -تكتيكية- ولهذا يتمسك بالأُبيّ ...
- بعد جرائم الفاشر.. ما الذي أوصل السودان إلى هذه اللحظة؟
- نتنياهو يتوعد بمواجهة عنف المستوطنين في البلدات الفلسطينية
- مجلس الأمن يعتمد مشروع القرار الأميركي بشأن غزة
- أول تعليق من حماس على إقرار خطة ترامب بشأن غزة
- ترامب: سأكون -فخورا- بضرب منشآت المخدرات في دول مثل المكسيك ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - هذا ما يحدثُ في العراق عندما ينزِلُ البطارِكَةُ إلى الشارع