أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق














المزيد.....

الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم كُلّ هذا الذي حدثَ ويحدث..
يواصِلُ "أوغادُ" السُلطةِ والمالِ السائبِ "تمزيقَ" هذا العراق؟
نحنُ "كبارُ السِنِّ"، القادمونَ من حُقَبٍ نافقة.
نحنُ المُتعلّمينَ، أنصافُ المثقفّينَ، الذين صَمَتنا، أو تواطأنا، أو لم نُحسِن التعاملَ مع عقودٍ من العيشِ، مضَت دونَ معنى، أو ماتَ الكثيرُ منّا مثلما تموتُ الكائناتُ الرخيصةِ السِعرِ، أو تمّ قتلُ بعضنا دون جدوى.
"نحنُ".. الذينَ قامَ آباءنا بدفعِ "ديّتنا" للجلاّدينَ "السابَقينَ" في حينه.. ومازالَ أبنائنا يدفعونَ "الدِيّةَ" أو "الجِزيَةَ"، أو كلاهما، إلى الجَلاّدينَ "اللاحقينَ" إلى الآن.
"نحنُ"، وليسَ غيرنا، من أوصَلنا أنفسنا، وأوصَلناكُم إلى هنا، وإلى هذا الذي يحدثُ الآن.. فلا تكونوا مثلنا.
لا تتفرّجوا، وتُصفِّقوا، و ترقصوا "الدبكةَ"" مع "الدابِجينَ"، ثُمّ تنقَضّوا على "الهبيطِ" المسروقِ كامِلَ الدَسَم، لتنهشونهُ مع "الشَرِهينَ" الجياعَ لألفِ عامٍ خَلَت من الخبز والسنابلِ والبقراتِ السِمان.. ومن بعدها تذهبوا، لتنتَخِبوا كـ "الأقنانِ"، و بقناعةٍ تامّة، "لؤماء" هذه "الموائدِ" العامرةِ بـ "الحَرام".
هؤلاء "الزعماءَ - اللصوص" يتناسلونَ الآن مثل مخلوقاتٍ وحيدةِ الخليّة، ويحمِلون "جيناتَ من سبقوهم، ويورثونها لسلالاتهم المُمتَدّة في بطونِ قبائلنا الراهنة.
هؤلاء".. الذين يتبخترون بينكم الآن، بخيلِهم و"مواكبهم" و"جواريهم" و "وِلدانِهم".. هؤلاءِ ليسوا أكثرَ من "امّعاتٍ – تابِعينَ"، كانوا يحلمونَ في يومٍ ما، لو كانوا فقط "سراكيلاً" دونَ أجرٍ، لدى"المُلاّكِ الغائبينَ"، السابقينَ واللاحِقين.
لا تكونوا مثلنا (أو لغرضِ الرأفةِ ببضعةِ أسماءٍ من جيلنا)، لا تكونوا، كما كانَ مُعظَمنا (نحنُ الواهِمونَ الكبار)، فتأكلونَ من موائدهم السفيهةِ (ولو مُجاملةً) كما أكَلنا، وتُجامِلونَ(لهذا السبب أو ذاك) كما جامَلْنا، أو تسكتونَ على الضَيمِ كما سَكَتْنا.. وكونوا أنتم (ولا شيءَ غير أنتُم)، وسُدّوا أفواهكم عن رغيفهم.. لأنّكُم (خلاف ذلك) "لن يكونَ لكَم رأيُّ إلى أن يكونَ لكَم رغيفكُم الخاص، وما دونَ ذلك، فهوَ مُجَرّدُ صدىً لرأي الذينَ أطعموكم" (كما قالَ "غرامشي" ذاتَ يوم).
احملوا فؤوسكم، ومكانسكم، و فِرَش الرسمِ واقلامَ التلوينِ، وقودوا الجرّافات.. واكنسوا، واكشطوا، وأحفروا عميقاَ لاجتثاثِ السَخامِ والسَبَخ.. وارسموا خرائطَ اليومِ التالي، و تفاصيلَ النهارِ القادمِ، وبهاءَ الضوء الذي لا يخبو ولن يموت، حتّى ولو كانَ في قعرِ نجمَةٍ ميتّةٍ في بطون المجرّات.
كُلّنا سنموت.
لا تنسوا ذلكَ أبداً.
ولأن العراقيّينَ "فقراء".. بكُلّ ما تنطوي عليه مُفردةُ "الفُقرِ" من معانٍ وأبعاد..
فلا تسمحوا لمواليدِ الغَفلَةِ والصُدَفِ العاهرةِ هؤلاء بمحوكم.. لا لشيء، وإنّما فقط، لأنّكُم "عراقيّونَ –فقراء".
‏ فـ "الفقراءُ" لا يموتونَ موتهم العاديّ (بسببٍ أو دونَ سبب)، بل يتمُّ محوَهُم.. كأنّهُم خطأٌ مطبعيٌّ في التاريخ".. كما قالَ (سيزار باييخو) ذاتَ يوم.
لا تَدَعوا هؤلاءِ "السِمان" و"القِصار" و"المعتوهين" و"الخَرِفين".. لا تَدَعوهُم "ينكحونكم" مجازاً أو فعلاً، وبالجُملةِ والمُفرد، ودونَ مُقابِل، بينما أنتم "تستَحونَ" من أن تصرُخوا، لكي لا يسمعكم الآخرون.. خوفاً من العارِ الشخصيّ، والعارِ العائليّ، والعارِ الخاص.
- فـ "بالمال يستطيعُ الانسانُ أن ينكَحَ العالم".. كما قال(محمد شكري) في "خُبزهِ الحافي" ذاتَ يوم.
اصرُخوا ليسمعكم العالَم.
فأنتُم لستُم عاراً.
من يفعلُ هذا بكم.. هو العار.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُدونّات المذهبيّة للأحوال الشخصيّة ومُدوّنات النظام السيا ...
- دونَ انتظارٍ لشيء.. دونَ رسالةٍ في البريد
- إلى هذهِ اللحظة.. إلى هذهِ اللحظة
- كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟
- آمال ومصائر الأُمّة العراقيّة وآمال ومصائر غيرها من الأُمم
- ما حدثَ في لبنانِ يوماً.. وما قد يحدُثُ في العراق
- تقييم العراق ودول أخرى في تقرير الحرية العالمي 2025
- العراقُ الرهينة.. والعراقيّونَ الرهائن
- استعراضات وكرنفالات اللحظات الأخيرة في عمل الحكومات في العرا ...
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق -3-
- الدكتاتورية التنموية في العراق :الإمكانات والمُحدِّدات
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق -2-
- مُشتَرَكات ومسارات الأنظمة السابِقة واللاحِقة في العراق
- العراقُ سيرك.. العراقُ لم يَعُد سينما
- التنانيرُ القِصار والجُبَبِ الطِوال في الاقتصاد العراقي
- انتخابات وترشيحات وعوائل سعيدة (1)
- كم هو رائعٌ أن يكونَ العراقُ هناك
- انتخابات وترشيحات وعوائل سعيدة
- في الچول.. في الچول.. دونَ نَجمة *
- التعليم العالي وتوزيع المناصب الأكاديميّة على أُسس طائفيّة ف ...


المزيد.....




- مطاردة مجنونة تنتهي بانفصال المحور الخلفي لسيارة مسروقة على ...
- قرية سودانية تُمحى من الوجود جراء إنزلاق أرضي وناج واحد فقط ...
- قطار كيم جونغ أون يصل إلى الصين.. ما مميزات قطاره المدرع؟
- تفاصيل تصنيف ما يحدث في غزة كـ -إبادة جماعية-… كيف؟
- حسين الشيخ يلتقي محمد بن سلمان في الرياض.. هل بدأ العد التنا ...
- رحلة البحث عن الماء في القرى الأفريقية تبقى مشقة وعبئًا مدى ...
- بطائرات مسيّرة وصواريخ مجنحة.. الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات ...
- ثغرات في نظام رفع أعلام السفن.. تقرير يحذّر من التفاف روسيا ...
- جمال كريمي بنشقرون عضو المكتب السياسي للحزب : ليوم مغاربة ال ...
- عشرات الشهداء في القطاع وحديث عن تأهب إسرائيلي لاحتلال مدينة ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق