عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 22:13
المحور:
الادب والفن
عندما كنتُ طفلاً..
كنتُ أتسكَّعُ كلَّ مساءٍ
على "سَطحِ" العالَمِ المُترَبِ النَديِّ
الذي اسمهُ "الكَرخَ"
وأتَعثّرُ بالقمرِ الذي غابَ
في وجهِ يتيمٍ مثلي
وبتلكَ الرائحةِ المُدهِشة.
وعندما يُخيّمُ الليلُ على روحي
وأتذَكَّرُ وجهَ أبي الذابلَ من عطَشِ الأيّام
وأخافُ كثيراً من أن يعودَ منَ النسيانِ
ويموتُ مرّةً أخرى
ويجعلني أبكي.. وأبكي..
كما لم أبكِ من قبل..
كنتُ أختارُ أبعَدَ نَجمَةٍ في السماءِ
وأذهبُ للنومِ فيها.
والآنَ كَبُرت.
كبُرتُ أكثرَ ممّا ينبغي بكثير.
كبرتُ لوحدي..
دونَ رائحةٍ لبيتٍ نَدِيّ
ودونَ قمرٍ لا يغيبُ
ودونَ كَرخٍ
ونَجمَة.
وعندما يُخَيُّمُ الليلُ على روحي
وأتذكّرُ وجَعَ الأيامِ
أستدعي وجهَ أبي، اليابسِ من الذهولِ
أبي الذي أصبحَ الآنَ أصغرَ منّي
فأضَعَهُ مثلُ طفلٍ في حُضني الباردَ
وأُغَنّي لهُ مثلُ أُمّي
أغنيةَ الغيابِ الطويلِ
لأبنٍ ضاعَ في" الچول"*
دونَ نَجمَة.
* "الچول" هو كنايةٌ عراقيّةٌ عن التيه. المتاهة. البريّة. الصحراء. الأرض الخراب.. أو أيّ مكانٍ يمكنُ أن يضيعَ فيهِ الشيءُ.. إلى الأبد.. إلى الأبد.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟