أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - موجَز تاريخ الماء من بغداد إلى البصرة














المزيد.....

موجَز تاريخ الماء من بغداد إلى البصرة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 11:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


هل ترغبونَ بالحصول على "دليل" يفضح فشل الحكومات العراقية المُتعاقِبة، واستخفافها بحياة العراقيين، بغضّ النظر عن طبيعة وخصائص"النظام السياسي"؟
اليكم "الدليل":
ماء البصرة غير الصالِح لا للشُربِ (الآدميِّ وغير الآدميِّ)، ولا للريِّ، ولا لأيّةِ أغراضٍ أخرى.
البصرة.. العاصمة الاقتصادية للعراق، وميناءها الوحيد على "البحر"، و"مُرضِعَة" الموازنة العامة للدولة بالجزء الأكبر من إيراداتها، وصاحبة الحصّة الأكبر في توليد "الدخل القومي" والناتج المحلي الإجمالي للعراق، و"الأُمّ" التي ترعى "أطفال" غيرها، وتؤثِرُهُم على بنيها وبناتها وشيوخها وعجائزها، دونَ صَخَبٍ أو مِنّة.
البصرةُ العطشى التي تتنفّسُ السَخامَ، وتتعفّنُ في السَبَخ.
في عام 1980 ذهبتُ إلى البصرة لأوِّل مَرّة، جُنديّاً "احتياطا" خلال الحرب العراقيّة الإيرانيّة.
أوّلُ شيءٍ لفَتَ انتباه الجنود القادمينَ اليها من محافظات أخرى هو صعوبة شُربِ ماءها "المَجِّ"- المالِح مُقارنةً بالماء "العَذب" الذي كانوا يشربونهُ في محافظاتهم.. أمّا عدم ظهور رغوة للصابون عند الاستحمام، فقد كان واحداً من أهمّ "عجائبِ" ماء البصرة يومذاك.
كان شطّ العرب يومها طافحاً بغزارة الماءِ العَذبِ القادمِ اليه من دجلة والفرات.. ومع ذلك كان الماء الذي يشربهُ البصريّونَ.. مالِحاً جدّاً.
46 عاماً منذُ ذلكَ الحين.. ولم يتغيّر الحال.. بل ازدادَ سوءاً وسَبَخاً و تلوُّثاً ومُلوحة.
46 عاماً لم تكن كافية لتشربَ البصرة ماءً صالحاً للشرب.
46 عاما (منها 23 للنظام "السابق"، و23 عاماً للنظام "الجديد").. ولم يتغيّر شيء.
23 عاماً كانت كافية لأن يتحوّلَ ماء البصرة إلى ماءٍ "احفوريّ" مثل نفطها تماماً.
في زيارةِ عملٍ لكوريا الجنوبية قبل سنوات، عرَضَ علينا المسؤولونَ هناك نموذجاً لمشروعِ "تصفية مياه" يعمل على تنقية مياه البحر وإنتاج الطاقة الكهربائية في ذات الوقت، ولا تتجاوز كلفته مليار دولار.. وحين سألناهم: ألم يعرِض عليكم العراقَ شراءَ شيءٍ كهذا.. لم يُجيبوا.. وأكتفوا بابتسامةٍ كوريّةٍ باهتة.
"الدولة" التي لا تستطيع (طيلة 23 عاماً) توفيرَ ماءٍ صالحٍ للشرب لأهم مُحافظة فيها(ماليّاً واقتصاديّاً)، وثاني أكبر مُحافظة فيها من حيث عدد السكان.. ليست دولة.
والحكومات التي تعاقبَت على تسَنُّمِ زمامِ الإدارة خلال هذه المدة.. ليست حكومات.. وإن كان علينا أن نَعُدّها حكومات(سواءَ أكانت محليّةً أو اتّحاديّة) فهي حكومات فاشلة بامتياز، ومع سيق الإصرار والترَصُّد.
جسورٌ يتمُّ تشييدها لفكّ الاختناقات المروريّة في بغداد (خلال ثلاث سنواتٍ فقط) تُعَد "انجازاً"، و"اعمارٌ" في البصرة خلال سنوات قليلة يُعَد "انجازاً".. نعم.. لِمَ لا.. لا بأس.. ولكنَّ الحَدّ (مُجرّد الحَدّ) من "عَطَش" البصرة طيلة 23 عاماً، و تقليل مستوى سَخامَها وتلوّثها، والوقاية من الإصابة بمختلف أنواع "السَرطان" فيها، لا يستحِّقُّ أن يكون كذلك.
جميع هذه "الإنجازات" العُمرانية(في بغداد كما في البصرة) ستبقى إنجازات "مَظهريّة" بغيابِ الماءِ الصالحِ للاستخدامِ الآدميّ.
بعد 23 عاماً.. لم تَعُد البصرة فقط، بل بغداد وغيرها من المحافظات أيضاً.. تشربُ من الحنفيّاتِ "الحكوميّةِ" ماءً غير صالح للاستخدامِ الآدميّ.
ضَعوا "فلتراً" تحتَ الحنفية، وسترون بالعين المُجرَدّة العَجَبَ العِجاب.. حتّى أنّ بيوض الديناصورات عادت لتفقسَ فيها بكُل "أريحيّة" بعد مُضيّ أكثر من 11.11 مليون عام على انقراضها !!



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق أحمد و سانت ليغو محمود ودولة السيّد حامد
- عراق أسكيمو
- الاعمار والتنمية ما قبلَ الانتخابات وما بعدَها
- نحنُ المحدودونَ ذوو الأحلامِ الواسعة
- ترجيحات حول الجهات الرئيسة المُتحكِّمَة بصنع السياسات العامة ...
- إذا ضامَكَ الضَيم.. تذَكّر أيامَكَ الضاحِكة
- البديهيّاتِ المُرة في العراقِ المُرّ
- وقائع عراقيّة عجيبة من التاريخ الراهن للعراق العجيب
- العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان
- إلى أينَ سيأخُذُ هؤلاء هذا العراق؟
- حقائقُ الاقتصادِ موجِعةٌ جدّاً
- تركيا والطريق والتنمية والماء
- يا دِجلةَ الخَير.. يا أُمَّ البساتينِ
- نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية
- رئاسة الجمهورية في العراق: الصلاحيات، الواجبات، النفقات
- غداء عمل غير عراقي لتنويع الاقتصاد العراقي
- علم الاقتصاد المُستباح في الفضائيات العراقيّة
- عندما تنتهي الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- عندما تبدأُ الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- بيتُ جبرا.. قبرُ جبرا


المزيد.....




- بعد خطوة من قرار ترامب البرازيل تطالب بخفض المزيد من الرسوم ...
- الهند تواجه رسوم ترامب ورفع تكلفة تأشيرات العمل بتعزيز الثقة ...
- بـ-قبضة البورصة-.. حماس تثقل كاهل سكان غزة
- الكونغو تنتج أول ألف طن من الكوبالت الحرفي القابل للتتبع
- أكبر 10 دول منتجة للشعير في العالم والعراق والجزائر بصدارة ا ...
- أميركا تخطط لإنتاج مليون طائرة مسيرة سنويا
- -الدم الذهبي-: تعرّف على سحر فصيلة الدم الأندر في العالم
- فضيحة -ملكة العملات المشفرة- التي هربت من الصين إلى لندن
- اليابان تتجه لأكبر إنفاق تحفيزي منذ أعوام مع تصاعد ضغوط المع ...
- كندا.. هل يؤدي رفض الميزانية لانتخابات مبكرة وكارثة اقتصادية ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - موجَز تاريخ الماء من بغداد إلى البصرة