أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الاعمار والتنمية ما قبلَ الانتخابات وما بعدَها














المزيد.....

الاعمار والتنمية ما قبلَ الانتخابات وما بعدَها


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يحصل السيد رئيس مجلس الوزراء على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية بسبب "برنامجهِ الانتخابي".
"الاعمار والتنمية" كان هو "البرنامج"، و"استدامة" العمل على انجاز كل ما يتعلّق بهذا البرنامج، كانت هي الهدف الرئيس.
غير أنّ "الأسماء" و "العناوين" و "الجهات" التي اعتمدها السيد السوداني في قائمته الانتخابية لا علاقة لها بهذا كُلّه.
"التكتيك" العام الذي استخدمه السيد السوداني في خوض الانتخابات، كان الهدف منه هو جمع أكبر عدد ممكن من "أصوات" الناخبين، وبعد أن يتحقّق ذلك، سيتيحُ لهُ ذلك المضي قدماً في "انجاز" مشروعهِ الخاص.
هذا خطأ جسيم من الناحية "الاستراتيجية" بالنسبة لـ "مشروع" السيد السوداني، الذي يتطلّبُ "وحدةً" في المصالح، وتوافقاً في الرؤى، وانضباطاً وانسجاماً في تطبيق أساليب وأنماط محدّدة للإدارة والعمل.
معظم أعضاء "الفريق" الذي تمّ زجّه في قائمة السيّد السوداني يفتقِرونَ تماماً لهذه "المواصفات" و "التوصيفات".
أستطيعُ أن أذكُّر ذلك بالأسماء، غير أنّني لا أستطيعُ أن أفعل ذلك لأسباب عديدة لا تخفى عليكم جميعاً.
لقد كان تشكيل "التحالُف" الخاص بالفريق الانتخابي (ابتداءً) سيّئاً جدّا، لكي لا نكرّر القول بأنّهُ كان خاطئاً جدّاَ، وقد يُبدّدُ ذلكَ لاحقاً "الفوز" المُستحَقّ للسيد السوداني بأكبر عدد من المقاعد النيابية.
ما شأن فُلان وعِلاّن وفُلانة بـ "الاعمار والتنمية؟
بعضُ هؤلاء "انتهازيّين صريحين".. وبعضهم "مُهرِّجين" فقط لا غير.. و بعضهم الآخر على استعداد تامٍّ لتغيير ولاءاتهم السياسية في أيّةِ لحظة.. وبعضهم قامَ بنقلِ "بندقيّتهُ" من كتفٍ لكَتف، وأثار بذلك عِداء وحفيظة "كَتفهِ" الأوّل.. وهناكَ من بينهم من يبحثونَ عن مُجرّد فرص سهلة لإدامة ثرواتهم "السابقة"، والحصول على "حصانتهم" اللاحقة من الملاحقة القانونية (لأنّهُم مُحاصَرون بشبهات فساد كثيرة).. وبعضهم الآخر يُمثِّلُ "تشكيلات" اجتماعية – عشائريّة تعتاشُ على "بركات" الريع النفطي الوفير، فإذا انحسرَ هذا الريع و" عطاياه ومكرَماته" انحسروا معهُ سلوكاً وموقف.. وغير هؤلاء هناك من يُمثّل "مؤسسات" و "تنظيمات" هي جزء من القطاع العام الحكومي "المُستهلِك" و "المُبدّد" للموارد.
"اقتصاديّاً" فإنَ الايفاء بالمتطلبّات (والمُطالَبات) المتعدّدة لهؤلاء(مقابلَ "بيعِهِم" لأصواتهم له على وفق مبدأ "مُقايضة الريع النفطي بالصوت الانتخابي") سيترتّب عليه مستوى مرتفع من الانفاق العام لن يكون السيد السوداني(في ولاية ثانية يجِب أن تكون "مُتقَشِّفة حتماً وبالضرورة) قادراً على الايفاء به إلاّ بمعجزةٍ ترفع سعر النفط لما يزيد عن 90 دولار للبرميل (كمُعدّل) طيلة مُدّة "ولايته" الثانية.
كان بإمكان السيد السوداني على الأقل، لا أن يستبعِد هؤلاء "المُخضرَمين" تماماً من قائمته الانتخابية، بل أن يضع معهم روّاد أعمال شباب، ومُستثمرين مشهود لهم بالكفاءة والرصانة، ومصرفيين ناجِحين(لم تتلوّث مصارفهم بالخرق الفاضح لقواعد العمل المصرفي السليم المُتعارّف عليها دوليّاً)، و صناعيّين وتُجّار ومُزارعين كفوئين و واعدين، وخبراء وأكاديميين في الاقتصاد.. بل وحتّى أعضاء يتمّ اختيارهم بعناية من "مجلس تطوير القطاع الخاص" الذي تمَّ تأسيسهُ في عهده (وقبلَ أقَلِّ من عامٍ واحدٍ فقط)، ويرأسهُ هو شخصيّا.
كان ينبغي، بل ويجب أن يكونَ هؤلاء ضمن قائمة الاعمار والتنمية، لأنّ اختصاص هؤلاء الرئيس هو "الاعمار والتنمية".
لم يكن السيد السوداني ليخسرَ شيئاً لو فعل ذلك.. فهؤلاء سيحصِدونَ لهُ أصواتاً اضافيّة على وفق آليات النظام الانتخابي "سانت ليغو 1.7)، وكانوا سيمنحون قائمتهُ الانتخابية أيضاً شيئاً من "المصداقيّة" التي تفتقدها تماماً الأسماء والعناوين والجهات الأخرى الموجودة في قائمته الانتخابيّة.
كان هذا هو الخطأ الأوّل "الساذِج" و "الجسيم" في الوقت ذاته.
كان "ساذِجا" لأنّ بالإمكانِ تفاديهِ بكُلِّ بساطة، وتجنُّب أضراره المُباشرة.
وكانَ "جسيماً"(وهذا هو الأهمّ) لأنّهُ سيؤثِّرُ سلباً على "تحالفات" ما بعد الانتخابات، وعلى "الوزن" النهائي للكتل التي سيتمُّ تشكيلها بعد الانتخابات.. هذه "التحالفات" التي ستحسِمُ كُل شيءٍ بالنسبةِ لمنصب رئيس مجلس الوزراء، كما جرت العادة.
كثيرٌ من هؤلاء الذين جعلهم السيّد السوداني "عمادَ" قائمته، قد ينفضّونَ عنه، لهذا السَببِ أو ذاك(بسبب طبيعة تكوينهم الشخصيّة، والخصائص والسمات الرئيسة لولاءاتهم الرئيسة وعقائدهم الراسِخة).. وسيكونُ من النادر جدّاً، إن لم يكن من المستحيل، أن يحدث عكسَ ذلك.
أترُكُ لأساتذتي وأصدقائي وزملائي في اختصاص العلوم السياسية مهمة الخوض في التفاصيل ذات الصلة بهذا الموضوع "سياسيّاً"، وبما يُتيح للسيد السوداني مواصلة مسيرته في "الاعمار والتنمية"، و"استكمال" مهمّتهِ الصعبةِ والشائكةِ هذه.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ المحدودونَ ذوو الأحلامِ الواسعة
- ترجيحات حول الجهات الرئيسة المُتحكِّمَة بصنع السياسات العامة ...
- إذا ضامَكَ الضَيم.. تذَكّر أيامَكَ الضاحِكة
- البديهيّاتِ المُرة في العراقِ المُرّ
- وقائع عراقيّة عجيبة من التاريخ الراهن للعراق العجيب
- العراق ومصالِح العراق وإشكاليّات وضع العربة أمامَ الحِصان
- إلى أينَ سيأخُذُ هؤلاء هذا العراق؟
- حقائقُ الاقتصادِ موجِعةٌ جدّاً
- تركيا والطريق والتنمية والماء
- يا دِجلةَ الخَير.. يا أُمَّ البساتينِ
- نوستالجيا بغداد والعطيفيّةِ الثانية
- رئاسة الجمهورية في العراق: الصلاحيات، الواجبات، النفقات
- غداء عمل غير عراقي لتنويع الاقتصاد العراقي
- علم الاقتصاد المُستباح في الفضائيات العراقيّة
- عندما تنتهي الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- عندما تبدأُ الأُلفَةُ يموتُ الأصدقاء.. مثلَ نجمةٍ سابِقة، في ...
- بيتُ جبرا.. قبرُ جبرا
- البنك المركزي العراقي بين مُتطَلَبّات التبعيّة وضرورات الاست ...
- النساءُ الحزينات كدمعةٍ ناشفة
- مُحاكمة اقتصادية للتهوُّر الاقتصادي في العراق


المزيد.....




- مصرف لبنان المركزي يفرض -إجراءات وقائية- على تداول العملات ا ...
- تقرير صحافي: إسرائيل تتحضّر لعمل عسكري ضد حزب الله في بيروت ...
- الحرِّيَّةُ لإبراهيم شريف
- جنود إسرائيليون يعترفون باستعمال الفلسطينيين كدروع بشرية في ...
- ليلة مرعبة في العاصمة الأوكرانية كييف جراء هجوم روسي -هائل- ...
- -بلو أوريجين- التابعة للأمريكي جيف بيزوس تنجح بإطلاق صاروخها ...
- حرب النجوم.. في وجه التهديد الروسي، جيشٌ فضائي فرنسي يُدشن م ...
- أوضاع مأساوية صعبة للنازحين السودانيين بمدينة طينة الحدودية ...
- الصين تحتج على تصريحات لرئيسة وزراء اليابان بشأن تايوان
- ماذا وراء حظر ألمانيا جمعية -مسلم إنتر أكتيف-؟


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - الاعمار والتنمية ما قبلَ الانتخابات وما بعدَها