عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 18:19
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في تاريخ النظريات الاقتصادية، هناك "نظرية" تُدعى " Hemline Index"، أو"مؤشِّر هيملن"، تنُصّ على أنّهُ "كُلّما أزدَهَر الاقتصاد، قلّ طول تنانير النساء.. وكُلّما انكمَشَ الاقتصاد طالَت تنانيرهنّ".
تم التطرق لهذا الموضوع للمرة الاولى من قبل اقتصادي يدعى جون تايلر في العام 1926، من خلال نظرية "حواشي"، أو "ذيول" التنورة "Hems" .
و يمكن النظر إلى هذا الموضوع باعتباره جزءاً من "علم الاقتصاد السلوكي"، كما يسمى اليوم .
ولاحظ جون تايلر، وآخرون، انه باندلاع الأزمة المالية (في إطار أزمة "الكساد العظيم" 1933- 1929 ) زادت التنّورات طولاً، مما يعني أنّها ربما تتناسب في طولها، عكسيّاً، مع أسعار الموجودات المالية.. فكلما أنخفضَ الرقم القياسي لأسعار الموجودات المالية (على غرار ما حصل في عام 1929)، كُلّما زادت التنّوراتُ طولاً.
وفي ستينيات القرن الماضي، وإبان ازدهار الاسواق المالية، ظهرت تنورة "الميني جوب".. وهكذا .
وفي 19 تشرين الاول 2008 قامت صحيفة "ذي انترنشنال هيرالد تربيون" بإثارة الموضوع من جديد .
كما صدرت دراسة حديثة بهذا الشأن، تحاكي الازمة المالية للعام 2008.
تنطبق هذه النظرية على العراق أيضاً.
ففي السبعينيات من القرن الماضي كانت تنانير النساء قصيرةٌ جدّاً، لأنّ الوضع الاقتصادي كانَ جيّداً جدّاً.. ومع تدهور الوضع الاقتصادي في الثمانينيات، طالت تنانير النساء شيئاً فشيئاً.. وفي التسعينيات (وحصارها الاقتصادي الثقيل) أصبحت التنورّةُ "جُبّة"، وانتشرت معها ظاهرة "الحِجاب".
لم يخرِق العراق هذه "النظرية" إلاّ بعد العام 2003 ..
فمع غياب أيّ "توصيف" للنظام الاقتصادي"الهجين" في العراق، اختلطت التنانيرُ القصيرةُ بالطويلة، والعباءاتُ بـ "الجُبب"، وفارعاتُ (أو "مفرَّعاتُ، أو "هادّاتُ") الشَعرِ، بـلابساتِ "الحجاب الثلاثيّ".. وحيثُ لم يَعُد سعرُ النفطِ (صعوداً أو هبوطا) يرتَبِط بأيّةِ علاقةٍ منطقيّة، لا بـ "طول التنانير" أو قصرها، ولا بالانتعاش، أو الركود الاقتصادي.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟