أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - نموذج عراقي لتسويةِ الخلاف بين مُحافِظ البنك المركزي ورئيس السلطة التنفيذية














المزيد.....

نموذج عراقي لتسويةِ الخلاف بين مُحافِظ البنك المركزي ورئيس السلطة التنفيذية


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 14:23
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يُذكّرني بواقعة الخلاف بين الرئيس الأسبق لمجلس الوزراء العراقي، وبين المحافظ الأسبق للبنك المركزي العراقي.
كان يفترض أن يكون الأمر مجرّد خلاف حول "الإدارة المالية والسياسة النقدية"، وهي "حالة عامّة" لخلاف "تقليدي" يمكن أن يحدث بين أيّ محافظ للبنك المركزي، وبين أيّ رئيس للسلطة التنفيذية.
الفَرق و"العِبرَة" بيننا، وبين دولة مؤسسات راسخة كالولايات المتّحدة الأمريكية (وفي دول أخرى كثيرة)، هي أنّ "الرئيس"، مهما كان مستوى "الطيش" الذي بلغه، أو مهما بلغَ مدى ايمانهِ بـ "الحماقات الاقتصادية" التي يرتكبها، أو مهما كانت مصادر قوّته السياسية (وهو هنا زعيم أكبر قوّة اقتصادية وعسكرية في العالم)، فإنّهُ لن يجرؤ على "إقالة" المحافظ إلاّ بعد إجراءات طويلة ومُعقّدة، قد تتسبّب بخسائر جسيمة للأسواق، وأضرار فادحة للاقتصاد، وقد تترتّب عليها أيضاً "سياسيّاً واجتماعيّاً "عواقب وخيمة (على البلدِ وعلى"رئيسه"معاً).
دونالد ترامب طالَبَ رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي مراراً بخفض أسعار الفائدة، ولآنّهُ لم يفعل ذلك فقد وصفهُ ترامب بـ"الأحمق"، وبأنّهُ "لا يمتَلِك أي فكرة عن الاقتصاد".
مع ذلك فإنّ دونالد ترامب لا يجرؤ على إقالة جيروم بأول، ولا على تعيين بديلٍ عنه، قبل انتهاء مُدّةِ رئاسة باول لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. وبهذا الصدد قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن البيت الأبيض يتوقع أن يبدأ الخريف المقبل في إجراء مقابلات مع المرشحين لخلافة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) الذي تنتهي ولايته في مايو/أيار 2026.
لدينا لا "يزعل" الرئيس على"المُحافِظ" اذا لم يخضع الأخير لرغباته(كما هو حاصلٌ الآن بين ترامب وباول)، بل يقوم الرئيس بـ "اجتثاث" المُحافِظ (لأنّهُ هو من يقوم بتنصيبهِ أصلاً، وبـ "الوكالة")، أو يُحيلهُ إلى القضاء لأنّهُ يرفضُ الإذعانَ لأوامرَ تنفيذيّة يعتقِد المحافِظ أنّها تُعَد مخالفةً صريحة للقانون النافدِ المُنَظّم لعمل البنك، ولممارسة صلاحيات المحافظ.. بينما "هناك"، في أمريكا "المُتوحِّشة" يرفض "المُحافِظ" حتّى مقابلة الرئيس، ويُصرِّح إنه "لم ولن يطلب مقابلة الرئيس.. لأنّ هذه سابقةٌ لم تحدث من قبل ولا أتخيّلُ نفسي أفعلها".
لماذا يا جيروم باول، ترفضُ مقابلة الرئيس؟ ألا يكفيك رفضكَ القاطِع لأوامر الرئيس بتخفيض سعر الفائدة؟
يُجيب باول: "لا يوجد سبب يدفعني لطلب لقاء الرئيس. لطالما كان الأمر على العكس من ذلك"، إذ غالباً ما يطلب الرئيس لقاء رئيس الفيدرالي.. المبادرة لا تأتي من الفيدرالي، ولكن من الرئيس".
وفعلاً قام ترامب بذلك، وتمّ اللقاء في البيت الأبيض(30-5-2025)، حيثُ أكّد البيت الأبيض و"البنك المركزي الأمريكي" أنهما التقيا بدعوة من ترامب، في تجديد لعلاقة متوترة شهدت توبيخ ترامب لباول مراراً بسبب عدم خفض تكاليف الاقتراض(من خلال خفض أسعار الفائدة)، وهو الإجراء الذي يرغب فيه الرئيس ترامب، بينما يرى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "أنه وزملاءهُ في "اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة" سيحددون السياسة النقدية، مثلما يقتضي القانون، لدعم الحد الأقصى من التوظيف واستقرار الأسعار، وسيتخذون تلك القرارات بناء على تحليل دقيق وموضوعي وغير سياسي فقط".
تخيّلوا ماذا كان سيحدث لـ "لمحافِظ" لدينا لو رفضَ مقابلة "الرئيس" دون دعوةٍ منه، وماذا كان سيحدثُ له بعد أوّلِ خلافٍ عميقٍ مع "السيّد الرئيس" حول أولويات السياسة النقديّة.
لدينا (وفي بلدان كثيرةٍ تشبهنا) يكونُ "الأمرُ" بسيطاً للغاية، ويكون "حَلُّ" الخلافِ أيضاً "ساذِجاً" للغاية.
لدينا.. يقومُ "السيّدُ الرئيس" بـ "إقالة" المحافظ وهو خارج العراق (يشارك –مثلاً- في اجتماع لمحافظي البنوك المركزية في بلدٍ ما برعاية صندوق النقد الدولي).. ولا يكتفي "السيّد الرئيس" بذلك، بل يقومُ بإصدارِ أمر اعتقالٍ بحقّه (وهو خارج العراق) ومن ثمّ اجبارهِ (تلقائيّا) على عدم العودة، و"نفيهِ" قسراً، والحكم عليه بعد ذلكَ بالسجن بتهم فساد عديدة، إلى أن يموتَ لاحِقاً في منفاه، بعد سنينَ عديدة من جهودٍ حثيثةٍ للدفاعِ عن نفسه وسمعةِ عائلته، وسيرتهِ العلمية والمهنيّة.
لذلك.. لا بنك مركزي "مُستَقِّل" لدينا، ولا مُحافِظ يتمتّع بالحصانة، ولا سياسة نقديّة فاعلة و كفوءة.
لدينا فقط.. "السيّد الرئيس".
وأخشى أن يتدخّل "السيّد الرئيس" (في سنة مالية انتخابيّة عويصة) ليُجبِرَ البنك المركزي على الرضوخ لطلب وزارة المالية الاقتراض من البنك المركزي بصورة "حوالات مخصومة" ، وقيدهِ "دَيناً" على الحكومة "الحاليّة"، و تحويله إلى"خازوق" للحكومة القادمة، بهدف تغطية الرواتب والأجور والتضخيم المنفلت للإنفاق الجاري.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكوماتُ المركز وفأسُ الرواتب في إقليم كردستان (2)
- حكوماتُ المركز وفأسُ الرواتب في إقليم كردستان
- حكوماتُ المركز وفأسُ الراتب في إقليم كردستان
- حقائق وأوهام السياسات الاقتصادية في العراق بصدد قيمة الدينار ...
- فيلمُ العراقِ العجيب في سينما غرناطة
- لماذا نحنُ نَنقُصُ والليالي تزيد
- الكهرباء غير الوطنيّة في الديموقراطيّة العراقيّة
- أسئلةٌ ساذِجةٌ جدّاً وحكوماتٌ ذكيّةٌ جدّاً
- بُكاءٌ قصيرُ الأجل في حَضرةِ العائلة
- بداياتُ النهايات غيرُ السعيدةِ في بقيّةِ أيّامي
- تفاصيلُ موتٍ سعيد.. مُحزِنٍ جدّاً
- القيامةُ قامت وانتهى الأمر
- القيامةُ قامت.. وانتهى الأمر
- جيفارا في كُلِّ بيت.. وجيفارا في كُلِّ شارع
- العراقُ والعراقيّونَ والنصيبُ واليانصيب
- توقعات النمو الاقتصادي في العراق والبلدان العربية 2025-2026
- عن 1 آيار و2 آيار
- لا قلبٌ يَضحَكُ ولا عينٌ تمشي
- كُلَّهُ كَذِبٌ في كَذِبٍ في كَذِب
- عندما كنتُ في الابتدائيّة


المزيد.....




- قيادات عمال مصر تتصدر نقاشات العمل اللائق في اقتصاد المنصات ...
- البنك المركزي يطمئن: لا شح في السيولة ولدينا احتياطي قوي
- عيد مرسال: اقتصاد الظل تحدى عالمي يواجه 2 مليار عامل.. ومؤتم ...
- الناتو: روسيا تسبقنا في الإنتاج الدفاعي
- لبنان: جولة مفاوضات مع صندوق النقد الدولي لوضع إطار مالي متو ...
- الاتحاد الأوروبي يجهز -إجراءات مضادة- في حال فشلت محادثات ال ...
- فلسطين: التدمير المالي والاقتصادي للشعب الفلسطيني، أي تنمية ...
- الجبل الذهبي.. معبد فوق تلّة صناعية في بانكوك
- ماذا تعني عودة التداول في بورصة دمشق لاقتصاد سوريا؟
- صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا ترتفع 10% في مايو


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - نموذج عراقي لتسويةِ الخلاف بين مُحافِظ البنك المركزي ورئيس السلطة التنفيذية