عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 14:12
المحور:
الادب والفن
أُشاهدُ الآن فيلماً قديماً على (روتانا كلاسيك)
كلّ الممثِّلينَ فيهِ موتى .
حتّى الكومبارس.. حتّى سائق التاكسي..
حتّى طبّاخ القصر، والبوّابِ (النوبيّ)، والخادمات.
حتّى الأطفال الذين كانوا يمشون في الشارع، صُدفةً، أثناء التصوير،
ويلوّحونَ بأيديهم إلى الكاميرا..
كُلّهُم.. ماتوا.
نحنُ الآنَ..
نُمَثِّلُ فيلما شبيهاً بهذا الفيلم .
وفي اليومِ القادمِ
سنذهبُ إلى سينما (غرناطة (..
سينما (غرناطةَ) بالذات..
لنُشاهِدَ ماذا فعلوا بنا
وبها
بعد "المونتاج" الأخير .
ستأتي معنا الأكشاكُ و (البسطيّاتُ) و (البالاتُ)
والسكارى جدّاً
في الساعة العاشرةِ صباحاً
وكُلّ "بؤساء" هوجو
القادمينَ إلينا
من القرن التاسِع عشر
وكلّ الذاهلينَ المارّينَ من هُناك
كأنّهم ديكورٌ رثّ
للمشهدِ الأخيرِ
من تاريخِ بغدادَ
الذي لا يزيدُ عن فيلمٍ واحدٍ
في صالةٍ بائدة.
سنمشي معاً
في ذلكَ الشارعِ الضيّقِ
كطرائِدَ خائفةٍ من ظِلِّها
صُحبةَ خيباتنا
لمائةِ عامٍ
من الأُلفةِ الخاسرة.
سيقولُ لنا "المُخرِجُ"
ونحنُ نتزاحمُ عند الباب ..
ادخلوا.. ادخلوا..
دون مقابل ..
لا تَدفعوا شيئاً
للفُرجَةِ على أنفسكم
فالتكاليفُ مدفوعةٌ سلَفاً
و ليسَ هناكَ من سببٍ وجيه
لشراء التذاكر .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟