عن مصائر العراق وايران وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 8371 - 2025 / 6 / 12 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، وتقارير مدراءها بالذات، ليست "فنيّة" و"مُحايِدة" دائماً، بل تتمّ "صياغتها" أحياناً بحيث تكون مُلتَبِسة، وحمّالة أوجه، وبما يُتيح استخدامها "سياسيّاً" من قبل طرفٍ ما ضدّ طرفٍ آخر.
في كانون الأول/ ديسمبر 2002.. أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى أن العراقيين قالوا إنهم لا يقومون بـ "نشاطات مرتبطة بأسلحة الدمار الشامل".. ولكنه أكد أن على لجان التفتيش"التحقّق ميدانيا" من هذه المعلومات وأنهم "مازالوا بعيدين" عن التوصل إلى استنتاج من هذا النوع.
في كانون الثاني/ يناير 2003.. قال البرادعي، في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن (بعد مضي ستين يوما على استئناف عمليات التفتيش في العراق)، إن الوكالة "لم تعثر على أية أدلة" تفيد أن العراق استأنف برامج تطوير أسلحة نووية كان قد أوقفها في مطلع التسعينيات.
غير أنّهُ "شدّد" في الوقت ذاته على ضرورة "منح مزيد من الوقت" لمفتشي الوكالة حتى يستطيعوا التأكد "على وجه اليقين" مما إذا كان العراق "يمتلك أسلحة نووية"، أم لا.
وأضاف أن الوكالة تستطيع أن "تتأكد من هذه المسألة" في غضون أشهر، إذا ما كان هناك "تعاون عراقي فعّال" ومستمر معها، شريطة ألا تحدث ظروف استثنائية.
في نهاية المطاف لم يتم منح مزيد من الوقت لمفتشي الوكالة للتحقّق من ذلك.. وانتهى الأمر بتدمير العراق.
في 12 حزيران/يونيو/ 2025 قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال مؤتمر صحفي في فيينا إنه "لا يمكن الجزم" أن البرنامج النووي الإيراني هو"برنامج مدني" بسبب نقص المعلومات من الجانب الإيراني، وأكد تحديد الوكالة 3 مواقع كان بها تخصيب لليورانيوم في إيران.
وأعرب غروسي عن "تزايد المخاوف" المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، ذلك لأن تراكم اليورانيوم العالي التخصيب لدى طهران "يمثل قضية خطيرة"، مؤكدا إن "نقص المعلومات" يمنعها من "تأكيد طبيعة" البرنامج النووي الإيراني.
واستناداً لتقرير غروسي أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس(12-6-2025) قرارا يتهم إيران"بعدم الامتثال لالتزاماتها بالضمانات النووية"، وذلك لأوّل مرّة منذ 20 عاماً.
ليس من مصلحة العراق(حكومة وشعباً)، وعلى جميع الصُعُد، أن ينتهي المطاف بإيران كما انتهى المطاف بالعراق، نتيجةَ استخدام أو توظيف "تقارير" كهذه لأغراض سياسية.
أسباب ذلك كثيرة، ولا مجال لسردها هنا.
الرهان سيكون هنا على حكمة المفاوِض الايراني، الذي لا يحتاجُ إلى "نصائح" من أحد، لأنّ مصالح إيران (كدولةٍ وأُمّة) هي أثمنُ لديه من كُلّ نصائح "الآخرين".
وفي هذا السياق لا يجب أن ننسى أنّ هناك "عراقيّين" لفّقوا على العراق تقارير كاذبة بشأن امتلاكه أسلحة دمار شامل، بحجّةِ "تحريره" و "تحريرنا".. وعلى وفق ذلك "التحرير" أيضاً، تمّ تدمير ما تبقّى منّا، وما تبقّى من العراق.

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل