عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 16:58
المحور:
الادب والفن
لم يترك لنا "المُنتَصِرونَ" عَلينا..
خياراً غير هذا.
"نحنُ" المهزومونَ سَلَفاً.
نحنُ "المحدودونَ ذوو الأحلامِ الواسعة".
"نحنُ" الذينَ يكرهُ بعضنا بعضاً.
نحنُ "العُملةُ" المُلغاةُ التي لا يتداوَلَها أحدٌ في "السوق".. لأنّها لا "تشتري" شيئاً، ولا تُقايَضُ بشيءٍ، ولا تستميلُ أحد.
"نحنُ" الفِتيةُ الذينَ انتَبَذوا مكاناً قَصِيّاً عن الناس، ليَلِدوا "أنبياءَهُم"، وعندما فَشلوا، ذَهبوا إلى "كهوفِ" الخُذلانِ، وناموا طويلاً.. وحينَ استيقَظوا، حتّى "كَلبَهُم" عافَهُم، و"استَجارَ" بمَحميّةٍ للكلابِ "الشريدة".
لهذا..
سأختارُ النومَ بسلامٍ على حطامِ الأيّام.. ألوذُ بتبغِ سجائري.. أو قهوتي المُرّة.. أو ذلكَ الشاي الباردِ الثقيل، دائمِ المفعولِ، طويلِ الأمد.. أو أُبلّلُ سَخامي الخاص، برشفةٍ يابِسةٍ من شرابِ ثقيل.
وحين َ أختارُ ثانيةً، بما تبقّى لي من فائضِ الوقتِ و"فائضِ القيمة".. سأختارُ أن تغمرني رائحة ُ الرمادِ في غرفتي الساكِتة.. تاركاً أموالَكُم وبنادقكم لكُم.. لتمتطوها.. وتذهبُ بكم الى ميادين قتلِنا المقدسّة.. هناك َ حيث السُلطةُ والثروة والجاهُ والرفاه، والأكاذيبُ الكبيرةُ والتاريخُ الزائف.
أهذا إذَن..
هو كلُّ ما تبَقّى
من تلكَ الكُتِبِ والأسماء.. والوجوهِ غير الأليفة؟
أهذا إذَن..
هو كلُّ ما تبقّى،
مِنَ تلكَ "الانتفاضاتِ" و "الثَوراتِ" صغيرةِ الحَجمِ،
ومِنَ تلكَ "القِلّةُ الهائلةُ" التي اختارَت "قِلّتَها" بينَ الناس،
واكتَفَت بسَردِ احلامِها "العظيمةِ" المَيِّتَةِ
على "أحفادٍ" جاحدين
لا يُجيدونَ القراءة؟
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟