عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 21:29
المحور:
سيرة ذاتية
عن نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية..
أشتهي الآن..
ماعون "لوبيا" مسلوقة، و"طماطاية" و رأسِ بصَل، و"خُبزةَ تنّور" صغيرة بدرهم واحد، يوم كّنا ننتمي إلى "بروليتاريا" قطاع "البناء والتشييد"، مُقابِل أربعمائة فلسٍ في اليوم.
لفّةَ "فلافل" من "أبو سمير".. في شارع سينما الخيّام.. و"الطُرشي" مجّانّاً، بأربعينَ فلساً فقط.
فيلمٌ "هِنديٌّ" بالأبيض والأسود في سينما "الوطني".. وهو ليس فيلماً واحداً، بل مجموعة أفلام لا رابطَ بينها، تُشاهدها، وكأنّكَ نصفُ مخبول، طيلةَ جُمعةٍ كاملة.
حسناء النهار "كاترين دونوف"، في سينما غرناطة..عندما أصبحنا "برجوازيينَ" فجأةً، وصار بوسعنا "الدَفع".
"بُطُل" بيرة "فريدة"، باردٌ جداً، في بار"برادايس" سابقاً.. "الجُنَينَة" لاحقاً (بعد قرار تعريب الأسماء الصادر عن مجلس قيادة الثورة).
خَسٌّ، وفِجلٌ أبيضٌ، وبَصَلٌ أخضَرٌ، و "رارنج"، و"كاسة روبة"، ورغيف خبزٍ باردٍ.. في حقول "أبو دَلَف" و"محمد العزران"، على شواطيءِ العطيفيةِ الثانية.
طاسَة "طُرشي حنانش" الشهير، فرع الجعيفر.. قبل أن يتحوّلَ إلى فَرعٍ للحزب.
سمَكَة، بحجم اليد، يصطادها "عمّي حميد"، بعد شهرينِ من الصبر، ويشويها لنا، كأنّها نسخةٌ عراقيّةٌ من "الشيخِ والبحر".. فنفرَحُ بها.. كأنّها "نوبل ".
أشتهي الآن..
فريد الأطرش يُغنّي "مُش كِفايَة".
أربعة "شياش" كباب، من "عَرَبانَةٍ" في الباب الشرقيّ، بعد مُنتَصَفِ الليلِ بكثير.. على تخومِ الصباحِ التالي.. تفوحُ منها رائحة "اللِيّة".
أشتهي الآن..
أن تصومَ الناسُ، وتُصَلّي حقّاً، بينما شارع "أبو نؤاس" مُكتَظٌّ بروّادِهِ.. إلى مَطْلَعِ الفَجر.
أتوقُ الآن إلى سَماعِ سيّدنا الحمزة "في فلم "الرسالة" وهو يقول.. "رُدَّها إن إستَطَعت".. للمرّةِ الألف.
أشتهي الآن ..
أن أراكِ.. كما كُنتِ قبلَ أربعينَ عاماً..
و أبكي.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟