أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان














المزيد.....

العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك دعوات "شعبيّة- جماهيريّة" تُطرَح بـ "نيّة صادقة" ونبيلة للمطالبة بمقاطعة المنتجات التركية، أو لمُقايضَة التبادل التجاري الكبير مع تركيا بالحصول على "حُصّة" مائيّة مُنتَظَمة منها، وللعمل والتعامل مع "الدول الأخرى" انطلاقاً من قاعدة "المصالِح مقابل المصالِح".
هذه الدعوات صحيحة ومنطقية و واقعية، اذا كانت تقوم على وجود "مصالح سيادية- وطنية- عُليا" غير قابلة المساومة تحتَ أيّ ظرفٍ كان، يؤمنُ بها ويقوم بصيانتها وحمايتها من بيدهم زمام السلطة والحُكم في العراق.
غيرَ أنّ الأمر.. ليسَ كذلك.
التجارة مع تركيا (كما مع غيرها) تعودٌ بفوائد ومكاسب ضخمة على "بعض" من بيدهم زمام السلطة والحكم في العراق.
التبادل التجاري مع تركيا(وغيرها) يدرُّ عشرات المليارات من الدولارات على "شبكات" تخادُم ومافيات وصبيان مافيا "صِغار" و"عرّابون" كبار.
لا يرغب "هؤلاء"، ولن يعمل "هؤلاء"على الإضرارِ بمصالحهم (بهذه السذاجة الشعبوية) من خلال استخدام "مقايضات" كهذه.. أي مُقايضات "حاسِمة" وجادّة بين المصالِح الاقتصادية والتبادلات التجارية لبلدانهم، واستخدام هذه المقايضات، أو التلويح بها، لتصحيح مسار العلاقات السياسية، والمصالح الاقتصادية، والتبادلات التجارية مع أيّة دولة أخرى(على أسسٍ ومعايير رصينة من التكافؤ والنديّة) بحيث يعود ذلك بالنفعِ (أو الضَرر) على "طَرَفيّ العلاقة" في نهاية المطاف.
هؤلاء "المُنتَفِعون" من أنماط التبادل التجاري هذه، لن "يُقلّلوا" من حجم التبادل التجاري مع دولةٍ ما، ولن يُقاطِعوا سِلعها، إلاّ بعد أن يَضمنوا استدامة مكاسبهم من خلال زيادة التبادل التجاري مع دولة أخرى"بديلة".. وبهدف التعويض فقط.. أي "تعويض" مكاسبهم التي تضرّرت من "المُقاطعة" و "التقنين" من جهة، وتعويض السوق عن تراجُع المعروض السلعي "المؤقّت" من جهةٍ أخرى.
عندما تتمكّن "الدولة" في العراق من أن تكون دولة "قويّة" وراسِخة وتحظى بثقة مواطنيها قبل أن تحظى بثقةِ واحترام الدول الأخرى، وعندما تكون قادرة على بناء وتأسيس وصيانة وحصانة "مصالِح وطنيّة- سياديّة- عُليا" غير قابلة للمساومة تحتَ أيِّ ظرفٍ و"حُجّة".. عند ذلك فقط لن تكونَ حمايةَ مصالح العراق المُختَلِفة(وفي جميع المجالات) مُشكلةً عويصةً لهذه الدرجة، ولا شائكةً أو مُعقّدة إلى هذا الحدّ.
إمّا إذا كان هؤلاء "اللصوص- المُنتَفِعون- المُتخادِمون- الزبائنيّون- المافيويّون" هُم "الدولة".. فلا جدوى أبداً من "النوايا الطيبة" لدُعاة "المُقاطَعة"، ولا لـ "الاحتجاج" على أبواب السفارات، ولا للمطالبة بخفض حجم التبادل التجاري، ولا لإيقافِ "الاحتلالات" و"سَحبِ القوّات"، ولا لشَجبِ قَطعِ مياه "الزاب" و"الوندِ" و"كارونَ" عن "أرض السواد"، ولا للنُواحِ على "تجفيفِ" دجلةَ والفرات.
أيها العراقيّونَ الطيّبونَ –المظلومونَ- الثوريّونَ- الأعزّاء.
لا تَضَعوا "العربة"..دائماً.. أمامَ "الحِصان".
سيكونُ "الحِصانُ" سعيداً جدّاً بذلك.. بينما "العرَبة" لن تقطعَ متراً واحداً في هذا العالَم الذي يتغيّر و"يتطوّر" بوتائرَ أسرع من الصوت.
هذا طبعاً على افتراض أنّ لديكم "عربة".. وإنّ لديكم "حِصان".



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أينَ سيأخُذُ هؤلاء هذا العراق؟
- حقائقُ الاقتصادِ موجِعةٌ جدّاً
- تركيا والطريق والتنمية والماء
- يا دِجلةَ الخَير.. يا أُمَّ البساتينِ
- نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية
- رئاسة الجمهورية في العراق: الصلاحيات، الواجبات، النفقات
- غداء عمل غير عراقي لتنويع الاقتصاد العراقي
- علم الاقتصاد المُستباح في الفضائيات العراقيّة
- عندما تنتهي الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- عندما تبدأُ الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- بيتُ جبرا.. قبرُ جبرا
- البنك المركزي العراقي بين مُتطَلَبّات التبعيّة وضرورات الاست ...
- النساءُ الحزينات كدمعةٍ ناشفة
- مُحاكمة اقتصادية للتهوُّر الاقتصادي في العراق
- وقائعُ تاريخِ الوحشة.. من بغداد إلى لشبونة
- مَن هذا الذي سينتشِلُ العراقَ من هذا كُلّهِ.. مَن؟
- ترامب والعراق والنفط في شرم الشيخ
- سيرةُ العراقيِّ الفَرد في تاريخِ اليومِ والغدّ
- منظومات القِيَم وأنماط السلوك والإدارة للدراساتِ الأوليّة وا ...
- عن السياحة والسيّاح والايرادات السياحية في العراق


المزيد.....




- تركيا تعلن فتح تحقيق بشأن سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي
- مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ب ...
- -لن ننسحب مليمترًا-.. كاتس يعلن نية إسرائيل إنشاء مستوطنات ج ...
- إعلان مقتل قائد الجيش الليبي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم ف ...
- من ميلانيا ترامب إلى البابا..صور فاضحة في ملفات إبستين؟
- ماذا وراء الحملة الإسرائيلية شمالي القدس؟
- مسؤول إسرائيلي سابق يكشف كيف حاول نتنياهو التنصل من مسؤولية ...
- لماذا تبقي واشنطن على شركة شيفرون في فنزويلا؟
- عاجل | حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: إعلان الحداد الرسمي في ...
- كرة لهب وحطام.. لقطات لسقوط طائرة رئيس أركان حكومة الدبيبة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان