عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 09:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أعرفُ كُلّ شيء.. كُلّ شيء.. كُلّ شيء.
أعرفُ الكثيرَ، والكثيرَ جدّاً، من التفاصيل.
أعرفُ جميعَ الأسباب..
ولكن..
ماذا بوسعِ الموظفّين في اقليم كردستان أن يفعلوا، لكي يتمكّنوا من استلام رواتبهِم في الوقت المُحدّد لذلك، أسوةً ببقيّةِ الموظفّين"العراقيّين"؟
يتظاهَرونَ مثلاً؟
"يثورُونَ" مثلاً؟
وإذا فعلَوا ذلك.. يفعلَونَهُ ضدَّ من؟
ضدَّ حكومة المركز المسؤولةُ عن دفع رواتبهم كـ "عراقيّين"، أم ضِدَّ حكومة الإقليم المسؤولةِ عن دفع رواتبهم كـ "كردستانيّين"؟
وإذا فعلوا ذلك (على افتراض قدرتهِم على فعلِ ذلك).. ماذا سيحدثُ بعد ذلك؟
طبعاً.. لا شيء.
لن يتغيّرَ شيء.
حكومة المركز على خلاف (سياسي- مالي) مع حكومة الإقليم.
لماذا يدفع الموظّف في كردستان ثمناً فادحاً لهذا الخلاف؟
إنّ هذه "العقوبات" الاقتصادية، و "الضغوطات" السياسية لا يدفع ثمنها سوى الناس البسطاء – الطيّبين- العاديّين.
لقد اختَبَرنا ذلك سابقاً كعراقيّين "مُحاصَرين"، يوم كسَرَت "العقوبات" ظهورنا.. وكانوا "هُم" في الجنّةِ دائماً، وكُنّا دائماً في الجحيم.
قَطعُ الأعناق، ولا قَطعُ الأرزاق..
بغضِّ النظرِ عن كُلّ شيء..
بغضِّ النظرِ حتّى عن هويّةِ "القاطعين".
أليسَ كذلك؟
الخبزُ الآن.. أهمُّ من الديموقراطية، والانتخابات، والفيدراليّة، والكونفدراليّة.
الخبزُ الآن.. أهمُّ حتّى من "الحُريّة".
هذا ما أوصلتمونا إليه.
هذا ما أردتُم أن نَصِلَ إليه.
أليسَ كذلك؟
افعلوا شيئاً.. وبأسرعِ ما يُمكن.
لا تَستَخِفّوا بالعواقبِ الوخيمةِ والمريرةِ لذلكَ على الجميع.
افعلوا شيئاً.
على الأقلِّ لأسبابٍ "انسانيّة" غير سياسيّة أو ماليّة.
على الأقلّ لأنَّ "العيدَ" على الأبواب، وأنتُم "مُسلِمون".
أليسَ كذلك؟
بعض البيانات الخاصة بالرواتب في إقليم كردستان تجدونها في الرابط أدناه:
https://www.kurdistan24.net/ar/story/332512/%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86:-%D9%8A%D8%A8%D9%84%D8%BA-%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%B8%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-658-%D8%A3%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%8B
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟