إشكاليات احتساب وتسديد كلفة إطعام الموقوفين والنزلاء في سجون العراق

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 13:33
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

على وفق بيانات "حساب الدولة" لغاية نيسان 2025 (المنشور على الموقع الرسمي لوزارة المالية)، نجد أن الحكومة قد أنفقت" فعلاً" مبلغاً قدره 83.814 مليار دينار لـ "إطعام الموقوفين والنزلاء" في السجون العراقية خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
لا توجد احصائيات دقيقة عن عدد "السجناء" في العراق، كما أنّ عدد "الموقوفين" قيد التحقيق يتغيّر باستمرار.. مع ذلك، وعلى وفق لجنة حقوق الانسان النيابية(بالاستناد إلى احصائيات وزارة العدل)، فإنّ عدد السجناء في العراق يتراوح ما بين 60-65 ألف سجين، غير "الموقوفين" قيد التحقيق في مراكز الشرطة(بيانات 2024)..أمّا "المركز الدولي لدراسات السجون" فيُقدّر عدد السجناء في العراق بـأكثر من 73 ألف سجين، أي ما يعادل 179 سجيناً لكل 100 ألف مواطن(بيانات 2024 أيضاً).
وبافتراض أن عدد "النزلاء والموقوفين" للأشهر الأربعة الأولى من عام 2025 هو في حدود 60 ألف "سجين" فقط، وأنّ الانفاق على اطعامهم سيكونُ بذات الوتيرة للأشهر الثمانية القادمة، فإنّ هذا يعني أنَّ:
- كلفة الإطعام السنويّة للموقوفين والنزلاء = 251.442 مليار دينار سنويّاً.
- كلفة الإطعام الشهرية للموقوفين والنزلاء = 21 مليار دينار شهريّاً.
- كلفة الإطعام اليومية لكل موقوف ونزيل = 11.700 ألف دينار يوميّاً.
هذه الكُلَف كبيرة، وليست ذات مردود(اقتصادي- اجتماعي) يُبرّر انفاقها بهذا الحجم.
ماذا يأكل هؤلاء "الموقوفين والنزلاء" حقّاً؟
وبواقع 4 آلاف دينار تقريباً لكل وجبة(اذا تمّ تقديم ثلاث وجبات يوميّاً)، فما هي هذه "الوجبة" التي تستحّق انفاق هذا المبلغ عليها، وتقديمها للسجين؟
ومن "حكايات" السجون في العراق نعرف أنّ الكثير من "السجناء" يُنفِقونَ على طعامهم أصلاً من مالهم الخاصّ، ولا يتناولونَ "وجباتَ" كهذه.. فاستناداً لأيّ "معيار" يتم تحديد عدد وكلفة هذه "الوجبات"؟
أرى(بكلّ تواضع) بأنّ "تسوية" أوضاع هؤلاء "النزلاء والموقوفين"(من خلال شمول "الكثيرين" منهم بأحكام قانون العفو العام رقم 2 لسنة 2025 من جهة، ورفع كفاءة التحقيق في مراكز الشرطة من جهة أخرى) يمكن أن يعمل على تخفيض الانفاق على "أبواب" كهذه، وتحويلها إلى "أبواب" إنفاقٍ أخرى، نعرفُ جميعاً بأنّ الحاجةَ ماسّةً ومُلِحّةً لها الآن.

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل