عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8365 - 2025 / 6 / 6 - 13:10
المحور:
الادب والفن
أنتَ تقولُ لهم .. كُلُّ عامٍ وأنتم بخير،
وهُم يقولونَ لك.. كُلُّ عامٍ وأنتَ بخير.
هُم يعرفونَ، وأنتَ تعرِف،
أنّ الأمورَ ليست بخيرٍ هذا العامَ
ولم تكُن بخيرٍ في العامِ الماضي
وأنّها قد لا تكونُ بخيرٍ في العامِ القادم.
ولأنّكَ خائِفٌ
فأنتَ ترى الأمور كذلك.
ترى النصفَ الفارغَ أبداً من الكأس .
ترى، مثلاً، أنّ حرباً ستحدُثُ،
ويدخلُ أبناءُ الجيرانِ، الذينَ "يُعايدونكَ" الانَ، إلى بيتكَ شاهِرينَ أسلحتهم،
ويقولونَ لكَ.. ما الذي تفعلهُ في هذا الحَيّ أيُّها الكافِر؟
أو أنّكَ تعتقِدُ أنّ درجة الحرارة قد تصلُ إلى السبعين مئوي في العيد القادم.. فيختفي العراقُ والعراقيّونَ جميعاً من خارطةِ الناسِ والعالَم.
أو أنّ جاسم "أبو المُوَلِّدة" سيُقرِّرُ مصيركَ البائس، وسيرفضُ تشغيلَ "المُوَلِّدة"، ويشتمُ "الدولة".
أو أنّ زوجتكَ قد تهجركَ،
ولن يكونَ هناك من يطبخُ لكَ الفاصوليا البيضاء التي تحبّها،
أو يغسلُ لك ملابسكَ العجيبة.
أو أنّ الأحفاد قد يدعونكَ لتدخينِ"الفَيبِ" معهم خِلسةً، وأنتم تلعبونَ"البوبجي" معاً إلى مطلَعِ الفجر.
وبسببِ هذهِ التوقعّاتِ القاتلة
فإنَّكَ في العامِ القادم، قد تكونُ ميِّتاً
وسيكونُ عبئاً ثقيلاَ على العائلة
أن تذهبَ إلى مقبرةٍ شاسعة
لكي تقرأَ على روحكَ "الفاتحة".
هذهِ، كُلُّها، ليست تفاصيلَ سعيدة
وليست أحداثَ خير.
ومع ذلكَ يا أصدقاء.. لنتفائَلَ الآنَ
ولنقُل أنّ هذا كُلّهُ لن يحدث لي، ولنَ يحدثَ لكم
ولنواصلَ معاً تبادُلَ التهاني
ونُقبّلُ بعضنا بعضاً ونحنُ نبتَسِم
وأنتُم تقولونَ لي.. كُلُّ عامٍ وأنتَ بخير
وانا أقولُ لكم.. كُلُّ عامٍ وأنتم بخير
كأنّ شيئاً لم يحدث.. ولن يحدث..
منذُ الانفجارِ العظيم
وإلى العيدِ القادم.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟