أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مفارقات ومُقاربات واشتراطات الحرب والسلام في العراق الراهن














المزيد.....

مفارقات ومُقاربات واشتراطات الحرب والسلام في العراق الراهن


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 14:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدّد سكان العراق الآن هو 46 مليون نسمة .
كثيرونَ منهم يعملون 10 ساعاتٍ يوميّاً (على الأقل)، من أجل العيش بكرامة.. يوماً بعد يوم، وأحياناً.. وجبةً بعد وجبَة.
يسكنُ معظمهم بيوتاً بالإيجار.. وتُداهمُ الكثيرَ منهم الحَسرةُ تِلوَ الحَسرة، وهُم يُسَدّدونَ التزاماتهم الشخصيّةَ آخر الشهر.. للمؤجِّرِ، والبقالِ، وصاحبِ "المُوَلِدّة".
الكثيرُ منهم لا يمتلكون شبراً من أرض بلدهم، ولا ديناراً في البيتِ، ولا فلساً في البنكِ، ولا "بسطيّةً" على حافّةِ الرصيفِ "الوطنيّ".. الضيّقِ جدّاً.
بعضهم يخرج ليلتقطَ رزقهُ فجراً.. وقد لا يعودُ مساءً.. لأنّ أسبابَ الغيابِ كثيرة .
بعضهم يعودُ الى بيتهِ مساءً، وهو لا يحمِلُ غير"علاّكَةِ" البصلِ و"البتيتة" و"الطماطة".. يستعرضها أمامَ عيونِ أطفالهِ الطافحةِ بالحرمانِ طويلِ الأجل، وعيونَ أمّهم المُطفأةِ بخذلانِ الأجلِ القصير، وبعدها يدخلُ إلى غرفتهِ وحيداً.. ليبكي.
بعضهم شبابٌ يافِعون، "ينزَحونَ" من "مُحافظاتٍ" بعيدةٍ يأكُلها الفقرُ والقهر، وفي بغدادَ "يجرّونَ" عرباتَ الهمِّ ليعيشوا حدَّ الكفافِ، مثل أحصنةٍ عتيقة.
إلى أين يذهبُ كُلّ هؤلاء، فيما لو قرّرَ بضعةُ أفرادٍ يعانون من تُخمَةِ النِعمةِ المُحدَثة، وسبقَ لهم وإن جاءوا من العدم، وأصبحوا أباطرةً وملوكاً وسلاطينَ و"فراعنة"، ومنهم من اكتفوا بأن يكونوا "صبيانِ مافيا" للعرّابينَ و "سراكيلَ" غاشمين لـ "المُلاّكِ الغائبينَ"، وجميعهم لديهم قَدَمٌ "هنا" ليسرقوا، وعشرةُ أقدامٍ "هُناكَ" ليتمتّعوا بما سرقوه.. تُرى ماذا سيحصلُ لو قرّرَ "هؤلاءِ" أنّ العراقَ لم يَعُد يعني شيئاً.. بالنسبةِ لهُم طبعاً؟
الأملُ في "السلامِ" المُمكِنِ الوحيدِ للعراق الآن، هو في الرهانِ على أنّ هؤلاءَ "الطفيليّونَ- المُتَطَفِّلونَ" قد أفسدهم تماماً رفاهُ "الريعِ" العراقيّ الاسطوريِّ، والثراءُ "القارونيّ"، وأساطيلُ القصورِ والسياراتِ والغلمانِ والجواري، وأسكَرتهم "لذَةَ" ممارسة النفوذِ والسلطةِ والقوّة، فلم يعُد بوسعهم ممارسةُ "جهادٍ" وجوديّ لا يقوى عليهِ سوى الزاهدينَ "الفعليّينَ" والفقراءِ "الحقيقيّينَ" في بعضِ مُدُنِ اليمنِ ولبنانِ.. و في الديوانيّةِ والناصريةِ والعمارةِ والسماوةِ (بالذات)، من بينِ كُلِّ مدنِ العراقِ الأخرى.
سلامُ العراق الممكن الوحيد الآن، هو أن يتمَسّكَ هؤلاءِ "المحظوظونَ" بـ "أنماطِ" عيشهم التي اعتادوا عليها(وبالذات خلال السنواتِ العشرِ الأخيرة)، وأن "يخافوا" من فقدانِ "مفاعيلها"، وأن يرفضوا "القتالَ" بالنيابةِ من أجلِ "إدامةِ" مكاسبها وامتيازاتها التي لا تُصدَّق (لأطولِ مُدّةٍ مُمكنة).. وأن ينعمَ "العراقيّونَ" (نتيجةً لهذا "السلوكِ الانتهازيّ" الصريح) بالحدّ الأدنى من أمنهم البشريِّ، وأن يكونَ "سلامهم" الخاصّ رهينةً لهذا السببِ بالذات، ولهذا السببِ وحده، وليسَ لأيّ سببٍ آخر.
و.. يا لَها من "مُقارباتٍ" صعبةٍ للحياةِ والعملِ والأمنِ والعيشِ في العراقِ الراهن.
و يا لها من "مفارقاتٍ" و"اشتراطاتٍ" عجيبةٍ للعيشِ بسلامٍ على هذه "الرُقعةِ" الضيّقةِ من هذا الكونِ "المُسَطَّحِ" الواسعِ الفسيح، لعلَّ وعسى أن نجدَ موطىءَ قدمٍ لنا فيها.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائِعُ الموتِ العجيبةِ جدّاً.. في هذهِ الحربِ غيرِ العجيبة
- هذهِ الحربُ عجيبةٌ جدّاً
- عصفورٌ وحيد فوق غصنِ الأيّام
- انطباعات وتداعيات شخصية عن الحرب الإسرائيلية – الإيرانية
- عن مصائر العراق وايران وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
- العطشُ الذي نستحِقّ
- الحُزنُ عائلتي السعيدة.. الحُزنُ أهلي الطيّبون
- كُلُّ عامٍ وأنتُم بخير
- الحُزنُ أهلي في كُلِّ حين
- من شِدَّةِ الوحشةِ.. من فَرطِ الخُذلان
- نموذج عراقي لتسويةِ الخلاف بين مُحافِظ البنك المركزي ورئيس ا ...
- حكوماتُ المركز وفأسُ الرواتب في إقليم كردستان (2)
- حكوماتُ المركز وفأسُ الرواتب في إقليم كردستان
- حكوماتُ المركز وفأسُ الراتب في إقليم كردستان
- حقائق وأوهام السياسات الاقتصادية في العراق بصدد قيمة الدينار ...
- فيلمُ العراقِ العجيب في سينما غرناطة
- لماذا نحنُ نَنقُصُ والليالي تزيد
- الكهرباء غير الوطنيّة في الديموقراطيّة العراقيّة
- أسئلةٌ ساذِجةٌ جدّاً وحكوماتٌ ذكيّةٌ جدّاً
- بُكاءٌ قصيرُ الأجل في حَضرةِ العائلة


المزيد.....




- مباشر: ضربات إسرائيلية تستهدف طهران وغرب إيران
- مطرقة منتصف الليل: الضربة الأمريكية لحظة بلحظة
- لماذا اضطرت إيران إلى استخدام صاروخ خيبر ضد إسرائيل لأول مرة ...
- خبير: -إيران تُخفي النووي المخصب على الأرجح في منشآت تحت الج ...
- هل نتانياهو الفائز الأكبر من الضربة الأمريكية لإيران؟
- تضارب في تصريحات ترامب قبل الضربة لإيران وبعدها
- أبرز ردود الفعل الإيرانية بعد القصف الأميركي للمنشآت النووية ...
- أول تصريح لترامب عن إمكانية -تغيير- النظام الإيراني بعد الضر ...
- مقتل وإصابة 72 شخصاً بتفجير انتحاري بكنيسة في دمشق والداخلية ...
- مقتل 20 في تفجير انتحاري بكنيسة في دمشق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - مفارقات ومُقاربات واشتراطات الحرب والسلام في العراق الراهن