أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟














المزيد.....

كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 16:17
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يقرع "راي داليو" جرس الإنذار في كتابه الجديد، "كيف تُفلِسُ الأمم" *، بالتأكيد على أن ما يعيشهُ اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ليس هزة عابرة، بل هو المرحلة الأخيرة من "دورة اقتصادية" طالما أسقطت أممًا عظمى من قبل.. والأسوأ من ذلك، أن القادم قد يكون أشد قتامة.
تشخيص الأزمة: كيف تعمل آلة الديون العملاقة؟
يكشف تحليل "داليو" عن الآلية الخفية التي تدير هذا الانهيار:
- مع تضخم ديون الحكومة إلى مستويات فلكية، تضطر البنوك المركزية إلى طباعة المزيد من النقود لتغطية العجز.
- تؤجِّج هذه السياسة نيران التضخم، وتخلق حلقة جهنّمية مفرغة: فكلما تمَّ رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، أصبحت قروض الإسكان أكثر تكلفة على المواطنين، وفي الوقت ذاته، يتآكل الدولار وتتبخر معهُ المُدّخرات.
- إنها ليست مجرد قضية اقتصادية، بل وصفة مُجرّبَة للاضطرابات الاجتماعية والتغييرات السياسية الجذرية.
نذُر العاصفة: لماذا لم نرَ الأسوأ بعد؟
- تُظهر أبحاث "داليو" أن المرحلة الحالية هي مرحلة تتّسم بديون لا يمكن تحمّلها، وتدهور في مستويات المعيشة، وتبخُّر بطيء للطبقة الوسطى.
- علامات الإنذار واضحة كالشمس: تراجع صارخ في ملكية المنازل، وارتفاع جنوني في الإيجارات، وشعور متزايد باليأس يُخيّم على الأجيال الشابة.
- اللحظة الأكثر خطورة لم تأتِ بعد.. فعندما تصل الحكومة إلى مرحلةٍ تقترِضُ فيها المال لمجرد دفع فوائد ديونها المتراكمة، وعندما يتضاءل الطلب العالمي على شراء الديون، لن يتبقّى سوى خيار واحد:
تشغيل مطابع النقود بلا توقف، مما يفتح أبواب الجحيم على مصراعيها أمام تضخُّم مفرط وانهيار في قيمة العملة.
- هذا ليس سرًا، فالكثيرونَ يشعرون بذلك في تراجع القوة الشرائيّة لرواتبهم، وارتفاع فواتير البقالة، وعجزهم عن شراء منزل.. لكن نادرًا ما تتم مناقشة هذه المؤشّرات بصراحة من قبل المُمسِكينَ بالسُلطةِ الآن، ربما لأن الحلول تتطلب خيارات صعبة ومُحاسَبة على عقود من سوء الإدارة المالية.
ماذا عن الديون "الهائلة" في الاقتصاد العراقي؟
إذا كان "داليو" يتحدث في كتابه هذا عن اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية (وهو أكبر اقتصاد في العالم) فبإمكانكَ أن تتصوّر ما يمكن أن تفعلهُ الديون الضخمة في اقتصادات "ميكروسكوبيّة" كاقتصاد العراق، يعتمد بشكل شبه مطلق على "ريع" عائدات الصادرات النفطية.. وما هي النتائج الكارثية التي ستترتّب على ضخامة حجم الدين (وبالذات الداخلي منه)، على أغلب العراقيين، الذين يعيش 20% منهم دون خط الفقر الوطني(خطّ الدخل) ، و 10.8% منهم يعانون من الحرمان(على وفق دليل الفقر متعدد الأبعاد لعام 2024، الذي يشمل إضافة للدخل-مستوى المعيشة-مؤشرات أخرى منها على وجه الخصوص الحرمان في مجالات التعليم والصحة والسكن والأمن، والوصول إلى الخدمات الرقمية).
وممّا يأتي يمكنكَ تصوّر حجم الكارثة (التي تتغاضى الحكومات العراقية عن آثارها الكارثيّة) على الناس والاقتصاد):
- إنّ الدين الداخلي حاليا هو الأعلى في تاريخ المالية العامة في العراق.. إذ سجل الدين الداخلي للعراق ارتفاعا كبيرا خلال السنتين الماضيتين، حيث ارتفع من 70.575 ترليون دينار في نهاية عام 2023 الى 83 ترليون دينار في نهاية عام 2024 ثم ارتفع في نهاية النصف الأول من عام 2025 الى 92.2 ترليون دينار، منها 47% خصم حوالات لدى البنك المركزي العراقي.
- ارتفاع أعباء أقساط خدمة الدين الداخلي الذي بلغ 9.342 ترليون دينار عام 2024 ممّا يؤثر سلبياً على مستوى معيشة المواطنين، خاصّةً إذا ما صاحب ذلك نقص في السيولة المتاحة للحكومة، والتي ستدفعها حتماً إلى تخفيض الإنفاق الاجتماعي الضروري لتخفيض معدلات البطالة والفقر.
المصدر:
RAY DALIO, HOW COUNTRIES GO BROKE, THE BIG CYCLE, 2025



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمال ومصائر الأُمّة العراقيّة وآمال ومصائر غيرها من الأُمم
- ما حدثَ في لبنانِ يوماً.. وما قد يحدُثُ في العراق
- تقييم العراق ودول أخرى في تقرير الحرية العالمي 2025
- العراقُ الرهينة.. والعراقيّونَ الرهائن
- استعراضات وكرنفالات اللحظات الأخيرة في عمل الحكومات في العرا ...
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق -3-
- الدكتاتورية التنموية في العراق :الإمكانات والمُحدِّدات
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق -2-
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق
- العراقُ سيرك.. العراقُ لم يَعُد سينما
- التنانيرُ القِصار والجُبَبِ الطِوال في الاقتصاد العراقي
- انتخابات وترشيحات وعوائل سعيدة (1)
- كم هو رائعٌ أن يكونَ العراقُ هناك
- انتخابات وترشيحات وعوائل سعيدة
- في الچول.. في الچول.. دونَ نَجمة *
- التعليم العالي وتوزيع المناصب الأكاديميّة على أُسس طائفيّة ف ...
- تلكَ الرائحة.. هذهِ الرائحة
- اضرِب المربوط.. يخافُ السايِب
- انطباعات سورياليّة عن الثورةِ والثوّار في العالَمِ العربيّ
- إشكاليات احتساب وتسديد كلفة إطعام الموقوفين والنزلاء في سجون ...


المزيد.....




- أمين عام -إيكو- يتباحث مع نائب الخارجية الايرانية للشؤون الا ...
- أصول البنك المركزي: قروض الوزارات والمشاريع تمثل ثلث الموجود ...
- التوظيف الحكومي: مكاسب سياسية آنية وكلفة اقتصادية باهظة!
- أحمد الشرع: سوريا الجديدة تركز على الاستقرار الأمني والتنمية ...
- السياحة الأجنبية في إسرائيل تتهاوى وسط تداعيات الحرب والتصعي ...
- ثقة المستهلكين الألمان تتهاوى وسط انكماش غير متوقع
- طلب التصويت على الثقة في البرلمان... فرنسا أمام هاجس وصاية ص ...
- ايران والكويت بصدد تسهيل التبادل التجاري البري بينهما
- ما مستقبل البيتكوين -الذهب الرقمي- بعد 5 سنوات؟
- تركيا تستعد لإنهاء حظر البيع على المكشوف في البورصة


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟